الدوحة – العرب
قال فضيلة الدكتور علي محيي الدين القره داغي الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين: إن الشعوب اختارت الحركات الإسلامية لفشل القوميين والعلمانيين في قيادة الأوطان وتحقيق مصالحها.
ووقف في حوار مع قناة تي آر تي التركية، على أهم المتغيرات والتحليلات بخصوص الأحداث التي تمر بها الأمة الإسلامية وقام بتوضيح موقف الاتحاد العالمي للعلماء المسلمين من هذه الأحداث وتفاعله معها. وأشار فضيلته لحجم الجهود التي يبذلها الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين في جميع أنحاء العالم. واستهل حديثه بتعريف الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، حيث أشار إلى أنه منظمة خاصة بعلماء الأمة الإسلامية سعى لها كوكبة من العلماء على رأسهم فضيلة الدكتور يوسف القرضاوي حتى تحققت هذه الأمنية عام 2004 وانطلق الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين لأداء رسالته السامية حتى أصبح بمثابة القلب النابض في جسد الأمة الإسلامية. وقال: إن الاتحاد انطلق لإسداء النصح والإرشاد لأولياء الأمر، كما يقدم النصح للشعوب وأضاف: ولله الحمد والمنة ساهم الاتحاد في حل العديد من القضايا منها قضية الإصلاح بين القرغيز والأوزبيك 2010م، وكذلك الإصلاح بين الحكومة الداغستانية والمعارضين، كما أن له أنشطة وامتدادات داخل قارة إفريقيا، ومن أهم ثمرات هذه الجهود إسلام أكثر من 15 ألف شخص من ذوي الاعتبار خلال العامين الآخرين. ووجه رسالة لكل العقلاء في العالم العربي والإسلامي وبالأخص تركيا للانتباه لهذه المخططات وإعلاء مصلحة الأوطان بعيد عن التحزب والأنانية.
وفي قضية المشهد العربي في ظل ثورات الربيع العربي.. قال فضيلته بهذا الشأن: إننا يجب أن نكون واقعيين ومدركين للحقائق من حولنا.. فقد فشل العلمانيون والقوميون في قيادة الشعوب العربية والإسلامية خلال التسعين عاما الماضية، بل وازدادت الأوضاع سوءا في ظل تمكنهم من السلطة في هذه المجتمعات وانهارت قضايا الأمة وتوسعت الخسائر، وليس أدل من ذلك على قضية القدس وفلسطين، وكذلك مستوى المعيشة في هذه الشعوب.. ومن ثم كانت الثورات العربية بداية بتونس وانتقالا إلى مصر التي أزعجت الغربيين بشكل كبير، لأنهم يدركون أن نهضة الشعوب تقوم بالأساس على الحرية فإذا ما وجدت الحرية كانت الانطلاقة نحو النهضة، ولذلك ساعدوا على الانقلاب عليها سريعا وإزاحة أول رئيس منتخب بشكل ديمقراطي حر وراهنوا على انهيار مصر وسقوطها في مستنقع الحرب الأهلية ولولا لطف الله ثم حكمة قادة الحركات الإسلامية في مصر لوقعنا في الفخ ولصرنا إلى ما لا يحمد عقباه.
وحول رأى فضيلته فيما يسمى بتيارات الإسلام السياسي وحركتها داخل المجتمعات واختيار الشعوب لهم بالانتخابات أشار فضيلته إلى أن مصطلح الإسلام السياسي هو مصطلح غربي في الأساس روجه القوميون والعلمانيون، لأن الإسلام كل لا يتجزأ والسياسة هي جزء من الإسلام.
وقد اختارت الشعوب هذه الحركات الإسلامية وعلى رأسها الإخوان المسلمين نظرا لسببين: فشل القوميون والعلمانيون في قيادة الأوطان وتحقيق مصالحها، الصحوات الإسلامية التي عمت الشعوب العربية والإسلامية في الآونة الأخيرة.
وقال إن المؤامرات حيكت لإزاحة هذه الحركات عن السلطة التي اختارتها الشعوب عن طريق التضليل والتزوير، ويكفي أنهم صوروا خروج الملايين على حكم الرئيس المنتخب في مصر ووفقا للحقائق بكل المقاييس لم يتجاوز عدد من خرجوا عن المليون بأفضل الحالات.
الاستجابة ضعيفة
وحول ما يحدث للأقليات المسلمة في العديد من الدول خصوصا ميانمار وإفريقيا الوسطى.. أشار فضيلته إلى تحرك الاتحاد بكل الاتجاهات وإرسال رسائل للمعنيين وعلى رأسهم الأمين العام للأمم المتحدة، وكذلك الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي وإصدار بيان شديد اللهجة، ولكن وللأسف كانت الاستجابة ضعيفة جدا سواء في حالة مسلمي الروهينجا أو المسلمين بإفريقيا الوسطى، وهذا يعد تواطؤا مفضوحا من كل المعنيين ومنظمات حقوق الإنسان العالمية، ونحن نعلم أنهم لو كانوا يهودا أو نصارى لتحركت كل المنظمات الدولية لإنقاذهم.
وتوجه فضيلته بالنهاية بنداء ورسالة إلى الحكومات العربية والإسلامية بضرورة سرعة التحرك واتخاذ المواقف لنصرة الشعوب المسلمة، لأن المعركة لن تتوقف عند أحد ولكنها ستمتد للجميع.
وعلق فضيلته حول ما يحدث بالقدس ومحاولات التهويد وإقامة المستوطنات حول المسجد الأقصى فقال إننا في أشد الأيام سوءا لأننا وللأسف نجد من بني جلدتنا من يساعد اليهود على تنفيذ مخططاتهم وما حصار غزة وإغلاق المعابر ووصف منظمة حماس بالإرهاب ما هي إلا أدوات لمساعدة العدو الصهيوني في تنفيذ مخططه.. ولكن عسى الله عز وجل من وراء هذه الأزمة يفضح المجرمين ويكشف حيلهم وتلاعبهم بإرادة الشعوب حتى ينقى الصف وليميز الله الخبيث من الطيب.