الراية – الدوحة
ندد د. علي محي الدين القره داغي الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين بإعدام الشيخ عبد القادر الملا في بنجلاديش وقال مستنكرا إن تكون جريمته هي إنه دعا للوحدة بين بنجلاديش وباكستان.. سائلا المولى عز وجل أن يرحمه وأن يجعله من الشهداء وأن يهلك هؤلاء الظلمة في بنجلاديش وفي كل مكان من العراق وغيره من دول العالم.
واستنكر في خطبة الجمعة أمس بجامع السيدة عائشة رضي الله عنها بفريق كليب ما يحدث في فلسطين بقوله: قضية فلسطين اشتدت، وقد دعونا جميع الخطباء إلى أن ينددوا باليهود لما يقومون بها من أفعال مهينة داخل فلسطين، وخاصة مع مقام رسول الله صلى الله عليه وسلم مضيفا انهم يعملون بقوة من اجل تقسيم القدس متسائلا: أين نحن من مخططاتهم.؟
وأضاف: أمتنا ابتليت بعشرات القضايا منها ما يحدث في مصر من قتل حتى داخل حرم الجامعات وما يحدث في سوريا، مشيرا إلى انه لم يبق شيء يمكن تسمته بالرحمة فيما تستعمله هذه الأجهزة الظالمة الفاجرة المعتدية على الناس والأطفال والنساء..
كما لا تزال دولة ميانمار تشدد على إخواننا وتقتلهم وتذبحهم وتطردهم.
واكد فضيلته أن أمتنا الإسلامية في محنة شديدة لا شك، ولكنها تبقى بإذن الله تعالى لأنها الأمة التي وعدها الله سبحانه وتعالى وعد الحق بأنها تكون منصورة، وأنها لها وعد الحق في أن الله ينصرها على هؤلاء الظلمة والمعتدين في كل مكان، ولكن الله يبتلينا قبل ذلك وبعد ذلك، لصدقنا حتى يميز الله الخبيث من الطيب، وحتى يميز الله تعالى الصادق من الكاذب، وحتى يميز الله من هو قادر على الإنفاق وينفق ومن هو يبخل فإنما يبخل على نفسه، ومن هو يعيش لنفسه ولا يعيش لأمته ممن هو يعيش لأمته ومنها نفسه.
كسب المال
وقال : أنا أفهم من قوله سبحانه وتعالى في سورة المؤمنون حينما يصف الله سبحانه وتعالى من يستحقون الفردوس الأعلى بفضله ومنه، يصفهم بالجانب المالي، بأنهم يعملون ويشتغلون ويكتسبون الأموال وليس كسب هذه الأموال من أجل أنفسهم، وإنما لأجل أن يجمعوا الأموال حتى يدفعوا الزكوات والصدقات ( والذين هم للزكاة فاعلون)، الفاعل: هو الشغل والعمل والجهد في أي مجال، وليس من أجل نفسه لأن النفس مكفولة برزق من الله وإنما لتدخل السرور في قلوب الناس، وفاعلون غير مؤدون، والعمل اشمل من القول والفعل، أما الفعل هو أن تكد وتبذل جهدك من أجل أن تجمع وتسعد الآخرين وتعيش لسعادة الآخرين.
وأوجه خطابي إلى إخواننا المجاهدين داخل سوريا أن يكفوا في الشدة والغلظة فيما بينهم، وأن يوجهوا سلاحهم ضد الظالم والأظلم وهو نظام الأسد.
رحمة الله
وكان فضيلته قد بدأ خطبته عن وصف الله سبحانه وتعالى لهذه الأمة بأنها الأمة المرحومة، ووصف المؤمنين الصادقين بأنهم رحماء في دائرة هذه الأمة العظيمة، التي جعلها الله سبحانه وتعالى مكلفة بتعمير الكون في ضوء منهج الله سبحانه وتعالى، حيث يقول الله سبحانه في وصف المؤمنين الذين اتبعوا الرسول صلى الله عليه وسلم بصدق (مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً).
أشداء على الكفار
وقال: وصف الله سبحانه وتعالى الذين يتبعون هذا الرسول الكريم بصفتين متقابلتين، الصفة الأولى: بأنهم أشداء على الكفار، وقد فسّر المفسرون، ودلّت الأحاديث النبوية الشريفة، ودلّ السياق من هذه الآية الكريمة، وكذلك الآيات القرانية الأخرى، بأن هذه الشدة هي شدة في الحق، شدة في الدفاع عن الحق، وليس شدة بظلم على أي إنسان سواء كان كافرا أم مسلماً، بدليل آيات أخرى حيث وصف الله سبحانه إلا وطلب من المؤمنين بأن يتعاملوا مع غير المسلمين الذين لا يظلمونهم بالبر، وبهذه الكلمة التي هي من أهم الكلمات الجميلة التي استعملها القران الكريم في وصف نفسه (إنه هو البَّر الرحيم)، كما جعل الله تعالى البّر من صفات التعامل مع الوالدين (بر الوالدين) حيث يقول سبحانه في سورة الحشر (لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ)، فبين الله سبحانه وتعالى أن الله لا ينهانا بل يأمرنا بأن نستعمل البر والإحسان والعدل مع هؤلاء الكفرة الذين لا يعتدون علينا، إنما يكون المؤمنون أشداء على الكفار المعتدين، ولذلك لا يمكن أن نفسر كلمة، أو آية من خلال آية واحدة، وإنما الآيات كلها تجمع، ليظهر منها الحقيقة التي يريدها الله سبحانه وتعالى، لأنه لا يمكن في آية واحدة أن تذكر كل هذه المواصفات، ولكن الآيات يكمل بعضها البعض، لذلك هذه الشدة موجهة للكفار المعتدين، الذين يعتدون علينا، الذين يظلموننا.