جريدة الراية – الدوحة

أعلن د.علي محي الدين القره داغي الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين عن دعم الاتحاد العالمي لعدد من المرابطين بالأقصى والقدس، مشيراً إلى أنه في ظل المشاكل التي تمر بها الأمة فقد انتهز اليهود الفرصة للقضاء على القدس الشريف بالكامل والأقصى والحرم القدسي.

وقال في خطبة الجمعة التي ألقاها أمس بجامع السيدة عائشة رضي الله عنها بفريق كليب: إذا كنا نتحدث عن الحالة الاجتماعية لأمتنا وهي حالة الكذب في التعامل فإن أمتنا على مستوى العالم تعاني من مصائب كبيرة جداً، كانت المصيبة لجيل الستينيات والسبعينيات فلسطين وكانت قضيتنا الأولى ولاتزال كذلك ويجب أن تبقى قضيتنا الأولى، ولكن اليوم بسبب المشاكل الأخرى في مصر وسوريا والعراق ولبنان وميانمار والبلاد الأخرى وتأتي عليها المصائب أو الكوارث التي يبعثها الله من خلال الطبيعة كما في الصومال والفلبين تضاف إلى مصائبنا السياسية ومشاكلنا الاجتماعية من الفقر ومشاكلنا العلمية من التخلف وعدم التنمية والتقدم،

وقال: اليوم نركز على قضيتنا الأولى حيث انشغل العالم الإسلامي خاصة العالم العربي بنفسه، فقام بإنفاق قدر كبير من أمواله وجهوده في خلافات ومشاكل جانبية في الوقت الذي انتهز فيه اليهود الفرصة للقضاء على القدس الشريف بالكامل والأقصى والحرم القدسي التي تزيد مساحته على أكثر من 104000 متر حيث يريدون تقسيم هذه المساحة كما فعلوا مع مسجد إبراهيم الخليل عندما قسموه ولم نستطع أن نفعل شيئاً، واليوم يريدون جهاراً نهاراً من خلال الكنيست تقسيم الأقصى حتى لا يبقى للمسلمين من القدس الشريف إلا حوالي 4000 متر وتعطى 100000 متر لليهود.

وأشار فضيلته إلى أن هذه المسألة كانت تناقش سراً غير أنها اليوم تناقش جهاراً نهاراً ولم نر دولاً عربية أقامت مؤتمراً أو اعترضت وإنما كل الدول العربية مشغولة فيما بين بعضها البعض.. لذلك نحن في الاتحاد نرى أن من واجبنا أن ننهض بالأمة وأن نحرك الأمة فطلبنا اليوم أن يكون يوم نصرة القدس والأقصى وهذه النصرة تكون بالقنوت والدعاء والمظاهرات والاعتصامات حتى تبقى الشعوب متحركة ولكنه لا يكفي ذلك.

وذكر أن الاتحاد استطاع أن ينشئ عدة مصاطب أي حلقات علمية وفيها حوالي 500 طالب وهو عدد قليل ولكن كلما كان الحرم القدسي معموراً بالناس ابتعد اليهود لذلك يجب أن ندعم هذه المصاطب.. وأرجو أن يتبرع كل باستطاعته لدعم طالب واحد أو بمساهمة في دعم طالب واحد ويشرف على إدارة هذه المصاطب الشيخ رائد صلاح.. والأمر الثاني تبنينا في الاتحاد كفالة المرابطين وتوفير بعض الحاجيات لهم في القدس لأنهم يبقون لفترات ويتركون أعمالهم ثم تأتي مجموعة أخرى حتى لا يبقى الأقصى خالياً من المرابطين وإنما معمر بالطلاب والمرابطين.

وكان فضيلته قد استهل خطبته أمس بمواصلة الحديث عن الكذب مذكراً بحديث الرسول الكريم “وإن الكذب يهدي إلى الفجور وإن الفجور يهدي إلى النار ولايزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذاباً”.

وقال: حينما يكتب عند الله كذاباً حينئذٍ يدخل في قوله سبحانه وتعالى”كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون”، وعلماؤنا قالوا حينما يقع الإنسان في خطيئة، أو في معصية، تكون هناك نكتة سوداء على قلب الإنسان المعنوي، ثم بعد كذبة أو معصية أخرى كتبت أو عملت نكتة أخرى حتى تسّود القلوب، فإذا وصلت الأمور إلى هذه المرحلة، وهي مرحلة خطيرة جداً، ليس بعيداً ألا يكون لمثل هؤلاء حسن الخاتمة، وأسأل الله لي ولكم حسن الخاتمة، لأنه هو الأساس في تعاملنا وآمالنا وفي دنيانا وآخرتنا التي نريد الله سبحانه وتعالى أن يختم أعمالنا بما يحبه ويرضاه.