أكد فضيلة الشيخ د.على محيى الدين القرة داغى فى خطبة الجمعة امس بمسجد السيدة عائشة على اهمية كبح جماح الطاغية المجرم فى ليبيا وكسر شوكته وتخليص ليبيا من اجرامه وشره.. مشيرا الى ان ثورتى تونس ومصر عظيمتان أزالتا الطاغيتين سلميا وطاغية ليبيا يصر على أن يمزق ليبيا وشعبها مستهدفا ثواره.

وقال مازلنا نعيش فى ظلال الآية الكريمة الجامعة التى تعود الخطباء بختم خطبهم بها منذ أمد بعيد وهى آية جامعة لانها قد جمعت بين كل خصال الخير كما جمعت النهى عن كل أصناف الشر وعلى كل ما هو مضر بالانسان وهي ان الله يأمر بالعدل والاحسان وايتاء ذى القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغى يعظكم لعلكم تذكرون والتى كما قلنا قد جمعت الأمر بكل فضائل الخير ونهت عن كل مساوئ الشر.

وهذا دليل على ان الله سبحانه وتعالى لم يشرع لنا الا ما فيه الخير امرا كان ام نهيا قد ندرك الخير بعقولنا وقد تخفى هذه المصالح والخيرات على بعض العقول  لكن على هذه العقول ان تثق بالله سبحانه وتعالى وأن الله سبحانه وتعالى لم يحرم شيئا الا لأن فيه ضررا بالانسان وان فيه بغيا وظلما على حدود الناس.

لا خير فى الفواحش

وتناول تفسيرا للآية الكريمة وهي وينهى عن الفحشاء….  قال فضيلته: هنا سبحانه وتعالى يبدأ بأكبر المنكرات وهى الفواحش، والفواحش هى الأشياء المحرمة التى حرمها الله  لكنها فى ذاتها فاحشة أى أن الفطرة السليمة والعقل السليم يعتبرها أمرا ممجوجا وخالية من الصلاح اى لا خير فيها ومنه المحرمات من الزنا والقتل والاعتداء على أموال الناس وغير ذلك ولذلك لو خلى الانسان وترك نفسه جانبا وتخلص من كل المؤثرات لتوصل بفطرته السليمة الى أنها فاحشة ولذلك حينما جاء رجل عربى بدوى الى النبى صلى الله عليه وسلم وقال له يارسول انى أريد أن أزني، وانظروا هنا الى صبر النبى صلى الله عليه وسلم فلم يغضب منه ولم ينهره وانما قال له صلى الله عليه وسلم” هل ترضى الزنا لأمك قال لا أبدا ثم قال وهل ترضاه لأختك قال لا ابدا… فقال صلى الله عليه وسلم اذا أنت اذا زنيت فانك ستزنى بأم فلان أو أخت فلان فكيف ترضى لغيرك بما لا ترضاه لنفسك فقال الأعرابى صدقت يا رسول.

خطر الزنا

وقال متابعا: حتى الأمور التى لم تكن ظاهرة فى العصور السابقة فقد تكشفت حقيقتها وحكمة تحريمها فى سنوات العلم فقد كشفت الابحاث العلمية الحديثة خطورة هذه الفاحشة،الزنا، وما تسببه من الأمراض الخطيرة على حياة الانسان مثل الزهرى والسيلان وآخرها وباء الايدز الذى لم يجد الطب الحديث اى دواء له الى الآن وهكذا ينطبق الأمر مع كل ما حرمه الله سبحانه وتعالى من الميتة والخنزير والخمر وغير ذلك فكل ذلك يندرج ضمن الفواحش

أما اذا كانت المعصية ليست بالحجم الكبير من المحرمات فانها تندرج ضمن المنكر ولذلك فقد قسمت الآية الكريم المحرمات الى قسمين قسم الفواحش وقسم المنكرات.

فقه الاولويات

ورأى فضيلته ان هذا يتطلب منا أن نعمل بفقه الأولويات فى التعامل مع هذه المحرمات فهناك ما يعرف بأكبر الكبائر وهى الفواحش ومن الكبائر الموبقات أو ما يعرف بالسبع الموبقات أو التسع كما جاء فى الأحاديث الصحيحة وهى القتل ووالسحر والربا وغيرها ثم هناك محرمات سيئة وكبيرة  لكنها أخف مما سبقها فهى تدخل فى دائرة المنكر والمنكر هو ما تنكره العقول السليمة والفطرة السليمة مع التحريم والتحليل بأمر الله الا أنه أعطى لهذا الانسان بفطرته السليمة وعقله أن يتثبت ويدرك فساد ما حرمه وخيرية ما قد أحله وأمر به خاصة المحرمات الثوابت..ثم بعد ذلك فى العلاقات بين الناس فقد حرم سبحانه وتعالى التجاوز فأى شئ يتعدى ويتجاوز الى حقوق الآخرين سماه سبحانه وتعالى بالبغى وهو فى اللغة أشمل من الظلم فاذا كان الظلم يشمل الاعتداء على حقول الله والعبد بمعناها الكبير والظاهر أما البغى فهو يشمل هذا ويشمل حتى ما دونه، فكل اخلال فى الحقوق والواجبات يعتبر اخلالا بالميزان والقسط وبهذا يندرج تحت اطار البغي.

وقال ان ما يحدث فى أمتنا وما نراه اليوم فى ليبيا واليمن خارج من الاستفادة من هذين النورين العظيمين لا يتذكرون لا يتذكر القذافى ما حصل لمبارك ولم يتذكر مبارك لما حدث لبن على وكل واحد يقول أنا لست الآخر الى أن تدمر الأمة.. والحمد لله فقد كانت كل من ثورة تونس وثورة مصر عظيمتين اذ استطاعتا ازالة طاغيتين وبطريقة سلمية الا أن هذا الطاغية المجرم فى ليبيا لم يرد أن يرحل الا بعد أن يمزق ليبيا وشعبها ويحولها لا قدر الله الى تدخلات خارجية محتملة وهو أخطر ما يمكن أن يصيب هذا الشعب البطل  لكن بمواصلة هذا المجرم فى استهداف الثوار والشعب الاعزل بالقصف بالطائرات قد يضطرهم الى القبول بهذا التدخل وان كان كلهم يشترطون عددا من الشروط المقيدة لهذا التدخل ولذلك فقد جاء القرار الدولى مكتفيا بالحظر الجوى فقط دون التدخل على الأرض.