نعى الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين للأمة الإسلامية فضيلة الشيخ عبدالمعز عبدالستار المجاهد الكبير في فلسطين وغيرها من بلاد المسلمين. وجاء في بيان وقعه فضيلة الدكتور يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين والدكتور علي محيي الدين القرة داغي الأمين العام للاتحاد أن الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين تلقى بقلب مفعم بالإيمان، ونفس صابرة راضية بقضاء الله تعالى وقدره، نبأ وفاة العالم المربي، الداعية إلى الله تعالى بالحكمة والموعظة الحسنة، المجاهد الكبير في فلسطين وغيرها، الشيخ عبدالمعز عبدالستار، فقد قضى عمره المديد في الدعوة إلى الله تعالى وتحمل في سبيله الكثير والكثير من السجن والأذى مع إخوانه في مصر الحبيبة. وقام بتربية أجيال عظيمة على المنهج الوسط من خلال كتبه التربوية، ووظائفه العليا في دولة قطر العزيزة، ومن خلال خطبه ومقالاته، فكان حقا أحد أعلام التربية والتزكية والدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة، كما كان أحد المجاهدين العظام الذين رفعوا رايات الجهاد في فلسطين منذ فترة الثلاثينات، فرحمه الله رحمة واسعة، وحشره مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا.
والاتحاد العالمي لعلماء المسلمين إذ ينعي إلى الأمة الإسلامية فقيدها المجاهد العالم الكبير الشيخ عبد المعز عبد الستار — يرحمه الله — ليقدم تعازيه الحارة إلى أهله الكرام وأولاده الفضلاء، وجميع إخوانه ومريديه ومحبيه، سائلا الله تعالى أن يلهمهم الصبر والسلوان.
وكان عدد من العلماء والدعاة على رأسهم فضيلة الدكتور القره داغي قد أقاموا بجامع عمر بن الخطاب عقب صلاة الجمعة أمس حفل تأبين للشيخ عبدالمعز عبدالستار الذي وافته المنية بالدوحة مساء الأربعاء الماضي تناولوا خصال الشيخ عبدالمعز ومواقفه التي تميز بها بين الدعاة والمربين.
وقال الشيخ القره داغي بأنه استفاد كثيرا من علاقته بالفقيد، وشهد بأنه وجد فيه تطبيقا عمليا لقول الله عز وجل: «الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلا يَخْشَوْنَ أَحَدًا إِلَّا اللَّهَ» حيث عاش لا يخاف من أحد إلا الله. وذكر أنه كلما زار الفقيد كان لا يجد في مجلسه إلا ذكر الله عز وجل والاهتمام بقضايا الأمة الإسلامية وهمومها.
وقال إنه كان يجد في بشاشة الشيخ عبد المعز مصدراً للراحة، وكان كلما كثرت عليه الهموم يزوره فيخرج من عنده منشرح الصدر هادئ النفس ممتلئا بالأمل والاستبشار.
وأشار إلى أن روايات وشهادات وكتابات الشيخ عبد المعز عن اليهود وإسرائيل بحكم جهاده في فلسطين تعتبر مرجعا لا مثيل له للمؤرخين والباحثين.
وأشار إلى أنه تعلم من الفقيد حكمة ذهبية هي: «كن مع الله يسخر لك كل ما في الكون».
وأن حافز المسلم الذي يجاهد ويبذل في سبيل الله أنه يرجو من الله ما لا يرجوه غيره كما قال عز وجل: «وَلَا تَهِنُوا فِي ابْتِغَاءِ الْقَوْمِ إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لَا يَرْجُونَ».

وتحدث في حفل التأبين ايضا كل من الدكتور أحمد الحمادي والشيخ عبدالسلام البسيوني والدكتور مصطفى الصيرفي والشيخ عصام تليمة والزميل حازم غراب والشيخ الشحات فريد، وألقى الدكتور خالد هنداوي قصيدة جادت بها قريحته في رثاء الشيخ عبدالمعز رحمه الله.
وكان عارض صحي ألم بالشيخ يوسف القرضاوي قد حال دون حضوره أمس حفل تأبين الشيخ عبدالستار، الذي أقيم بمسجد عمر بن الخطاب عقب صلاة الجمعة.