التقوى لا تعلمك، لكن تدفعك للعلم والعمل ..
يستشهد بعض الجهلة من المبتدعة أن الجاهل إذا تعبد الله واتقاه أصبح عالماً ويستشهدون بقوله تعالى : (( واتقوا الله ويعلمكم الله )) سورة البقرة 282/ وهذا الاستشهاد خطأ من عدة جوانب:
1- أن جملة ويعلمكم الله جاءت بواو العطف التي تقتضي المغايرة كما قال سيبويه،وغيره من النحاة وعلماء البيان والبلاغة ، وأن هذه الجملة ليست جزءاً مرتباً على ” واتقوا الله ” ولم تأت بلام التعليل أو فاء السببية.
2- أن الآية تدل على أن الله تعالى يعلمكم من خلال الوحي إلى رسوله- ما فيه مصالحكم في الدنيا والآخرة، وكيفية عبادة الله تعالى، والحفاظ على أموالكم فاتقوا الله في حسن الالتزام بها..
3- أن قول هؤلاء الجهلة – كما قال الشيخ محمد عبده – يجعل المسبب سبباً، والفرع أصلاً، والنتيجة مقدمة، وذلك لأن العلم بذات الله وصفاته، وما أنزله في القران هو الذي يورث التقوى، ولذلك قال الله تعالى)) فاعلم أنه لا إله إلا الله )) سورة محمد آية 19
4- أن فقه الميزان يقتضي أن تجمع جميع الآيات حول الموضوع الواحد، ثم ينظر فيها نظرة شمولية متوازنة، ولو فعلنا ذلك لتبين لنا أن لكل شيء سببه، وأن أسباب العلم هو التعلم.
5- ثم إن التقوى في الصدور ولا يعلم بها إلا الله تعالى فكيف يدعي الجاهل لنفسه، أنه متقٍ، وبالتالي أصبح عالماً!!!!
6- إن فتح هذا الباب خطير يدخل فيه أهل البدع والضلالة، لذلك يجب سده، فإن طريق التعلم للعلوم الشرعية التكليفية معروف من خلال العلم باللغة العربية، وأصول الفقه، والتفسير والحديث وغير ذلك. وكذلك فإن طريق تعلم العلوم الإنسانية والطبيعية والكونية معروف .