الدوحة في 28 رجب 1436 هـ
الموافق 17 مايو 2015م
الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين
يدين بشدة تنفيذ أحكام الإعدام بحق ستة مصريين فيما يعرف بقضية عرب شركس ،
ويدين ويستنكر بشدة إصدار حكم بالإعدام في حق العلامة الإمام الشيخ يوسف القرضاوي ، والرئيس المصري الشرعي المنتخب الأستاذ الدكتور محمد مرسي ، وفي حق ما يزيد عن مائة مصري آخرين،
كما شملت الأحكام شهيدين فلسطينيين وسجينا في سجون الاحتلال منذ 1996 !!! ،
ويعتبر ذلك من الاستهانة الخطيرة بالأرواح والقيم الإسلامية والإنسانية ،
ويطالب قادة العالم الإسلامي والمنظمات الحقوقية بمنع هذه السلسلة الخطيرة من الازدراء بكرامة الإنسان وحقوقه في الحياة والحرية ، وكذلك يهيب بأحرار العالم أن يكون لهم موقف مؤثر ضد هذه الانتهاكات الشائنة لحقوق الإنسان ،
ويحذر من أن هذه الأحكام الجائرة تضر بمصر العظيمة ، وتزيد الفرقة والمشاكل لشعب مصر وتدفع بالشباب إلى دوائر العنف المختلفة.
الحمد لله ، والصلاة والسلام على نبينا محمد (صلى الله عليه وسلم) وعلى آله وصحبه ومن والاه ، وبعد …
فإن الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين قد هاله قيام سلطة الانقلاب العسكري اليوم بإعدام ستة من شباب مصر وقبلهم مصري آخر ، لا ذنب لهم سوى أنهم يريدون العيش الكريم بحرية وإرادة وكرامة وعدالة ، ثم انطلقت الأحكام القضائية الجماعية الصادرة بالجملة بالإعدام في حق الأحرار الثوار المصريين حتى طالت علامة عصره الإمام يوسف القرضاوي – رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين – في قضية لا نعلم من أين أتى القضاء المسيس بعلاقة للشيخ بها – إن كانت هناك قضية من الأساس – ، وكذلك الرئيس المنتخب الدكتور محمد مرسي وما يزيد كذلك عن مائة مواطن آخر ، إضافة إلى الحكم على شهيدين فلسطينيين استشهد الأول عام 2008م والثاني عام 2014م وسجين بسجون الاحتلال منذ عام 1996م ، بما يعتبر انتهاكاً صريحاً لحقوق الإنسان وللحريات العامة في مصر وينذر بكوارث سياسية واجتماعية ليس على مصر وحدها وإنما على المنطقة بالكامل ، ما يستوجب تدخلا عربيا وإسلاميا لوقف هذا الهراء الذي تمارسه سلطة الانقلاب لتحقيق مصالح وأطماع شخصية زائلة لا تستفيد منها مصر ولا المصريين أنفسهم .
والاتحاد العالمي لعلماء المسلمين إزاء هذه الأحكام الخطيرة ، يؤكد على ما يلي :
1- يندد الاتحاد بتنفيذ سلطة الانقلاب أحكام الإعدام بحق ستة من شباب مصر اتهموا سياسياً فيما يعرف بقضية عرب شركس ، ويؤكد أن اراقة الدماء حرام ، ويحذر من إراقتها بالباطل وبلا أي وجه حق ، وأن الظلم ظلمات يوم القيامة .
2- يرى الاتحاد أن المؤسسات في مصر مختطفة من قبل سلطة الانقلاب العسكري ومن بينهم الأزهر ودار الإفتاء والقضاء والإعلام والجامعات وغيرهم ، ما ينذر بكارثة حقيقية من تورط هؤلاء جميعاً في دماء الأبرياء ، حيث لا استقلالية لأحد الآن على أرض مصر .
3- يستنكر الاتحاد ويدين بشدة صدور حكم قضائي في حق الشيخ العلامة يوسف القرضاوي – رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين – ويصف الحكم بالمسيس والخطير .
4- ويستنكر كذلك إصدار أحكام بالجملة بالإعدام في حق الرئيس المصري المنتخب والمختطف الدكتور محمد مرسي ، وفي حق ما يزيد عن مائة مواطن مصري بلا أي وجه حق أو جريمة ارتكبوها .
5- يطالب الاتحاد العالمي قادة العالم الإسلامي والعربي ، والمنظمات الدولية والحقوقية ، التدخل لدى سلطة الانقلاب لإيقاف إصدار أو تنفيذ أي كم بالإعدام في حق الأبرياء في مصر وبخاصة أن هذه السلطة تجرم في حق مصر و المصريين ، وأنها ترتكب جرائم في حق كرامة الإنسان المصري وتنتهك حقوقه في الحرية والحياة .
6- يهيب الاتحاد بأحرار العالم أن يشكلوا جبهة في وجه الظلم ، وأن يكون لهم موقف مؤثر ضد هذه الانتهاكات الخطيرة في مجال حقوق الإنسان ، والتي تحدث في مصر منذ انقلاب 3 يوليو 2013م وحتى اليوم .
7- يحذر الاتحاد من أن هذه الأحكام الجائرة سوف تضر بمصلحة مصر والمصريين ، وتزيد من حالة الفرقة التي بدأت مع الانقلاب وارتفعت وتيرتها كذلك ، وأن كل ذلك يدفع بالشباب إلى العنف حيث لا طريق لهم بعد انسداد طرق الحياة والحرية في وجوههم ، وندعو الله ان يحفظ مصر والمصريين من الانزلاق الى الفتن.
8- يطالب الاتحاد جميع القوى الثورية في مصر بتوحيد الجهود ، ونبذ الفرقة ، والاجتماع على المبادئ التي تحفظ حق الشعب المصري وثورته ، وحق شهدائه ومصابيه ومطروديه ، وحقه في إعلاء إرادته وكرامته ، وفي حياة كريمة متقدمة .
“وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ” (سورة إبراهيم – آية 42)
الأمين العام
أ. د. علي محيي الدين القره داغي