أحدث فيديو
- الإصلاح في السنة النبوية المطهرة:
- الصلاح يناقض الإفساد ..والصلاح نقيض الإفساد والفساد:
- الإصلاح في القرآن الكريم:
- المنهجية الرسالة في الإصلاح المجتمعي وفق فقه الميزان.
- فقه الميزان تقريظ
- قراءة في فتوى الشيخ د. علي القره داغي حول التعامل مع شاتم الرسول صلى الله عليه وآله وسلم.
- حديث الفسيلة وكورونا ، وملء الفراغ حتى إذا جاء يوم القيامة .
- التدبر في القرآن وفق فقه الميزان
- مبادئ الإخوة الإيمانية والصلح والمصالحة في سورة الحجرات
- فقه الميزان دعوة لبناء المجتمع والحفاظ على الإنسان
تابعت هذا المقطع المصور وقمت بتحقيق وتدقيق ما ورد فيه أقول :
جزى الله خيرا معد هذا المقطع وعلى المسلمين واجب التأمل بدينهم..
يتجلى أمامنا إعجاز مذهل في الأذان الذي نسمعه خمس مرات كل يوم، دعوةً للعبادة وتذكيراً بعظمة الخالق. عند التأمل في صياغة الأذان، يمكننا ملاحظة أمور عدّة تُبرز عظمة هذا النداء.
أولاً: يتكون الأذان من عدد كلمات يقارب الخمسين. وبما أن الله سبحانه وتعالى فرض علينا خمس صلوات في اليوم والليلة، وبيّن النبي صلى الله عليه وسلم أن كل صلاة بعشرة أمثالها، إذ قال: (هي خمس وهي خمسون) (رواه البخاري ومسلم). لذا نجد توافقاً رمزياً بين عدد كلمات الأذان الذي يقرع أسماعنا خمس مرات وعدد الصلوات المقرونة بثوابها.
ثانياً: يبدأ الأذان وينتهي بذكر الله. تبدأ الصيغة بـ"الله أكبر" وتنتهي بـ"لا إله إلا الله"، مشيرة إلى البدء والنهاية بأعظم اسم، وهو اسم الله. ويُذكر اسم الله في الأذان 11 مرة في الصيغة المعتمدة في غالبية البلدان الإسلامية، ويُعتبر العدد 11 عدداً أولياً، لا يقبل القسمة إلا على نفسه وعلى واحد، مما يرمز إلى وحدانية الله تعالى، إذ قال الله سبحانه وتعالى: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} (الإخلاص: 1).
ثالثاً: يتكرر اسم "الله" في القرآن مرات عديدة، ويذكر المفسرون أن العدد يصل إلى حوالي 2,698 مرة، مما يجعل اسم الله أكثر كلمة تكراراً في القرآن، مما يبيّن مدى التركيز على ذكر الله وعبوديته. قال تعالى: {وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا} (الأعراف: 180).
رابعاً: حروف الأذان الأساسية تتركز في حروف "الألف"، "اللام"، و"الهاء"، وهي حروف اسم الله. وأكثر الحروف تكراراً في الأذان هو حرف "الألف" يليه "اللام"، ثم "الهاء"، في انسجام لغوي مميز. وقد جاء في الأثر عن الترمذي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إنَّ للهِ تسعةً وتسعين اسمًا، مائةً إلا واحدًا، مَن أحصاها دخل الجنةَ"، مما يدل على عظمة اسم الله وتأثيره في تذكرة المسلمين بعبودية الله تعالى.
خامساً: يتكون الأذان من 12 مقطعاً، مما يمكن أن يُفسر كتطابق مع عدد أشهر السنة، حيث يستمر هذا النداء على مدار السنة ليلاً ونهاراً، فيذكرنا بوحدانية الله تعالى وعظمة دينه طوال العام.
سادساً: يتكون الأذان من 17 حرفاً من أصل حروف اللغة العربية البالغة 28، وهو عدد يوافق عدد ركعات الصلوات المفروضة يومياً. وقد فرضت الصلاة ليلة الإسراء والمعراج، وسورة الإسراء في القرآن تحمل الرقم 17. يقول تعالى: {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى} (الإسراء: 1)، مما يربط بين الأذان والعبادة المفروضة في هذا الحدث المبارك.
سابعاً: ورد فعل "الأذان" في القرآن خمس مرات، وهي عدد الصلوات المفروضة، مما يدل على تواتر الذكر اليومي بأمر الله سبحانه وتعالى. يقول الله عز وجل: {وَإِذَا نَادَيْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ اتَّخَذُوهَا هُزُوًا وَلَعِبًا} (المائدة: 58)، تأكيداً على عظم مكانة الأذان كنداء لعبادة الله وحده.
هذه الملاحظات تبين إعجاز الأذان ودقته، وتذكرنا بعظمة الله ووحدانيته.
نسأل الله تعالى أن ينفعنا بهذا العلم، وأن يجعلنا من الذين يُقيمون الصلاة ويعظمون شعائره. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.