جريدة الراية – الدوحة

دعا فضيلة د.علي  القره داغي الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الأمة الإسلامية إلى إعادة النظر في خُطواتها، معتبرًا أن ما يحدث في عالمنا العربي خاصة في بلدان الربيع العربي، شيء تجاوز ما يتصوّره العقل، مُناشدًا كل الأطراف إسلامية وغير إسلامية إعادة النظر، من جانب إنساني ووطني ومصلحي، وإلا ستصبح خيراتنا يمتلكها غيرنا، مؤكدًا أن الأمة لا يمكن أن تنهض أو تتقدّم إلا إذا قامت بإعلاء قيمة الحرية، وكرامة الإنسان.

وقال في خطبة الجمعة بجامع السيدة عائشة رضي الله عنها بفريق كليب أمس إن هناك المليارات من الدولارات يتم إنفاقها في سبيل إفشال هذه الثورات.

وأضاف: لا أشكّ بأن هؤلاء لا يعلمون ولكنهم في الحقيقة أيادٍ تنفيذية لمصالح الصهاينة وأعداء الإسلام، لأن هؤلاء يعلمون علم اليقين أن هذه الأمة لا يمكن أن تنهض أو تتقدّم إلا إذا أصبحت أمة فيها الحرية، وفيها الإحساس بكرامة الإنسان.

وتابع : أوروبا ظلت آلاف السنين في جاهلية جهلاء، ولم تنجح إلا حينما أصلحت نظامها السياسي والتعليمي، وقد نختلف في بعض الأمور، ولكن المنهجية الأساسية في الحرية والإصلاح السياسي، هم تقدّموا ولكننا ما زلنا نخاف ولسنا مطمئنين، فكيف يبدع الانسان وهو خائف على نفسه وعرضه.

وأضاف: ما هي مشاعر المصريين الموجودين في السجون والمعتقلات، وما هي مشاعرهم تجاه من يشمت فيهم، بل ويفتي بقتلهم، واليوم تتفق ضدّهم ثلاث جهات من العلمانية المتشدّدة والمدعين من السلفية ومن الصوفية.

فلا أدري كيف يجتمع ثلاثة أضداد ويتفقون مع بعضهم البعض! وأنا أقول مدعي السلفية لأن قادة السلفيين الشرفاء ضدّ هؤلاء المدّعين فهم بعيدون عن السلفية الحقة.

وكان فضيلته قد بدأ خطبته أمس قائلاً: إذا نظرنا إلى من حولنا في هذا العالم، سواء أكان العالم الإسلامي والعربي أو الغرب، أو بصورة عامّة العالم الإنساني، لوجدنا أن المؤامرات تُحاك في هذا العالم من كل جانب، وأن هذا العالم بصورة عامّة لا يعيش على وئام، ولا على مودة، ولا على حب المصلحة للآخرين، فعلى مستويات الدول الغربية التي يجمعها جامع الدين المسيحي، والمصالح المشتركة وغير ذلك، نراها تعيش هذه العوالم في حالة خصام، وتجسس، وارتياب، وشك بعضهم من بعض، كما تثبت ذلك الوسائل الحديثة من التجسس على كل ما يحدث في أوروبا، رغم أن أوروبا الغربية ترتبط بأمريكا بعدّة وشائج ومصالح، وأنها تابعة لأمريكا دائمًا على مرّ تاريخها الحديث المعاصر.