الإصلاح في القرآن الكريم:

تكرر لفظ (صلح) ومشتقاته في القرآن الكريم 195 مرة، وفي معناه (النفع)، وتكرر مقابله لفظ (الفساد) 50 مرة.

وتدور معاني “صَلُحَ” ومشتقاته حول المعاني اللغوية التي ذكرناها، وفقاً لما يأتي:

1- لفظ ” صلح ” مجرداً مع مشتقاته:

أ‌- بلفظ ” صلح ” وقد ورد مرتين بقوله تعالى: (وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ) أي ممن يدخلون الجنة ، ويقصد به الصلاح الشامل للعقيدة والأخلاق والسلوك.

ب‌- وبلفظ ” الصلح ” وهو اسم مصدر من الصلاح، وهو التوفيق بين الناس وإنهاء الخصومة، وتحقيق السلام والوئام، وقد ورد معرفاً مرة وحدة ومنكراً مرة واحدة في قوله تعالى: (وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِن بَعْلِهَا نُشُوزاً أَوْ إِعْرَاضاً فَلاَ جُنَاْحَ عَلَيْهِمَا أَن يُصْلِحَا بَيْنَهُمَا صُلْحاً وَالصُّلْحُ خَيْرٌ وَأُحْضِرَتِ الأَنفُسُ الشُّحَّ وَإِن تُحْسِنُواْ وَتَتَّقُواْ فَإِنَّ اللّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيراً) .

والصلح هنا بالمعاني اللغوية السابقة يدل على أنه خير ومستحب، بل قد يصبح واجباً، بل التحقيق يرد عليه الأحكام التكليفية الخمسة، فقد يكون واجباً عند تعين درء المفسدة أو تحقيق المصلحة به، وقد يكون حراماً او مكروهاً إذا بني على محرم أو مفسدة، .. وهكذا.

أنواع الصلح:

والصلح له عدة أنوع، منها:

  • الصلح بين الزوجين عند خوف الشقاق والنشوز، وهو خير كما عبر عنه القرآن.
  • الصلح بين المتنازعين في المال، أو في غيره، وهو مستحب إن وجد القضاء.
  • الصلح بين الدولة الشرعية، وبين الذين خرجوا عليها (البغاة)، وهو واجب.
  • الصلح بين المسلمين وغيرهم ، فهو مطلوب شرعا.

ج- وبلفظ “صالح” ورد عَلَماً 9 مرات، اسماً لنبي الله صالح عليه السلام.

د- وبلفظ “صالح” ورد وصفاً للعمل الجيد مفرداً، ومثنى وجمعاً مذكراً سالماً وجمعاً مؤنثاً سالماً عشرات المرات.

2- لفظ “أصلح” فقد ورد فعلاً ماضياً مزيداً فيه بمعنى: إصلاح ما فسد أو إصلاح ذات البين حيث تكرر 28 مرة.

3- لفظ “إصلاح” معرفاً ومنكراً مصدراً، 7 مرات.

4- وبلفظ “المصلح” مفرداً مرة واحدة، وجمعاً 4 مرات.

وقد شملت الآيات التي ذكرت الصلح والإصلاح جميع أنواع الإصلاح الشامل.