بسم الله الرحمن الرحيم
الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين
يدين مقتل المصريين المختطفين في ليبيا، ويحرم سفك الدماء المعصومة بلا ذنب أو جريرة
ويتساءل عن علاقة داعش بالأجندات الإقليمية والمخابرات العالمية
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه (وبعد)
فقد تابع الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين ما تناقلته وسائل الإعلام العالمية، من بث مقطع فيديو، أقدمت عليه مجموعات ملثمة، تنتسب إلى تنظيم داعش المتطرف: من قتل المصريين الأقباط المختطفين في ليبيا، وتعجب من استمرار أسلوب النحر والذبح في حق الأبرياء، الذين دفعتهم ظروف الحياة القاسية في بلدانهم، إلى ترك أوطانهم والعمل في بلد آخر، يفترض أنهم قد حصلوا فيه على الأمان بموجب تأشيرات الدخول وإقامات العمل. وهم لم يحملوا سلاحا، ولا قاتلوا في معركة!
فهم مستأمنون وإن لم يكونوا مسلمين، مصونة دماؤهم وأعراضهم، وأموالهم وحقوقهم وحرياتهم، بحكم كتاب الله تعالى ، وسنة رسوله، وإجماع المسلمين. فقد قال تعالى في سورة الممتحنة عن المشركين: { لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ } [الممتحنة:8].
وإزاء هذه الممارسات البشعة المتكررة، فإن الاتحاد العالمي يرى ويؤكد ما يلي:
أولا: يدين الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين هذه الممارسات الظالمة ضد الأبرياء من غير المسلمين، الذين استهدفتهم هذه الجماعات المتطرفة، ويرى هذه الممارسات ليست من الإسلام، ولا من قيمه ومبادئه، وليست من تشريعاته ونظمه. وهو يتبرأ منها كل البراءة، ويشيد بما قرره القرآن وكتب السماء: { أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا } [المائدة:32]
ثانيا: يؤكد الاتحاد أن هذا النهج العدواني، وقتل المدنيين دون جريرة: عمل عدواني آثم، يهدف إلى تشويه صورة الإسلام، ولا يبرئ فاعليه من العمل على ذلك عمدا أو غفلة. وأن هذه الممارسات لا طائل من ورائها إلا تحريف الإسلام وإخراجه عن عدله وسماحته.
ثالثا: يرى الاتحاد من خلال هذا الفيديو مشهدا مصنوعا، باختيار استهداف المسيحيين المصريين، وذبحهم على شاطئ البحر المتوسط، والحديث عن فتح روما، يرى رسائل استدعاء للتدخل المصري والأوربي المباشر، بغية العمل على إجهاض الثورة الليبية، التي هي بريئة من هذه الجريمة الوحشية، براءة الذئب من دم يوسف الصديق.
رابعا: لا يفصل الاتحاد العالمي بين هذه الممارسات الشائعة المجرمة، وما نتج عنها، ويرى خيوط المؤامرة بين هؤلاء، وبين قادة الانقلاب على الثورات العربية، التي تعلقت بها كل الشعوب؛ لإقامة الحق والعدل والحرية.
خامسا: يرفض الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين بكل قوة التدخل المصري المبيت، وكافة الممارسات التي تؤدي إلى التدخل العسكري في الشأن الليبي، ويقف بكل قوة مع الحوار الداخلي بين أبناء الشعب الليبي برعاية منظمة التعاون الإسلامي، والجامعة العربية، والاتحاد الإفريقي، والأمم المتحدة.
(والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون)
الأمين العام رئيس الاتحاد
أ.د علي محيي الدين القره داغي أ.د يوسف القرضاوي