أرجع فضيلة الشيخ د. علي محيي الدين القره داغي ما يجري في العالم الإسلامي خاصة وما يجري في ليبيا تحديدًا الى القوة الإيمانية ووصف ليبيا بأنها عمر المختار وحفظة القرآن الكريم وبها خمسة ملايين مسجل في زوايا القرآن الكريم وقال إن مايجري يرجع الى القوة الإيمانية التي تميز الشعب الليبي وإلا فإن بطش هذا الرجل الظالم لم يكن يتصوره أحد، ففرعون موسى أعطى فرصة ومناقشة على العلن أما فرعون اليوم فهو أشد من أبي جهل هل رأيت شخصا يقول لأمته جرزان؟.
 
وقال خلال خطبة الجمعة أمس بجامع السيدة عائشة بفريق كليب إنه يذكرني بشاوشسكو حين ثارعليه الشعب فقال هؤلاء حشرات أبيدوهم، الإنسان مكرم ويا قذافي إن أنت من هؤلاء فقومك ليسوا من هؤلاء بل مجاهدون حفظة قرآن أعزاء، ولولا قوتهم في العقيدة ما استطاعوا المقاومة والصمود.. يظن أنه بهذا الظلم يخيف الشعب، لقد انتهى الخوف بإيمانهم وعقيدتهم.
 
وقال ساخرًا نستحق كل شيء إذا تركنا هذا الرجل وهو بلا عقل ولا منطق ولا أي شيء ليحكمنا! إنه ملك الملوك وشعبه يعيش في فقر!أين المليارات؟ ساعد جرانج وهو الذي قوّى الحركة الصليبية الشيوعية في جنوب السودان،ثار الشعب فقتل منهم أكثر من ألفين يبطش لكن: (إن ربك لبالمرصاد) متيقن أن الوقت قد حان وندعو الله ليثبت إخواننا في ليبيا حتى يسقط هذا الظالم.
 
وقال في دلالات الآية الكريمة (إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون) إنها أجمع آية على الاطلاق للأحكام الشرعية للخير والشر ووصفها التابعون مثل قتادة وغيره بأنها تضمنت كل ما استحسنته العقول الصحيحة والمستقيمة على مر الأزمان والعصور وتقبح كل ما قبّحته العقول السليمة في العصور السابقة وحتى اللاحقة.. مشيرا الى ان كبار الحكماء من الجاهليين حين قالوا لايمكن أن تصدر هذه الآية الجامعة من إنسان من بشر ودخلوا في الاسلام بسبب هذه الآية.
 
وأضاف فضيلته: إننا نرى أن هذه الآية قد وقعت بعد آية أخرى من سورة النحل تتحدث عن تضمن القرآن على كل مافيه خير حيث يقول (ويوم نبعث في كل أمة شهيدًا عليهم من أنفسهم وجئنا بك على هؤلاء شهيدا ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيء وهدى وبشرى للمسلمين). تبيانا لكل شيء إرشادا من الله أن آية واحدة تجمع كل هذه الامور فكيف بالقرآن كله؟ لاتحتاج الأمة بعده الى شيء لأن الله أرادها ان تكون امة خاتمة، ويكون لها دورها في ظل الاسترشاد بهذه النصوص التي تضيء لنا الطريق وهي آية تقوم عليها الحضارات، أول ماتحتاج إليه الأمة هي التشريعات التي تنظم الأوامر وماهو مقبول وماهو جائز وماهو المحظور وماهو محرم.. ففيها الأوامر والنواهي، ثم قسم ثلاثة أشياء من المطلوبات تتضمن كل خير وثلاثة من المنهيات تتضمن كل شر.
 
وأشار الى أن اول المطلوبات هي العدل فالعقائد والعبادات مفروغ منها، فالعدل أساس الحكم والحضارة والرقي والإبداع، ولايمكن ان تكون الامة مظلومة وتبدع، الامة المبدعة لابد ان تكون امة عادلة، ورأى فضيلته ان المبدعين عندنا من العلماء والمفكرين حينما يعيشون في بلادنا لايبدعون يذهبون لبلاد الحرية والعدل والضمان الاجتماعي فيبدعون، العدل هو من شقين اي الحقوق المتقابلة، وأرشدنا الرسول صلى الله عليه وسلم انه حتى علاقتنا مع الله قائمة على اساس العدل ثم الرحمة وفي الحديث الصحيح أن الرسول قال” أتدري حق الله على عباده؟ أن يعبدوه ولايشركوا به شيئا، وحق العباد على الله أن يدخلهم الجنة إذا كانت هذه هي العلاقة بين الله وعباده فإن العلاقة مع اي شخص وآخر تقام على العدل واذا اختل الميزان اختل العدل، والظلم هو سب شقاء المجتمعات وكان الناس يظنون الظلم من قبل من المستعمرين فقط لكن حين جاءعملاء المستعمرين وأذنابهم وجدت الشعوب ان الظلم اشد واطغى.. وأمر.
 
وتساءل فضيلته لم لانتقدم ونتأخر؟ رغم أن البترول الآن وصل الى اكثر من مائة دولار؟ وكثير من الدول لم يكن لديها بترول في ذلك الوقت في الستينيات، واجاب كل واحد يسقط يظهر منه مليارات الدولارات لشخص واحد، سبعون مليارا لشخص واحد ومائة مليار تكفي لتعيش عليها الامة العربية.

جريدة الراية القطرية