الدوحة – الراية:
قال فضيلة الشيخ الدكتور علي محيي الدين القره داغي الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين إن أعداء الأمة يحطمونها دون أن يخسروا شيئا، فهم يحتلون ديارنا، وينهبون أموالنا وثرواتنا، ونحن ننفق عليهم أضعافاً مضاعفة. وأضاف، في خطبة صلاة الجمعة أمس بجامع السيدة عائشة بفريق كليب، أن هناك أسئلة كثيرة تفرض نفسها على الواقع الاجتماعي حول ما أصاب الأمة حتى وصلت إلى مرحلة تكالب عليها الأعداء من كل جانب، وعن ما أوهن عزيمتها حتى أصبح بعض أفرادها ينفذون خطط أعدائها في بني جلدتهم ودينهم، حتى إنهم ليقولون إن الحرب اليومية هي حرب صفرية، أي أن الأعداء يحطموننا دون أن يخسروا شيئاً.
وأشار إلى أن القرآن الكريم هو ذاته الذي نزل على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وإن السنة النبوية هي ذاتها التي شرعت للصحابة نهج الحضارة، ورسمت لهم طريق السيادة والريادة، وإن الدين ثوابت لم تتغير منذ أن صدع به النبي صلى الله عليه وسلم هتافه الأول في بطحاء مكة إلى يومنا هذا، وذلك حين ربط أمور الدنيا بسنن الله تعالى التي لا يعتريها تغيير ولا تبديل، ومن أهم سنن الله تعالى في هذا المجال، هو أن الإصلاح لن يتحقق لهذه الأمة إلا بإصلاح ثلاثة أنظمة أساسية؛ النظام السياسي، والنظام التعليمي، والنظام الديني.
وقال إن مصيبة الأمة الإسلامية في عدم وجود السياسة الرشيدة في معظم بلاد المسلمين، مشيرا إلى أنه لن ينصلح حال الأمة إلا بإصلاح شامل للنظام السياسي والتعليمي والديني. وأضاف: لسنا في شك أن نظامنا الديني هو نظام حياة، ونظام بقاء ونقاء، ونظام شفاء صالح لكل زمان ومكان، غير أن مشكلتنا في فقه ديننا، وكيف نفهمه؟ وننزل وقائعه وفق سنن الله تعالى. ونوه إلى أن من سنن الله تعالى إصلاح أولي الأمر، وإرشادهم إلى أن يسيروا على المنهج الرشيد .. معربا عن أمله في أن يصلح الله حال هذه الأمة في نظمها الأساسية الثلاثة؛ السياسي والتعليمي والفقه الديني النابع من وسطية الإسلام، دون إفراط ولا تفريط.