مقتبس من مقابلة أجراها محروس رسلان من جريدة الراية القطرية

بداية يعرف فضيلة الدكتور علي القره داغي، الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين ونائب رئيس المجلس الأوروبي للإفتاء والبحوث العنف بأنه استخدام القوة لإلحاق الأذى بآخر استخداماً غير مشروع، لافتا الى أن العنف الأسري يعني التعامل داخل الأسرة بطريقة العنف من الضرب غير المشروع ونحوه.

 

وكشف القره داغي أن للعنف الأسري أنواعا هي عنف الزوج نحو زوجته بالضرب غير المشروع وإلحاق الأذى بها، أو القتل، أو نحو ذلك ، كما أن عنف الزوجة نحو زوجها بالضرب ، أو القتل، وأيضا عنف كل من الزوج والزوجة نحو أولادهما أو أولاد واحد منهما ، وأخيرا عنف الأولاد نحو والديهم أو نحو بعضهم البعض.

 

وأوضح الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين أن سوء التربية ووجود بيئة عنيفة عاش فيها الزوج ، أو الزوجة ، سبب رئيسي في تبنيه مستقبلا، مستنكرا استعمال العنف بدل البيان، ومنطق القوة بديلا لقوة المنطق على خلاف ما دعا إليه الإسلام من اللجوء إلى المشاورة والمناصحة، حيث قيد القرآن كل تصرفات الزوجين بـ (عن تراض منهما وتشاور)، مؤكدا أن طفل العنف الأسري الذي يتربى على العنف يتبنى خلال المستقبل استخدام العنف واستعراض العضلات في حل المشاكل والنزاعات الداخلية.

 

وأشار فضيلة العلامة الى أن من بين أسباب العنف الأسري ضعف الوازع الديني، المتمثل بداية في التربية الدينية الأصلية المعمقة في النفوس، وشرب الكحول والخمور واستعمال المخدرات، وعدم التناسب بين الزوجين من الناحية الفكرية، وبالأخص من جانب المرأة حيث تكون هي متعلمة ، أو مفكرة ، ويكون زوجها جاهلاً أو ليس على المستوى المطلوب، لافتا الى أن الزوج حينئذٍ يعوض هذا النقص باستعراض عضلاته واستعمال قوته لتحقيق الهيمنة والرجولة الكاذبة، موضحا أن معظم مشاكل العنف الأسري سببها اعتبار الزوج الضرب نوعاً من الرجولة وإثباتا لقوة الشخصية.

 

وعن حكم العنف الزوجي قال الدكتور القره داغي: لا شك أن العنف الزوجي بكل أنواعه وأنماطه التي ذكرناها محرم، لأنه من الإيذاء والضرر ، والاعتداء الذي دلت الآيات الكثيرة والأحاديث الصحيحة على حرمته، وهو غير الضرب المشروع بشرطه وآدابه وضوابطه ، وحتى مع شروطه وضوابطه فهو آخر الدواء ، ومع ذلك “فلن يضرب خياركم” ولن يضرب من يريد الاقتداء بالرسول صلى الله عليه وسلم حيث لم يضرب زوجة ولا خادماً.

 

وأضاف: ضرب المرأة يتنافى مع الفطرة السليمة والنفوس الكريمة، ينفر منه الأصيل، ويترفع عنه الشهم، كما أشار إلى ذلك قول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم: “أيضرب أحدكم امرأته كما يضرب العبد، ثم يجامعها في آخر الليل؟”، مشيرا إلى أن هذا الاستفهام النبوي لا يكون الجواب عنه إلاّ بالنفي، فهو استفهام إنكاري أراد منه إثارة الفطرة السليمة، وتحريك النفوس الكريمة نحو الصبر والتصبر دون الوصول إلى الضرب.