الدوحة — الشرق:
رأى فضيلة الشيخ د. علي القره داغي أن القادة العرب لو كانوا يخافون الله ما كان لهذا الموقع المسمى “بوكيليكس” أن ينشر عنهم هذه الفضائح وهذه الازدواجية في المواقف من خلال تعاملهم والخارجية الأمريكية ولذلك المسلم السوي لا يخاف من مثل هذه المطبات فكلامه في الخفاء هو نفسه في العلن مع كل الجهات وفي كل المواقف.
وقال فى خطبة الجمعة أمس إن هؤلاء القادة لو كانوا أكثر صراحة مع شعوبهم لكان خيرا لهم عوض أن يصارحوا هؤلاء الكفار الاعداء الذين ليس لهم من هم سوى الاعتداء علينا ونهب ثرواتنا.. مشيراً الى انه عندما تأتي الطائرات الامريكية وتضرب مواقع في بلدي فاخفي ذلك على شعبي وأقول إنها طائراتنا هي التي قصفت وفي الخفاء أقول للامريكان واصلوا قصفكم فأنا من سيتكفل التغطية عليكم فأين هذا من مصارحة الشعوب؟
ولو قلنا اليوم من هو الدبلوماسي الماهر لقلنا هو الدبلوماسي الاكثر كذبا ومراوغة بالرغم من اقتناعنا بوجود حالات مخالفة لهذا المقياس ووجود دبلوماسيون محترمون وصادقون ولكننا نقول الحكم في عمومه.
ولذلك أيها الاخوة الأحبة المؤمن الحقيقي هو من تتطابق سلوكياته الداخلية والخارجية طبقا لما يرضي الله سبحانه وتعالى وتناول القره داغى في خطبة الجمعة امس والتى القاها بمسجد السيدة عائشة بفريج كليب صفات عباد الرحمن ومنها الخوف من الله عز وجل وقال لا نزال نعيش في ظلال هذه الآيات الكريمة وفي أضواء عباد الرحمن آملين أن يجعلنا الله من أصحاب مواصفات هؤلاء العباد وأن يجزينا في الآخرة.
التوبة باب مفتوح
وأكد فضيلته ان هذه التجربة التي نقرأها في القرآن الكريم في أكثر من سورة أرادها الله سبحانه وتعالى أن تكون أمام هؤلاء — عباد الرحمن — أنه من غلبته نفسه الامارة بالسوء وذلك بعمل عمل منهى عن فعله كما وقع لأبيهم آدم مع ابليس فإن عليهم أن يتوبوا الى الله سبحانه وتعالى وهذه المنهجية يبينها الله لعباد الرحمن.
الكون ليس مباحا
وقال إن أول شيء يصفه الله في المناهي هي {وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ } فإذا كنا نتحدث عن عباد الرحمن فكيف تأتي هذه الصفة؟ لم يقل الله سبحانه والذين لا يشركون إنما أشار الى جوانب دقيقة في هذا الجانب وهي جانب عدم الاخلاص الى الله سبحانه وتعالى وقد يرتكب بعض من عباد الرحمن بعض المنكرات من خلال الشرك الخفي الرياء أما الشرك الظاهر فهم أبعد ما يكونون عنه لأنهم دخلوا في زمرة عباد الرحمن.
وقال القره داغي في خطبته الثانية لا شك أيها الاخوة الأحبة لو التزمنا بمنهج الله سبحانه وتعالى حكاما ومحكومين لسادت المحبة والعزة والكرامة والوحدة بيننا جميع ولكن لسائل أن يسأل لماذا لا يتوحد العالم العربي وكل مقومات الوحدة قائمة فيه فإننا نقول إن أحد أهم الأسباب هو عدم المصداقية وليس هناك ثقة بين بعض الحكام ولذلك نقول إنه لو توجد مصداقية كذلك بين الحكام والشعوب لما شاهدنا هذه الانتخابات التي لا تتميز إلا بشيء واحد ألا وهو التزوير في معظم بلاد العرب وهنا أنا لا أعني أي بلد معين فالطامة عامة، ولذلك نقول إننا نقول إن الأمة في حاجة الى تغيير الأنفس والمصداقية بين الجميع حكاما فيما بينهم وحكاما مع شعوبهم.