الدوحة – الشرق

دعا فضيلة الشيخ د. علي محيي الدين القره داغي الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين إلى تربية الأمة تربية إيمانية، على التعامل مع المال.

وقال إن المال مال الله ولا يعد المسلم مالكاً له إلا في حدود ما أذن الله له فيه من التصرف، لافتاً إلى أهمية إنفاقه في الوجه الصحيح خاصة الإعلام فهو الجهاد الكبير الذي سماه الله “وجاهدهم به” أي بنشر القرآن والدعوة للإسلام “جهاداً كبيراً” الإعلام الخادم للإيمان والإسلام، مُضيفاً أن الوجه الثاني هو إنفاق الأموال لإنقاذ المظلومين والمضطهدين من الظلم والطغيان في كل البلاد.

هكذا التربية الصحيحة

وقال فضيلته في خطبة الجمعة اليوم بجامع السيدة عائشة -رضي الله عنها- بفريق كليب: يجب أن نربي أنفسنا وأهلنا وولادنا على هذه العقيدة، وربط الأموال والخيرات والبركات والعلوم بالله -سبحانه وتعالى- وحده، وكذلك كما يجب علينا أن نعدّ أنفسنا لهذين السؤالين، يجب علينا أن نحس بمسؤولية المال، فالمال عليه مسؤولية خطيرة، والفساد والطغيان والدكتاتورية تعتمد على الأموال الفاسدة، وتعيش عليها، وتدعم بها، وتحارب أهل العدل والإيمان والحق بهذه الأموال.

وأوضح أنه: يجب على المسلمين أمران أساسيان الأول: الإحساس بالمسؤولية بأن ننفق نحن المسلمين أيضا أموالنا في بيان الحق، وأوجه الحق، وفيما يسمى بالإعلام الصحيح الموجه، والإنفاق على المحتاجين، لافتاً إلى حقيقة هامة تتمثل في حاجة أسر الشهداء للمال وقال إنه كم من اليتامى والأرامل وأناس يموتون جوعا في كثير من البلاد الإسلامية.

وقال إنه يجب أن نقوم بالواجب وخاصة في سوريا، وفلسطين، وأكثر البلاد بطالة غزة المحاصرة، والعراق، وبقية الأماكن الأخرى، من خلال الجمعيات الموثوقة، لأننا سنسأل عنها أمام الله.

الأموال بعد الإيمان

وكان فضيلته بدأ خطبته بالإشارة إلى القيمة الكبرى للأموال بعد الإيمان والأخلاق، حتى جعله قواما للمجتمع، وسبباً لنهوض الأمة، وحركتها، وتنميتها، فقال سبحانه “وَلا تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمُ الَّتِي جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ قِيَامًا وَارْزُقُوهُمْ فِيهَا وَاكْسُوهُمْ وَقُولُوا لَهُمْ قَوْلا مَّعْرُوفًا” .

وقرّر فضيلته أن المال هو مقصد من المقاصد الشرعية، التي نزلت الشريعة أساساً للحفاظ عليها، ولتنميتها وتطويرها، ولذلك نجد في القرآن الكريم مجموعة من هذه الضوابط الأساسية، والقواعد العامة، ومن أهمها تربية الإنسان على أن المال مرتبط بالعقيدة، وأن المال هو مال الله، وأن المال في حقيقته وجوهره ليس ملكا كاملا لك، وإنما ملكيتك فيما أذن الله لك فيه من حيث التصرف والاكتساب والإنفاق، والحيثيات الأخرى .

وقال إن التربية الإيمانية هي التي تحمي المجتمع، وهي التي تدفع المجتمع إلى الإنفاق، فحينما تؤمن بأن المال مال الله وأنك مستخلف ووكيل لذا أنت تنفذ أوامر الله، والوكيل حينما يؤمر يجب أن يطيع وإلا يعزل، فكذلك المال مال الله فهو الذي استخلفنا فيه، وهذا يدفع إلى أن الإنسان يسهل عليه الإنفاق، لأن الوكيل يريد إرضاء الموكل في الدنيا فالمؤمن يريد إرضاء الله -تعالى- الذي يعطيه الأجر بفضله ومنه.