بسم الله الرحمن الرحيم
الدوحة في 15 رمضان 1436 هـ
الموافق 02 يوليو 2015م
الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين
يدين ويستنكر بشدة تصفية 9 من قيادات الإخوان في مصر خارج إطار القانون ، ويحذر من خطورة إطلاق يد سلطة الانقلاب وشرطتها للنيل من المعارضين بالقتل الحرام ، ويطالب قادة الدول الإسلامية والعربية والعالم الحر سرعة التدخل لإيقاف الجرائم التي تقوم بها سلطة الانقلاب العسكري الغاشمة في مصر .
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه (وبعد)
استقبل الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين باستنكار شديد قيام قوات الأمن المصرية بتصفية 9 من قيادات جماعة الإخوان المسلمين بدم بارد وخارج إطار القانون ، ما يؤكد على غياب مفهوم الدولة في مصر ، وانهيار منظومة العدالة والحريات العامة وحقوق الإنسان ، وذلك في ظل الانقلاب العسكري الغاشم الذي وقع في مصر منذ 3 يوليو 2013م وما زال مستمراً حتى اليوم ، بل ويسعى للسيطرة على جميع مؤسسات الدولة وتوجيهها لصالح أهدافه ، وتعديل قوانين تأتي على حقوق المواطنين في قضاء عادل ، وفي حصولهم على درجات تقاضي للتدقيق في الأحكام ، وتطلق يد القوات الأمنية في القتل المباشر بلا أي تقاضٍ أصلاً كما وقع في حادثة أمس في مدينة السادس من أكتوبر ، والتي لا يقبل بها الشرع الإسلامي الحنيف، ولا أي من الشرائع السماوية ، ولا القانون والأعراف الدولية ، أو مواثيق حقوق الإنسان في العالم .
والاتحاد العالمي لعلماء المسلمين إزاء هذه الحادثة الخطيرة ، يؤكد على ما يلي:
1- يدين الاتحاد ويستنكر بشدة حادثة تصفية 9 قيادات من جماعة الإخوان المسلمين ، كانوا مسئولين عن شؤون أسر الشهداء والمصابين ، ثم أتت قوات أمن الانقلاب لتقتلهم بلا أي وجه حق، وبدم بارد ، وخارج إطار القانون ، ثم توجه إليهم التهم الجاهزة التي لم تعد تقنع أحدا من أحرار العالم ، وكل هذه الأمور محرمة شرعاً وقانوناً ، وتوجب ملاحقة مرتكبيها ومحاكمتهم. ولو كان هؤلاء يحملون سلاحا بأيديهم، فكيف لم يصيبوا أحدا ممن من قتلوهم؟!
2- يحذر الاتحاد من خطورة التعديلات القانونية التي تقوم بها الحكومة المصرية في ظل الانقلاب العسكري وفي غيبة من الشعب وممثليه ، حيث يتم تخفيض إجراءات ودرجات التقاضي بما يضر بمصالح الناس ، ويطلق يد قوات الأمن للتعامل بالقوة ضد المواطنين دون أي محاسبة .
3- يطالب الاتحاد قادة الدول الإسلامية والعربية ، وقيادات العالم الحر ، سرعة التدخل لإيقاف نزيف الدم في مصر ، وإسقاط الانقلاب العسكري الذي استولى على السلطة التي أتت بإرادة الشعب بعد ثورة 25 يناير ، واستعادة الحريات العامة وحقوق الإنسان ، وتفكيك السيطرة الفاسدة على مؤسسات الدولة من قبل العسكريين ، وغيرهم من الأمور التي استجلبت الخراب والدمار إلى مصر وشعبها ولن تأتي بأي خير على الإطلاق .
قال تعالى ” وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا ” النساء:93
الأمين العام رئيس الاتحاد
أ.د علي محيي الدين القره داغي أ.د يوسف القرضاوي