وصف ممثلو الأمانة العامة للاتحاد العام لعلماء المسلمين، قطر بأنها «كعبة المظيوم».. جاء ذلك خلال لقاء حضره جمع من علماء الأمة، وقادتها، وممثلي الاتحادات، والروابط، والهيئات العلمائية في العالم الإسلامي، لتهنئة خالد مشعل، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس بانتصار غزة العزة، والذي شدد في كلمته، على أن سلاح المقاومة غير مطروح على أجندة المفاوضات، وأنهم لا يكترثون باتهامات الإرهاب كفزاعة، طالما ظلت تهديدات معصومة العينين لا تفرق بين المقاومة المشروعة، وبين الاعتداء، واعتمادها سياسة ازدواجية المعايير.
وأشاد مشعل بالدور الذي يضطلع به العلماء، لإحساسهم وإدراكهم للمسؤولية التاريخية في هذه المرحلة الدقيقة، وخاصة تجاه قضية فلسطين ومعركة القدس والأقصى، رغم قضايا الأمة، وهمومها، وجراحها النازفة، موضحا أن العلماء بحسن تقديرهم، وبيانهم، وشجاعتهم في توجيه البوصلة نحو القضية المركزية، هم دائما يشعرون الأمة بأن هذا هو المسار وهذه هي القضية، التي تستحق الأولوية، والتركيز، دون أن يكون ذلك على حساب هموم الأمة، وقضاياها.
وقال مشعل: إن القدس تستصرخنا جميعا، وهي في القلب، وأن أهل غزة، وهم يدافعون عن غزة، هم يدافعون عن القدس، والأقصى، وكل شبر من أرض فلسطين، ولذلك نلفت النظر إلى معركة القدس، والأقصى، وأن تكون حاضرة في كل خطبة، وإطلالة لأصحاب الفضيلة العلماء، ولرجال الإعلام، ولقادة الأمة، وللزعماء السياسيين، أصحاب المسؤولية أمام رب العالمين، لافتا إلى أن هذه قضية مهمة.
واختتم مشعل حديثه بالتنويه إلى أهمية دور العلماء في التركيز على قضية فلسطين، التي هي قضيتنا جميعا، وأن نأخذ من غزة، ومعركتها العظيمة العبرة بأن المقاومة منتصرة، موضحا أن معركة غزة جسدت الثقة بهذا الانتصار، حتى إننا لسنا بحاجة لنتساءل متى النصر، فهذا علمه عند الله، ولكن مادام النصر بالنسبة لنا يقينا، فعلينا أن نسأل، كيف ننخرط جميعا في معركة فلسطين، وهذه مسؤوليتنا، وذلك من موقع الشراكة والمسؤولية الواحدة، خاصة في ظل أمة منشغلة بمعارك جانبية، وفي ظل أجندات يحاول البعض أن يصرفنا إليها ويشغلنا بها، ثم تأتي القوى العظمى لتعلن الحرب على الإرهاب بحسب تصنيفها، ولكن إذا كانت المسألة مسألة تطرف فكلنا ضد التطرف، وأصحاب الفضيلة أعلم بالفرق بين التطرف والاعتدال، وحركة حماس تعلنها على العالم، أنها تتبنى النهج الوسطي المعتدل في ديننا وثقافتنا الإسلامية، وحماس لديها عقل سياسي منفتح على المحيط العربي، الإسلامي، والإقليمي والدولي.
ومن جانبه وصف الدكتور علي قره داغي الأمين العام للاتحاد العام لعلماء المسلمين نائب رئيس المجلس الأوروبي للإفتاء والبحوث، قطر بأنها «كعبة المظلوم».
وقال القره داغي، إن انتصار غزة العزة، رفع رؤوس الأمة في هذا العصر العصيب، وأن صمودها كان صمود المعجزة أمام كل قوات العدو الصهيوني المحتل، حيث منعته من أي تقدم في «51» يوما، في حين أن نفس هذا العدو الغادر هو ذاته الذي هزم الجيوش العربية واحتل القدس، والضفة وغزة والقدس والجولان في «6» أيام، والحق أنها في «6» ساعات في حرب يونيو عام «1967»، وإن هذه المقاومة المجاهدة الباسلة، رغم قلة إمكانياتها، والحصار عليها من الأعداء والأصدقاء قد أبدعت في حربها إبداعا، حيث أدخلت الطائرات دون طيار لأول مرة، وأضيف لمصطلحات الحرب الجوية والبرية والبحرية، حرب الأنفاق، وتحت الأرض، ووقف القتال برا وجوا وبحرا، حتى إن ممثل العدو الصهيوني كان يقول وتحت الأرض.
ودعا القره داغي إلى ضرورة العض بالنواجذ على الوحدة الوطنية الفلسطينية، وخاصة في هذا الوقت العصيب، الذي تمزقت فيه أمتنا شر التمزق، معربا عن التفاؤل بإمكانية تحويل وجعل هذا التمزق بمثابة المخاض، والذي يتم التعرف منه على من يقف مع الحق، وكذلك من يقف مع الباطل.