الدوحة: 14 ذو القعدة 1432هـ
الموافق:12/10/2011م
الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين يبارك خطوة تأسيس المجلس الوطني للثورة السورية ويدعو إلى مزيد من رص الصفوف ووحدة الكلمة نصرة لدماء الشهداء وللشعب السوري العظيم
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه.
(وبعد)
فمنذ أسبوع توصلت أطراف المعارضة السورية إلى الإعلان عن نجاحها في الإتفاق بين عدد كبير من أطرافها وذلك من خلال التوصل إلى تشكيل ما سمي “المجلس الوطني للثورة السورية” وقد ضم هذا المجلس أحزابا ومستقلين من كل الطيف السياسي السوري من الداخل والخارج.
وإن كانت هذه الخطوة الوحدوية قد جائت نوعا ما متأخرة عن تطورات الحالة الثورية التي عليها الشعب السوري البطل منذ 7 أشهر وهو يقاوم آليات الحرب الشاملة بصدور عارية، إلا أن توفق هذه الأطياف السياسية وخروجها في نهاية المطاف بشكل موحد هو أفضل هدية سياسية تقدمها هذه النخب السياسية إلى هذا الشعب البطل الذي أعلنها بدون رجعة “الموت ولا المذلة” وهو بذلك مصمم وعاقد العزم على عدم التوقف عن ثورتة السلمية هذه إلا بتحقيق أهدافها ممثلة في الحرية وإسقاط نظام البعث المستبد والذي يجثم على رقابه لما يزيد عن أربعة عقود كاملة.
وبهذه المناسبة الطيبة، فإن الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين ومن خلال متابعته الدائمة والمتواصلة لهذه الثورة المباركة فإنه يرى التالي:
أولاً: يبارك الاتحاد هذه الخطوة التوحيديه ويدعم هذا المجلس وبخاصة بعد المساندة الكبيرة التي لقيها من قبل الشعب السوري الثائر من خلال ما سمي بجمعة “المجلس الوطني يمثلنا” وهذا دليل آخر على رفض هذا الشعب لشرعية النظام القائم الذي يطالب باسقاطه منذ أشهر، ولهذا فإن على المجلس المذكور أن يقدّر هذة الثقة التي حظي بها من هذا الشعب المجاهد وأن يحفظ الأمانة ويكون في مستوى الآمال المعقودة عليه، قال صلى الله عليه وسلم لأبي ذر الغفاري رضي الله عنه: (إنها أمانة وإنها يوم القيامة خزي وندامة إلا من أخذها بحقها وأدى الذي عليه فيها) رواه مسلم.
ثانيًا: يدعو الاتحاد هذا المجلس إلى مزيد فتح أابواب الحوار مع كل التشكيلات والجهات الحزبية والمستقلة في الداخل والخارج التي لم تلتحق بعد به حتى تكتمل الصورة الموحدة لكل من يعارض هذا النظام المستبد الظالم ويطمح إلى سوريا جديدة يسودها العدل والحرية والتداول السلمي على السلطة في ظل احترام الهوية الإسلامية باعتبارها هوية غالبية الشعب مع احترام حقوق جميع الأقليات الدينية والعرقية التي تشكل هذا الشعب السوري البطل.
ثالثًا: يؤكد الاتحاد على المجلس الوليد بأن يكون مواكبا للحس الوطني العالي الذي يتمتع به شعب سوريا، والعناية القصوى بتطلعات الشعب السوري نحو تحقيق أهدافه، والاهتمام الأكبر بالساحة العربية والإسلامية، حيث كان لتوجه المجلس الوطني نحو مصر وليبيا أثره الكبير في الدعم الشعبي والسياسي من لدن معظم الأحزاب الكبرى، وأن يحذر من كل محاولات الاحتواء التي قد تلجأ إليها بعض الدول الكبرى.
رابعًا: يطالب الاتحاد برلمانات العالم العربي والإسلامي والعالم الحر وحكوماتها بدعم المجلس الوطني السوري، والوقوف مع الشعب السوري المجروح والمظلوم بكل قوة، فقد قال تعالى: {وَلاَ تَرْكَنُواْ إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاء ثُمَّ لاَ تُنصَرُونَ} [هود:113]. ولنعلم جميعا أن من سنن الله تعالى أن مصير الظالم الفاسد المستبد إلى الزوال فقال تعالى: {الَّذِينَ طَغَوْا فِي الْبِلادِ*فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسَادَ*فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ*إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ} [الفجر:11-14].
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
أ.د/ علي القره داغي أ.د/ يوسف القرضاوي
الأمين العام رئيس الاتحاد