أحدث فيديو
- الإصلاح في السنة النبوية المطهرة:
- الصلاح يناقض الإفساد ..والصلاح نقيض الإفساد والفساد:
- الإصلاح في القرآن الكريم:
- المنهجية الرسالة في الإصلاح المجتمعي وفق فقه الميزان.
- فقه الميزان تقريظ
- قراءة في فتوى الشيخ د. علي القره داغي حول التعامل مع شاتم الرسول صلى الله عليه وآله وسلم.
- حديث الفسيلة وكورونا ، وملء الفراغ حتى إذا جاء يوم القيامة .
- التدبر في القرآن وفق فقه الميزان
- مبادئ الإخوة الإيمانية والصلح والمصالحة في سورة الحجرات
- فقه الميزان دعوة لبناء المجتمع والحفاظ على الإنسان
الحمد لله الذي أمر بالعدل والإحسان ونهى عن الظلم والطغيان، وجعل للحق شواهد تدحض الباطل مهما طال أمده. إن وفاة الصحفية الفرنسية مارين فلاهوفيتش، التي عُثر عليها ميتة في ظروف غامضة في مرسيليا، ليست مجرد حادثة عابرة؛ بل هي جرس إنذار يُذكِّرنا بثمن الكلمة الحرة وعمق التحديات التي تواجهها الإنسانية في زمنٍ بات فيه الدفاع عن الحق يُعدُّ جريمة في عيون الطغاة.
مارين، تلك الصحفية التي سخّرت قلمها وعدستها لنقل معاناة الأبرياء في فلسطين، كانت شاهدة على الإبادة الجماعية في غزة، وعملت بلا كلل لتوثيق المآسي ونقل الحقيقة. وفاتها، وسط غياب الأدلة الجنائية حتى اللحظة، تثير تساؤلات مشروعة حول ما إذا كانت ضحية لمخططات تُراد بها إسكات كل صوت يفضح جرائم الاحتلال ويعارض سياسة القتل والتدمير.
إن ما حدث مع مارين يُعدُّ حلقة في سلسلة متواصلة من الإرهاب الفكري الممارس على كل من يجرؤ على مناصرة المظلومين.
هذا النوع من الإرهاب لا يقتصر على التهديد بالسلاح أو القتل المباشر، بل يمتد إلى ترويع الكُتّاب والصحفيين وتطويقهم بمنظومات سياسية وإعلامية تُسعى لتكميم الأفواه وتزييف الحقائق.
وما كانت وفاة مارين إلا رسالة تهديد لكل صاحب ضمير حر يحاول أن يُظهر للعالم الوجه القبيح لهذه الجرائم.
أيها السادة، إننا اليوم أمام مسؤولية كبرى علينا أن نُعلِّم الأجيال القادمة أن الحق لا يُطمس مهما تآمر عليه الأقوياء، وأن الكلمة الحرة، وإن بدت ضعيفة، هي أشد أثرًا من الرصاص. كما أننا مطالبون بكشف هذه الحوادث، ورفع الصوت عاليًا ضد محاولات ترهيب أصحاب الفكر الحر الذين يقفون في وجه الطغيان.
دور الأمة في مواجهة الطغيان الإعلامي والسياسي
إن ما حدث مع مارين يُلزم الأمة، شعوبًا ومؤسسات، بالوقوف صفًا واحدًا للدفاع عن الكلمة الحرة. لا بد من دعم كل صوت حر ينقل معاناة المظلومين، ولا بد من مواجهة هذا الإرهاب الإعلامي بكل الوسائل المتاحة، سواء عبر فضح هذه الجرائم إعلاميًا، أو تقديم الدعم القانوني والمعنوي لذوي المفقودين.
إن محاولة إخراس الحق عبر تصفية الشهود عليه ليست إلا دليلًا على خوف الطغاة من الكلمة الصادقة، وهي في ذاتها شهادة على انتصار الحقيقة. نسأل الله أن يدفع المكروه عن كل من بذل نفسه في سبيل نصرة المظلومين، وأن يعيننا على حمل أمانة الكلمة حتى نلقى الله وهو راضٍ عنا.