قدم الاتحاد العالمى لعلماء المسلمين  في بيان حمل توقيع رئيسية الدكتور يوسف القرضاوي وأمينه العام الدكتور علي القره داغي  تعازيه الحارة إلى الشعب الأمريكى، فى ضحايا إعصار “ساندى”، الذى أدى الى مقتل عدد من الأشخاص فى أمريكا وكندا وغيرهما، وتسبب فى حدوث أضرار مادية جسيمة ولا سيما فى أمريكا، وهذا نص البيان :

الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين

يعزي الشعب الأمريكي والشعوب المتضررة من إعصار “ساندي”

 ويدعو الى التعاون الانساني البناء بين جميع الشعوب على اساس العدل والرحمة والخير.

الحمد لله والصلاة والسلام على محمد رسول الله وآله وصحبه ومن والاه.. وبعد؛؛

تابع الاتحاد العالمى لعلماء المسلمين إعصار “ساندي” في قوته، وتدميره، الذي أدى الى مقتل عدد في أمريكا، وكندا وغيرهما، وأضرار مادية جسيمة جداً ولا سيما في أمريكا، فتلك قدرة الله تعالى في تدبير الكون وتدميره.

والاتحاد إذ ينظر الى هذه المسألة نظرة انسانية جامعة، وفي ظل أخوة إنسانية شاملة، فالبشر جميعاً في نظر الاسلام أخوة وأبناء لآدم وحواء، وأن صلة الرحم هذه تجمعهم وتقتضي منهم الرحمة فقالى تعالى (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا) }سورة النساء1  {فقد فسر المحققون أن الأرحام في الآية هي أرحام البشرية من لدن آدم وحواء الى أن يرث الله الأرض ومن عليها، وبالتالي فالله تعالى يسألنا عن التفريط في الحقوق الانسانية، وأمرنا برعايتها، ولذلك لما رأى النبي صلى الله عليه وسلم جنازة يهودي قام لها، ولما سئل عن ذلك فقال “أليست نفسا” رواه البخاري حديث رقم (1312) ومسلم حديث رقم (961).

وأكثر من ذلك فقد حدد الله تعالى الهدف من ارسال رسوله الخاتم محمد صلى الله عليه وسلم بقوله (وما أرسلناك الا رحمة للعالمين) ولم يقل للمؤمنين فهو رحمة للعالمين أجمعين، وقد طبق ذلك من خلال تعامله حتى مع المشركين الذين يؤذونه حيث كان يدعو لهم بالهداية ( اللهم اهد قومي فإنهم لا يعلمون) رواه البيهقي حديث رقم (1375)، ولما اشتد الإيذاء والقتل والتعذيب لأصحابه بمكة طلب منه البعض أن يدعو عليهم فقال ” إني لم أبعث لعاناً وإنما بعثت رحمة…” رواه مسلم حديث رقم (2599).

بل إن الرسول صلى الله عليه وسلم كان رحمة حقاً حتى بالحيوانات والبيئة، فبيّن أن امرأة دخلت النار في هرّة حبستها ثلاثة ايام حتى ماتت ولم يتركها فأكل من خشاش الأرض (انظر الحديث في صحيح البخاري رقم الحديث (3071) وفي مسلم رقم الحديث (4160))، وأن امرأة أخرى غير صالحة دخلت الجنة لأنها سقت كلباً حتى ارتوى ( انظر الحديث في صحيح البخاري رقم الحديث (3321) وفي مسلم رقم الحديث (2245)) .

ولذلك قرر الرسول صلى الله عليه وسلم قاعدة بأن في كل كبد رطب صدقة وهذا يشمل الانسان والحيوان والطيور…

ولذلك لا يجوز شرعاً الشماتة في مثل هذه المصائب العامة.

ومن هذا المنطلق فإن الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين يشعر بالأسى، ويشاطر الذين اصابهم الضرر في أرواحهم وممتلكاتهم في أمريكا، وكندا، وغيرهما بسبب إعصاؤ “ساندي” ويقدم عزاءه اليهم، كما يدعو الى التعاون البناء ولا سيما بين الشعوب جميعاً على اساس العدل والرحمة والخير ودفع الضرر والعوز، وتقديم الخير الى كل نفس إنسانية، بل الى كل ذات كبد رطبة.

 

والله المستعان

أ.د علي القره داغي                         أ.د يوسف القرضاوي

الأمين العام                               رئيس الاتحاد

الدوحة في:  19 ذو الحجة 1433هـ       

   الموافق:04/11/2012م.