الدوحة — الشرق:

هنأ فضيلة د. علي محيي الدين القره داغي القيادة القطرية حكومة وشعبا بالموقف الذي وقفته مع ثوار ليبيا وتحقق لهم النصر ان شاء الله..مشيدا فى نفس الوقت بوقوف قطر مع الحق في سوريا رغم ما يجمع بين القيادتين من علاقة الا انها رأت ان تقف مع الحق ومع الشعب السوري.

ودعا فضيلته في خطبة الجمعة امس بجامع السيدة عائشة بقريق كليب إلى انقاذ شعب الصومال والقرن الافريقي مما يتعرضون له من مجاعة وحذر من زيادة عدد المتوفين من جراء تلك المجاعة التي أودت بحياة ثلاثين في المائة من الاطفال.

وأعرب فضيلته عن حزنه لقرب انتهاء شهر رمضان المبارك قائلا ان شهر رمضان هو اعظم شهر ليتزود الانسان بهذه الطاقات الاساسية حتى تكون هذه الطاقات سندا له وزادا له في طريقه الطويل خلال أحد عشر شهرا ولكن العبادة كلها كل ما نفعله في رمضان موجود بصورة أو بأخرى فرضا أو سنة في غير رمضان فصلواتنا تبقى وحضور الجمعة والجماعات لا يختلف في رمضان عن غير رمضان فيجب علينا الحضور لصلاة الجمعة ومن ترك ثلاث جمع كتب من المنافقين.

وأضاف ان الصيام يبقى معنا ولذلك يبدأ بعد العيد مباشرة، صيام ست من شوال ثم الاثنين والخميس وايام البيض، وتلاوة القرآن لابد أن تستمر والا يكون القرآن مهجورا أو اننا قد هجرنا القرآن، اذا جميع العبادات بصورة أو بأخرى بفرض أو بسنة تبقى كما هي وانما التركيز على هذا الشهر حتى يكون شهر التدريب وشهر الترويض ولذلك تزداد نسبة التدريب في العشر الاواخر وهو لذلك كان في غير عشر الاواخر قيام الليل، ولمن في العشر الاواخر هناك الاعتكاف والترصد لليلة القدر وقيام الليل كله والاعتكاف في المساجد “وأنتم عاكفون في المساجد” حتى تزداد هذه النسبة ليكون الانسان قادرا على تربية نفسه والتأثير على نفسه وكل ذلك وكل هذه الاعمال وكل هذه الطاقات والعبادات للوصول الى تحقيق التقوى في القلوب الى اصلاح الداخل من النفوس ومن العقول ومن الارواح ومن القلوب هذه الامور الداخلية الاربعة هي المقصودة الاساسية الجوهرية في كل عباداتنا وهذا مع عدم الاستهانة بالوسائل ولكن النتيجة يجب ان تربط بهذه النتائج “كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم” لماذا هل لأجل أننا نجوع أو أننا نعطش؟ أبدا أو أننا نزيد العبادات الظاهرية؟ أبدا، وإنما “لعلكم تتقون” والتقوى محلها القلب، أي اصلاح القلوب وإصلاح النفوس والاصلاح الداخلي إصلاحا كاملا.

وقال: وصيتي فيكم ووصية الله فيكم ان تركنوا الى انفسكم وان تضغطوا على انفسكم بهذا التغيير في السلوكيات في التصرفات في التصورات في حب الناس في كل ما في القلوب وفي كل ما في النفوس من الشهوات شهوة المال والجنس وغير ذلك وفي عقولكم من التخطيط السليم وفي خدمة الناس وكذلك ما في أرواحكم من السمو الروحاني كل هذه الامور الداخلية راقبوها أيها الاخوة الاحبة واذا لم يكن هناك تأثر حاولوا ان تتأثروا خلال ما بقي من هذا الشهر لأن هذا الشهر هو شهر الترويض والتدريب فمن استفاد من التدريب فقد فاز ونسأل الله سبحانه وتعالى ان يكتب لنا بفضله ومنه القبول وأن يجعلنا واياكم من المقبولين ومن عتقاء هذا الشهر الفضيل.

انتصارات المسلمين

وأضاف انه في هذه الشهر الكريم مجموعة كبيرة من الانتصارات على الاعداء، بعد الانتصار على حظوظ النفس، الانتصار على العدو لا يمكن ان يتحقق الا اذا تحقق الانتصار على عدونا الداخلي، النفس والشيطان، وما يأمر به الشيطان والنفس من حظوظ النفس، ومن حب الدنيا والجاه والمال، فحينما نصل الى الابتعاد عن هذه الحظوظ، حينئذ يكون نصر الله سبحانه وتعالى لنا جاهزا بأمره وفضله ومنه، ومن هنا كانت الانتصارات الكبرى اكثر من 86 غزوة وانتصارا وفتحا تحققت في رمضان بدءا من غزوة بدر الكبرى التي كانت فرقانا بين الحق والباطل ثم فتح مكة الذي أبلى فيه الرسول صلى الله عليه وسلم بلاء حسنا ثم بعد ذلك جاءت الانتصارات الاسلامية على مر تاريخنا الاسلامي، الى ان كان الانتصار العاشر من رمضان حينما حطم خط بارليف من خلال كلمات الله أكبر، الله أكبر، التي رددها الجنود المصريون، وكذلك فعلها قطز حينما بدأت الهجمات الشديدة من المغول والتتر، الذين ما عرفوا في تاريخهم الهزيمة، ولكن قطز بجيش بسيط لم يكن كبيرا نادى وا اسلاماه، وا اسلاماه، التف حوله الجنود وهاجموا المغول والتتر وهزموهم بعد سنتين فقط من احتلالهم واسقاطهم للخلافة العباسية في بغداد وكانت في ذلك هزيمتهم الكبرى بل دخل بعدها معظمهم في الاسلام واصبحوا مسلمين ومنهم ابن هولاكو.

* انتصار ليبيا

وفي هذا الشهر الفضيل ايضا تم بفضل الله سبحانه وتعالى انتصار اخواننا الثائرين في ليبيا وكات تخطيطهم فعلا كما اخبرونا بأنهم خططوا بأن يبدأوا يوم 19 وهم صائمون بالهجوم على طرابلس ليتم الفتح ليوم العشرين وشاء الله سبحانه ان تسقط كل الدفاعيات التي جهزها النظام وتتعاون مع الثوار قائد الكتيبة سلم نفسه وأمر الجنود بالا يقاوموا والا يريق المزيد من الدماء وكان في ذلك نصر الله سبحانه وتعالى على هذا الظالم الطاغية الذي حرّف الكثير وظلم الكثير وقتل، ورغم أن الشعب قليل والثروات كثيرة، جعل الدولة من الدول النامية المتخلفة، وان شاء الله أيها الاخوة الاحبة ستنتصر كذلك بقية الثورات في سوريا بإذن الرحمن الرحيم لأن هؤلاء لم يستفيدوا من الدروس، ولو أن العقيد القذافي أعلن في بداية وبمناسبة رمضان ألا يقتل شعبه واعلن استعداده لتسليم الحكم كان قد قدم كما طلبنا في بياناتنا وكلماتنا وكلمات العلماء بأن يختموا عمرهم بحسنة واحدة وأن يقدموا تنازلهم، لو فعل هذا لكان في ذلك عز له ولكن الله سبحانه وتعالى حقق عليهم دعاء سيدنا موسى وهارون حينما قالا: “ربنا اطمس على قلوبهم” قلوبهم مطموسة لا يرون الحقائق الى يومنا هذا فهو لا يرى الحقيقة “فلا يؤمنوا حتى يروا العذاب الاليم” كان المفروض من مبارك ان يقتدي بابن علي ولم يفعل الى ان رأيتم كيف أذل الله سبحانه وتعالى فرعون مصر واليوم كذلك نقول لعلي عبدالله صالح على هذا المنبر وفي هذه الجمعة وكذلك لبشار الاسد، اذا ما فعلتم اي عمل وما ختمتم عمركم بعمل صالح فإن نتيجتكم مثل نتيجة القذافي او نتيجة مبارك وغيره.

دعاء لليمن وسوريا

وقال فضيلته: لذلك ندعو لاخواننا في اليمن ان يوفقهم وينصرهم ولاخواننا في سوريا أن ينصرهم وأن يهدي هؤلاء علي صالح وبشار الاسد وزمرتهم أن يتوبوا الى الله ويختموا اعمالهم بالتنازل للشعب ليسجلوا هذه الحسنة ان كانوا يستحقون ذلك، أمن الله له سنن فمن لا يستحق هذا الشرف لا يعطى له، “وهدوا الى الطيب” الهداية بإذن الله وليس بيدنا إعطاء الشرف والتكريم بيد الله وليس بيد أحد فمن لا يستحق يحرم. وهنا نقدم تهانينا لشعب ليبيا بهذه الانتصارات المباركة ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يحقق للشعب الليبي والمصري والتونسي مقاصد ثورتهم من تحقيق الحرية الحقيقية وتحقيق الهوية الاسلامية والدولة المدنية بمرجعية اسلامية وبالشورى والديمقراطية للجميع وأن يحقق لهم مقاصدهم يا رب العالمين.

تهنئة لقطر

وقدم التهاني للقيادة القطرية والشعب القطري بهذا النجاح، فالقيادة والشعب تحملوا مسؤولية كبيرة في دعم هذه الثورات وبخاصة ثورة ليبيا واليوم الحكومة والقيادة القطرية يحاولون ان يجدوا مخرجا لسوريا، نسأل الله ان يوفقهم في هذا المخرج في حقن الدماء وأن يوفق هذه القيادة لأن تكون فعلا مع الشارع العربي والشارع الاسلامي وهذا هو الصحيح.

وقال: الحكام زائلون والشعوب هي التي تبقى فالسياسة الناجحة هي التي تقف مع الشعوب وليست مع الحكام، رغم أن العلاقة بين سوريا وقطر ممتازة جدا لكنه حينما جاء الظلم فلا بد ان يكون للقيادة الحكيمة دورها وكلمتها وفي ذلك نجاح وفي ذلك رضاء الله، ثم رضاء الناس، وكذلك التوفيق والنجاح، رغم هذه الدولة بصغر حجمها لكن الله سبحانه وتعالى اكرمها بهذه القيادة وبهذه الادوار العظيمة اسأل الله سبحانه أن يعين هذه القيادة بالبطانة الصالحة تأمرهم بالخير وتنهاهم عن الشر وعن المنكرات.

وبالاضافة الى المشاكل السياسية التي تعم معظم بلادنا فكما ترون ان الازمة الانسانية تنخر في جسد الامة الغنية بثرواتها ولكن يموت البعض بسبب الفقر والمجاعة كذلك اخوانكم في الصومال، فآخر تقرير للأمم المتحدة بأنه هقد مات 30 % من أطفال المناطق التي اصيبت بالمجاعة ثم بعد ذلك اذا لم نسعفهم فسيزداد عدد الاموات لذا اسعافهم فريضة شرعية وواجب اساسي وان نعطيهم بكل ما تجود به انفسنا من الزكوات فيجوز نقلها وصدقة الفطر ودفعها اليهم والاوقاف ويجب علينا ان نركز بحملة انسانية لانقاذ 3500000 ومئات الاف من الاطفال والنساء. وهذه جمعية قطر الخيرية اليوم معنا وهم يجمعون التبرعات لصالح اخوانكم في الصومال والقرن الافريقي.