الدوحة في: 23 رمضان 1432 هـ
الموافق : 23 أغسطس 2011
الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين يدين قصف المناطق الحدودية للعراق، ويطالب المسؤولين العراقيين جميعا بأن يتحدوا لصالح العراق وسيادته وحماية شعبه وحدوده.
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد؛؛
يتابع الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين بقلق وألم ما يحدث في العراق من تفرق وتناحر داخلي مزق النسيج الجامع لمكوناته، ومن تفجيرات منظمة قطعت اوصال كثيرين من الرجال والنساء والأطفال والمستضعفين.
ومع هذه المحنة الداخلية الشاملة فإن العراق يواجه اليوم انتهاكات كثيرة لحدوده من خلال قصف جمهورية إيران الإسلامية لحدود العراق في إقليم كردستان، وقصف جمهورية تركيا كذلك لمناطق أخرى من الإقليم نفسه. والاتحاد العالمي لعلماء المسلمين أمام هذا الواقع المؤلم يرى مايلي:
1. يطالب الاتحاد دول الجوار بعدم انتهاك حدود العراق بالقصف أو نحوه، ومنددا بما حدث جراء ذلك القصف من قتل للمدنيين الأبرياء، وتدمير للقرى والبيوت الآمنة للمدنيين، فهذا عمل غير جائز شرعا ومدان إنسانيا، وينتهز الاتحاد هذه الفرصة لمطالبة دول الجوار والحكومة العراقية لحل مشاكل الحدود على أسس حسن الجوار، وعدم التدخل في شؤون الآخر، وحماية الحدود بما يحقق مصالح الأطراف كلها.
2. يطالب الاتحاد الحكومة العراقية وجميع المسؤولين العراقيين أن يتقوا الله في الشعب العراقي الذي ظل يعاني من المشاكل والمصائب والقتل والتهجير والإقصاء أيام النظام السابق، وفي ظل الوضع الحالي فكأن حال العراقيين يقول) لقد أوذينا من قبل أن تأتينا ومن بعدما جئتنا )، لذلك نطالبهم بان يجتمعوا على المصالح العامة وينبذوا المصالح الضيقة، ويتحدوا على حكومة وحدة وطنية مخلصة متخصصة.
3. يجدد الاتحاد تنديداته الشديدة بالتفجيرات التي يروح بسببها الآف من الضحايا الأبرياء العراقيين، ولايستفيد منها إلا الأعداء، فالله الله في دماء المسلمين الأبرياء، فالله تعالى يقول: }وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا{، [النساء93] وإياكم والنيل من أعراض المسلمين وأموالهم، فقد قال الرسول (ص) ” كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه ” متفق عليه.
وفي الختام نقول لأهل العراق جميعا أنكم تتحملون هذه المسؤولية أمام الله تعالى فاتحدوا على ثوابت دينكم، اتحدوا على الثوابت الوطنية الجامعة، فالعراق كبير بتاريخه وحضارته يتسع للجميع. فلماذا تحول إلى بؤرة قتال وإقصاء، واعلموا أن الله سائلكم عن كل ما يحدث.
{والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون} صدق الله العظيم.
أ.د علي القره داغي أ.د يوسف القرضاوي
الأمين العام رئيس الاتحاد