كتب ـ أبو بكر محمد الحسن

أثار تسارع البنوك التجارية باتجاه فتح نوافذ إسلامية الكثير من التساؤلات حول دوافع وأسباب هذا التحول وما إذا كان يحمل في طياته اعترافا ضمنيا بنجاح تجربة الصيرفة الإسلامية وما إذا كان تم عن قناعة أم مجرد تحايل وخداع لجذب العملاء وفق ما ذهب إليه بعض علماء المسلمين. وقد واجه الوطن الاقتصادي خلال محاولته تفسير ظاهرة زيادة الفروع الإسلامية للبنوك التجارية بيروقراطية غير معهودة في إدارات العلاقات العامة بالبنوك التجارية الثلاثة التي خاضت تجربة فتح منافذ إسلامية رغم انه من اشتراطات هيئة الرقابة الشرعية لصحة فتح فرع إسلامي لبنك تقليدي استقلالية الفرع ماليا وإداريا.

وفي المقابل رحب القائمون على البنوك الإسلامية بتجربة فتح نوافذ إسلامية للبنوك التقليدية واعتبروها إضافة حقيقية للصيرفة الإسلامية.

من جهته اعتبر فضيلة الشيخ الدكتور علي محيي الدين القره داغي أن اتجاه بنوك تقليدية لفتح فروع إسلامية داخل العالم الإسلامي يعد بمثابة صحوة مباركة في نفوس أعضاء مجلس الإدارة والمساهمين وعودة طيبة نحو الالتزام بأحكام الشريعة الغراء وتنم الخطوة عن إحساس بضرورة التخلص من الحرام ما أمكن والأخذ بالتدرج المتاح ما استطاعوا إلى ذلك سبيلا.

وحول تقييمه لهذا الاتجاه وما إذا كان تحايلا وخداعا. كما قال بذلك د.وهبة الزحيلي العالم السوري في تصريح سابق لـ الوطن الاقتصادي عن قناعة بالتجربة الإسلامية قال: ما في النفوس لا يعلم به إلا الله اللطيف الخبير العليم البصير. وحكمنا على الظاهر والله يتولى السرائر بل لا يجوز لنا أن نظن بالمسلمين إلا خيرا بل كل من نطق بالخير نظن انه صادق إلى أن يثبت كذبه تطبيقا للمنهج النبوي الكريم في ذلك.

ويضيف الدكتور علي محيي الدين القره داغي: من الجانب الواقعي فان البنوك التقليدية ماضية في طريقها وتجد الكثير من العملاء مع الأسف الشديد يتعاملون معها. فلو لم يكن لدى مجلس الإدارة حرص على الإسلام والشريعة كان بإمكانهم من الناحية الاقتصادية أن يمضوا في طريقهم. مشيرا إلى انه التقى ببعض أعضاء مجلس إدارة البنوك التقليدية ولمس لديهم رغبة لتحول مؤسساتهم بالكامل للإسلام.

وأوضح أن دخول البنوك الغربية في مضمار البنوك الإسلامية إنما يكون بدافع اقتصادي بحت وهذا من حقها ولا ينبغي وصف هذا العمل بالتحايل والخداع بل يمكن اعتباره أعظم انتصار للاقتصاد الإسلامي حينما تتبناه مؤسسات غربية كبرى.