فقد تلقينا بقلوب مفعمة بالرضا بقدر الله، نبأ وفاة أخينا الشيخ الدكتور حسن الترابي مساء اليوم بعد أن تعرض صباحاً لغيبوبة نقل إثرها إلى أحد مستشفيات الخرطوم وهو في حالة حرجة.

ويعد الدكتور حسن الترابي -الذي توفي عن عمر ناهز 84 عاما- من أبرز وجوه السياسة والفكر في السودان والعالم الإسلامي، درس الحقوق في جامعة الخرطوم، ثم حصل على الإجازة في جامعة أكسفورد البريطانية عام 1957، وعلى دكتوراه الدولة بجامعة السوربون بباريس عام 1964 ويتقن الترابي أربع لغات فبالإضافة إلى اللغة العربية يتكلم الفرنسية والإنجليزية والألمانية بطلاقة.

انتخب 1996 رئيسا للبرلمان السوداني في عهد “ثورة الإنقاذ”، كما اختير أمينا عاما للمؤتمر الوطني الحاكم 1998.

وقد عمل الترابي أستاذ بجامعة الخرطوم ثم عميد كلية الحقوق، وفي يوليو/تموز 1979 عين رئيساً للجنة المكلفة بمراجعة القوانين من أجل أسلمتها ثم عين وزيراً للعدل.

وفي عام 1988عين نائب رئيس للوزراء بالسودان ووزيراً للخارجية في حكومة الصادق المهدي.

ولا حقاً نشب خلاف بينه وبين الرئيس البشير تطور حتى وقع انشقاق في كيان النظام 1999، فخلع الترابي من مناصبه الرسمية والحزبية، وأسس عام 2001 “المؤتمر الشعبي”، كما سجن مرات في عهد جعفر النميري.

للدكتور الترابي العديد من الكتب المطبوعة ومقالات كثيرة ومحاضرات شتى ومن بين كتبه:

قضايا الوحدة والحرية 1980،

تجديد أصول الفقه 1981،

تجديد الفكر الإسلامي 1982،

الأشكال الناظمة لدولة إسلامية معاصرة 1982،

تجديد الدين 1984، منهجية التشريع 1987،

المصطلحات السياسية في الإسلام، 2000.

وبوفاته فقدتْ الأمّة الإسلامية واحدًا من علمائها، نرجو من الله العلي القدير أن يغفر له، ويرحمه رحمة واسعة، ويعفو عنه، ويجزيه خير الجزاء، ويكرم نزله، ويوسع مثواه، ويدخله جنة الفردوس، ويمطر عليه شآبيب رضوانه ورحمته، ويحشره يوم القيامة في العليين مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، وأن يلهم أهله، ومحبيه في السودان الشقيق والعالم الإسلامي الصبر والسلوان. إنه نعم المولى ونعم المجيب.

5/3/2016

أ.د. علي القره داغي أ.د يوسف القرضاوي

الأمين العام رئيس الاتحاد