المصدر :
لوسيل – AmmanXchange
دعا الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين فضيلة الشيخ الدكتور علي قره داغي إلى اتخاذ الوحدة الاقتصادية طريقاً للوحدة بين الأمة الإسلامية والعربية بعد التفرق والتمزق الذي حدث في القرن العشرين، مضيفاً: الاقتصاد سبيل للوحدة، فالسوق الأوربية كانت نواة الاتحاد الأوربي، فبعد تكوين السوق المشتركة سنة 1965م تشكل الاتحاد الأوربي بعدها بعشرين عاماً، أما الجامعة العربية التي تشكلت قبل السوق الأوربي بكثير لكنها لم تكن طريق للوحدة ولم تحقق أي تقدم لوحدة الأمة بل زادت الأمة العربية تمزقاً بعد أقل من عشرين عاماً من إنشائها، لذلك أعتقد أن طريق الوحدة الاقتصادية هي أقصر الطرق لتوحد العرب والمسلمين.
وأضاف لـ "لوسيل" السوق الأوروبي بدأ كقاسم اقتصادي مشترك وأفرز مجموعة كبيرة من الكيانات التي شكلت وحدة الأمة الأوربية كالبرلمان الأوربي الذي عقبه قوانين مشتركة، وأفرز القوة الموحد من خلال حلف الناتو.
وأوضح أن ذلك يحتاج إلى وضع استراتيجية عربية إسلامية لجعل القضايا الاقتصادية ومنها السوق المشتركة والتبادل بين الدول الأعضاء وسيلة للتجميع والتوحيد، مشيرا إلى أن هذه الرؤية يجب أن تكون واضحة وتتضمن أن تعم الاستفادة جميع الدول، مع برامج ومشروعات عملية اقتصادية جامعة، بالإضافة إلى تطوير التجارة البينية بين الدول وصياغة إطار قانوني يحمي حقوق الأطراف بالإضافة إلى أن إنشاء محكمة عربية أو إسلامية للفصل في أي نزاع يمكن أن يحدث، مؤكداً أن هذه الاستراتيجية ستؤدي إلى وحدة شاملة خلال 10 إلى 20 سنة، وستكون طريق جيدة للوحدة السياسية الاجتماعية.
وأكد أن الموارد التي تمتلكها الدول العربية والإسلامية تفرض حدوث تكامل بينها، خاصة أن هناك دولا لديها موارد البشرية وأخرى لديها موارد مالية، وهناك تجارة بينية في معظم السلع من الرداء والطعام والبترول وغيرها.
وأوضح د. القره داغي أن استراتيجية الوحدة الاقتصادية ليست دعوة للانغلاق، تستمر العلاقة مع دول أوربية وأمريكة وروسيا والدول العظمي، لكن مع توحدنا اقتصادياً.
وأشار إلى أن الوحدة الاقتصادية تتطلب حماية اقتصادنا، وبالتالي تتطلب وجود قوة مشتركة بين الدول الأعضاء كجيش مشترك كما الدرع الخليجي لحماية أي خطر يمكن أن تتعرض اقتصاديات الدول للخطر.