جريدة العرب -الدوحة – محمد عزام 

ثمّن أكاديميون الإعلان عن افتتاح مركز حمد بن خليفة الحضاري، والذي سيكون أول مركز ثقافي إسلامي وجامع في الدنمارك بالعاصمة كوبنهاجن في شهر مايو القادم.

وأكدو في تصريحات خاصة لــ «العرب» أن المركز سيكون له دور كبير في تحقيق التواصل الحضاري بين الشعوب العربية المسلمة وأهل الدول الاسكندنافية كلها بما يساهم في تعريفهم بالإسلام وحضارته وأهله.

وأشاروا إلى أن المركز سيعمل في منظومة كبيرة لنشر الوعي الحضاري بالإسلام والحضارة الإسلامية بكل جوانبها، بما ينهي من آثار سوء التفاهم الواقع بين بعض أبناء الدول الاسكندنافية والمسلمين عقب أحداث الرسوم المسيئة للرسول الأكرم صلى الله عليه وسلم.

وأبدوا شكرهم لصاحب السمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني ودولة قطر وشعبها على مساهماتهم العملية لنشر الحضارة والوعي الإسلامي بين مختلف الشعوب.

إلى ذلك قال فضيلة الدكتور علي محيي الدين القرة داغي الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، إنه يتوقع دورا كبيرا للمركز في الدنمارك والدول الاسكندنافية لكون أهلها لم يكونوا من الشعوب المستعمرة للمنطقة العربية والإسلامية، وبالتالي فهم لا يحملون أفكارا مسبقة سيئة حول الإسلام.

وتابع أن ما تكون لديهم من معرفة بالإسلام يرجع إلى ما ينشر بوسائل الإعلام المختلفة والتي لا تحقق التواصل الحضاري بالشكل المطلوب لنشر التسامح والقيم الإسلامية الرصينة والوسطية، ومن هنا فإن المركز يتوقع أن يزيل الجهالات المنتشرة حول الإسلام وتوضيح حقيقة الدين.

ولفت إلى أن المركز سيعمل على دمج ما يقارب 400 ألف دنماركي مسلم في الحياة العامة إيجابيا بعيدا عن الانصهار أو الانعزال الذي يخضع له البعض.

من جانبه قال الدكتور بسيوني نحيلة الأستاذ بكلية الشريعة جامعة قطر: قطر وقيادتها الحكيمة لديها شرف الفهم العميق المعاصر في التعريف بالإسلام وتقديمه من خلال مشروعاته الحضارية العملاقة، التي تحمل الأصالة والمعاصرة، وتنقل التاريخ في ثوب الحاضر واستشراف المستقبل، حيث تجلى ذلك من خلال قرار إنشاء «مركز حمد بن خليفة الحضاري» بدولة الدنمارك، والذي سيتم افتتاحه قريبا.. ولا شك أن هذه الخطوة العملية تعتبر -خاصة في مجتمعات الغرب المتعطش للإسلام- أصدق بيانا من الخطب والبيانات، وأشمل معرفة من الكتب والمنشورات، وأخلص علاقة من التعبيرات والابتسامات».

وأضاف أن «خبر افتتاح المشروع الحضاري في أوروبا، يحمل عدة رسائل معاصرة للعالم كله، أولها لهؤلاء الذين أساؤوا فهم الإسلام، وظنوه دين تخلف ورجعية، ودين غلظة وعنف، فها هي دولة قطر تقدم لهم الإسلام في واحدة من إنتاجاته التاريخية الحضارية .

وتابع :قطر -من خلال مشروعها العملاق بدولة الدنمارك- تعرّف بالفعل والعمل من هو رسول الإسلام الذي ثارت الشعوب الغاضبة يوما لنصرته، وحزنا لإهانته، كما أن هذا الصرح الحضاري يقدم رسالة لدعاة المسلمين في المشارق والمغارب، ويؤكد أنه لا بد من تجديد خطابنا للغرب، ولا بد من إحياء تراثنا الحضاري في نماذج ماثلة للعين، وذلك حتى تعود روح الإسلام من جديد في رسائلنا الموجهة لغير المسلمين، والتي كادت تذبل لتكرارها وعدم مسايرتها لما توصل إليه العالم من مستجدات التواصل والتعريف، ونشد من أزر كل فكرة صادقة، تقدم الإسلام في صورة مشرقة في مجال التطبيق والتفاعل الحضاري، خاصة في مجتمعات تقدر الجهود، وتحترم العقول».