حضر  سمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني ، ولي العهد ، حفل العشاء الخيري الذي أقامه الاتحاد لصالح وقف “نهضة الأمة” بفندق شيراتون الدوحة مساء يوم الاثنين .كما حضر الحفل عدد من أصحاب السعادة الشيوخ والوزراء وعدد من أصحاب السعادة السفراء المعتمدين لدى الدولة وعدد من رجال الأعمال وضيوف البلاد.

في بداية الحفل تليت آيات من الذكر الحكيم.. ثم ألقى فضيلة الشيخ عبدالرحمن بن عبدالله آل محمود عضو مجلس أمناء الاتحاد كلمة رحب فيها بسمو ولي العهد وتشريفه هذا الحفل الخيري لصالح وقف “نهضة الأمة” الذي تفضل حضرة صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير البلاد المفدى بتخصيص أرض لإنشاء وقف عليها يكون دخله ثابتاً لهذا الاتحاد يغنيه عن طلب التبرع في كل سنة . وتوجه الشيخ عبدالرحمن بن عبدالله آل محمود في كلمته باسم الاتحاد لكل الأغنياء والمقتدرين في قطر والخليج ليساهموا في هذا الخير ويقدموا شيئاً من المال الذي أفاءه الله عليهم لصالح نهضة هذه الأمة .

ثم ألقى فضيلة الشيخ علي محيي الدين القره داغي ، الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين ، كلمة في الحفل أكد فيها أن الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين أصبح بفضل الله تعالى أولًا ثم بدعم حضرة صاحب السمو أمير البلاد المفدى حفظه الله والخيرين مرجعية للأمة الإسلامية وله دوره المتميز في مختلف مجالات الحياة ويبنى عليه الأمل الكبير في تحقيق أهدافه .

وأوضح فضيلته أن وقف الاتحاد لنهضة الأمة يتم من خلال آلية تنفيذ تشمل التبرعات السخية من طرفكم وثمن شرائكم للتحف النادرة التي نأمل منها الكثير لبناء برج وقف نهضة الأمة ووقف عقارات لصالح مشاريع الاتحاد المتنوعة ووقف الأسهم ووقف النقود ووقف شراء سهم أو أسهم من مشروع “وقف نهضة الأمة ” حيث لنا أنواع من الأسهم الوقفية حسب القدرة والاستطاعة .

ثم ألقى الدكتور الشيخ يوسف القرضاوي ، رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين ، كلمة أشاد فيها بدعم حضرة صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير البلاد المفدى لمشروع وقف “نهضة الأمة” .

وقدم فضيلته سرداً تاريخياً عن فكرة إنشاء الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين وتأسيسه ليكون ملتقى عالمياً يمثل كل علماء المسلمين.

كما نوه بتشريف سمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني ولي العهد لهذا العمل الخيري المتميز .

وأشاد فضيلة الشيخ القرضاوي بدور قطر الرائد في خدمة الإسلام وقضايا المسلمين وبدورها في دعم القضايا العربية..مشيراً إلى أن قطر بذلت في سبيل كل ذلك الكثير من نفسها ومالها وأبنائها وجهودها. وأكد فضيلته أهمية الوقف كصدقة جارية.. معرباً عن ثقته في أن أهل قطر المعروف عنهم بذل الخير لن يبخلوا عن النفقة في سبيل الله.

واعتبر هذه الليلة من ليالي الإسلام والخير ومن ليالي قطر يلتقي فيها هذا الجمع من الخيرين من أجل مشروع عظيم.. مؤكداً أن الوقف ليس بجديد على الأمة وقد عرفته من أيام الصحابة رضي الله عنهم. وكان قد تم عرض فيلم وثائقي عن الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين وفيلم تعريفي آخر عن مشروع وقف “نهضة الأمة” الذي يهدف إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي للاتحاد وتوفير الموارد المالية لأنشطته المتنوعة ومشروعاته على مستوى الأمة..كما تم خلال حفل العشاء الخيري تسليم وتكريم شخصية العام بجائزة وقف “نهضة الأمة” لسعادة الشيخ فيصل بن قاسم آل ثاني صاحب مؤسسة “الفيصل بلا حدود” للأعمال الخيرية الذي أعلن عقب تسلمه للجائزة عن تبرعه بمبلغ 5 ملايين ريال لصالح مشروع وقف “نهضة الأمة”.

وشهد سمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني ولي العهد المزاد الخيري الذي أقيم بهذه المناسبة وعرضت فيه مجموعة من المقتنيات الثمينة منها عدد من السجاد الفاخر والتاريخي إلى جانب مقتنيات تركية قديمة كالملابس المذهبة والمصاحف ونماذج لسيف رسول الله صلى الله عليه وسلم وعرض ثوبين للكعبة المشرفة أحدهما منذ العهد العثماني.

وفيما يلي نص كلمة الامين العام في الحفل العشاء الخيري

حضرة صاحب السموّ الشيخ تميم بن حمد بن خليفة آل ثاني يحفظه الله ويرعاه ، ولي العهد

أصحاب السعادة والسماحة والفضيلة :

الشيوخ والوزراء والسفراء والعلماء

أيها الحضور الكرام

يشرفني ويسعدني أن أرحب بكم أجمل ترحيب ، وأحييكم بتحية الإسلام ، فسلام الله عليكم ورحمته وبركاته .

أيها الاخوة الكرام

 لا يخفى على حضراتكم أن حضارتنا الإسلامية العظيمة هي هبة الوقف بعد فضل الله تعالى ، حيث كان الوقف بأقسامه الكثيرة المتنوعة يشمل: التعليم ، وإعداد العلماء ، والصحة ، والمستشفيات ، والفقراء والمساكين ، والفنون ، والزخارف والعمارة ، كما كان الوقف يشمل التنمية الشاملة ، والمستدامة ، والتعمير ، والجوانب الإنسانية ، وحتى رعاية الحيوانات ، وهذا ما يسمى في ظل الحضارة الحديثة بمؤسسات المجتمع المدني التي تعود إلى نظام (فاونديشن) و(ترست)الذي يعترف المنصفون من الغربيين بأنه مقتبس من الوقف الإسلامي.

 ومن هنا كان خط التقدم الحضاري يسير في ظل تطور الوقف ومؤسساته ، وحينما ضعف الوقف ومؤسساته توقفت الحضارة ، ولذلك كان القضاء عليه وعلى مؤسساته أحدَ أهداف المستعمرين المحتلين .

 وبناء على ذلك فإن الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين برئاسة شيخنا العلامة القرضاوي ، الذي يضم علماء الأمة في مختلف الأقطار والبلاد ، يريد تمويل مشروعاته الكثيرة ، وأهدافه التي تزيد عن عشرة أغراض عظيمة من إعداد العلماء ، وفتح الجامعات ، ونشر المنهج الوسطي المعتدل ، والدفاع عن الإسلام، وإعادة الدور الحقيقي للعلماء ليصبحوا كالقلب النابض في جسد الأمة ، ولا سيما في ظل الربيع العربي ، والثورات العربية التي أعادت الأمة إلى هويتها الحقيقية ، وبفضل الله تعالى أولاً ثم بدعم حضرة صاحب السموّ حفظه الله ، والخيرين أصبح الاتحاد مرجعية للأمة الإسلامية وأصبح له دوره المتميز في مختلف مجالات الحياة ، ويبنى عليه الأمل الكبير في تحقيق أهدافه ، وأصبح للاتحاد عضوية وعلاقات مع منظمات دولية وعربية وإسلامية .

أيها الحضور الكرام

إن وقف الاتحاد لنهضة الأمة يتم من خلال آلية تنفيذ الآتية :

1- التبرعات السخية من طرفكم وثمن شرائكم للتحف النادرة التي نأمل منها الكثير لبناء برج وقف نهضة الأمة .

2- وقف عقارات لصالح مشاريع الاتحاد المتنوعة .

3- وقف الأسهم

4- وقف النقود .

5- وقف شراء سهم ، أو أسهم من مشروع ” وقف نهضة الأمة ” ، حيث لنا أنواع من الأسهم الوقفية حسب القدرة والاستطاعة ، وكتيب الوقف أمام حضراتكم يوضح آلية التنفيذ تماماً .

وأختم حديثي هذا بالشكر والثناء تطبيقاً لقول النبي صلى الله عليه وسلم ، بسند صحيح : ( لا يشكر الله من لا يشكرُ الناس ) وفي رواية لأحمد : ( من أُتي إليه بمعروف فليكافئ به ، فإن لم يستطع فليذكره ممن ذكره فقد شكره ) وفي حديث آخر رواه الترمذي وصححه بلفظ : ( من صُنع إليه معروف فقال لفاعله : جزاك الله خيراً فقد أبلغ في الثناء ) .

وقد قال الشاعر

ولو كان يستغنى عن الشكر ماجدُ         لِعزّة مُلكٍ ، أو لرفعة شــانِ

لما أمر الله العبـاد بشــكـره                وقال اشـكـروا لي أيها الثقلانِ

 وبما أننا لا نستطيع أن نكافئ كرمكم العظيم ندعو لكم ونقول : جزاكم الله خيراً ، ونقدم باسم الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين أجزل الشكر وأجمل الثناء لمقام حضرة صاحب السموّ الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير البلاد المفدّى حفظه الله ، ولوليّ

عهده الأمين صاحب السموّ الشيخ تميم بن حمد بن خليفة آل ثاني حفظه الله ، ولحكومته الرشيدة رئيساً ووزراء ، على المواقف المشرفة وطنياً وعربياًُ وإسلامياً ، وعلى كرم حضرة صاحب السموّ مع الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين ، حيث وافق على أن يكون المقرّ الرئيسي للاتحاد بدوحة الخير ، وبذلك عاد الاتحاد إلى بيئته العربية الإسلامية ، بعدما كان مقره في بيئة غربية .

والشكر والثناء للشعب القطري الطيب ومن يعيش على أرضه الطيبة ، ولكل من ساهم في إنجاح هذا الحفل من الشركات الشركات الراعية ، وهي : الراعي الرئيسي : اتصالات قطر ( كيوتل ) ، والراعيين الشريكين : الشركة الإسلامية القطرية للتأمين ، وبنك الدوحة .

وكذلك لكل من ساهم أو يساهم بأمواله وجهوده ، وللجان المنظمة ، ولوسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة ، ولرجال الأمن ، وكل من ساهموا ولو بكلمة طيبة ، لكم جميعاً جزيل الشكر والدعاء الخالص

شكرت جميل صنعكم بدمعي         ودمع العين مقياس الشعور

أيها الحضور الكرام (ها أنتم مدعوون لدعم مشاريع الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين ، وتحقيق أمنيته في وجود وقف يُدّرُ بما يكفيه لخدمة أمته الإسلامية ، وكلنا أمل بأن تجودوا بأفضل ما لديكم كما أمرنا الله تعالى فقال: (لَن تَنَالُواْ الْبِرَّ حَتَّى تُنفِقُواْ مِمَّا تُحِبُّونَ وَمَا تُنفِقُواْ مِن شَيْءٍ فَإِنَّ اللّهَ بِهِ عَلِيمٌ ) آل عمران92 واقتداء بالرسول الكريم صلى الله عليه وسلم وبصحبه الكرام الذين أوقفوا أفضل ما عندهم

فهذا أبو طلحة حينما سمع بالآية السابقة أوقف أفضل ما لديه على الاطلاق ، وهو بستانه الذي يسمى : بيرحاء ، وهذا سيدنا عمر رضي الله عنه ، الذي أصاب أحسن أرض في خيبر فأوقفها في سبيل الله ، وهكذا معظم الصحابة ، وقد وصفهم الله تعالى بقوله : ( أُوْلَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ ) المؤمنون61 ، وتدل الحجج الوقفية على أن أهل الجزيرة بصورة عامة ، وأهل قطر بصورة خاصة كانوا ولا يزالون أهل خير وكرم وجود ، وحريصين على إحياء هذه السنة ، وكان أمراؤهم أهل خير وبرّ وكرم ووقف بدءاً من الوالد المؤسس الأمير العالم الرباني الشيخ جاسم بن محمد آل ثاني يرحمه الله ، ثم تبعه بإحسان أولاده وأحفاده ، حيث يعتبر الشيخ علي بن عبدالله آل ثاني يرحمه الله رائداً للوقف العلمي في مجال الكتب والمكتبات ، وتعدّ مكتبته العظيمة الوقفية أحد روافد العلم والأدب إلى أن جاء حضرة صاحب السموّ الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني حفظه الله ، فأولى عنايته القصوى بالوقف ولا سيما في مجال التعليم ، وساهمت معه حرمه صاحبة السموّ الشيخة موزا بنت ناصر من خلال مؤسسة قطر للتعليم ، حيث خصص لوقف التعليم 2.8% من دخل الدولة .

وأبشركم بأن رعاية حضرة صاحب السموّ أمير البلاد المفدى لهذا الحفل قد جسدها بالفعل أيضاً ، من خلال موافقته الكريمة على منح الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين قطعة أرض كبيرة يبنى عليها برج كبير ليغطي مصاريف الاتحاد ، الذي نأمل أن نجمع ما يكفي لبنائه بإذن الله تعالى ، وأملنا في هذه القيادة الرشيدة المتميزة التي وفقها الله تعالى لسياسات رشيدة ، ولمؤسسات متميزة كالجزيرة ، ومؤسسة قطر ،

وغيرها ، أن يصبح الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين متيمزاً ومحققاً جميع أهدافه العظمى ، وأن يقوم ” وقف نضهة الأمة ” محققاً معناه ، حيث سمي بهذا الاسم لأن الاتحاد ليس بحاجة إلى المال لنفسه بل لأمته والنهوض بها ، فلكم أجر عظيم مستمرّ خالد إلى يوم القيامة : ( وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ  الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاء وَالضَّرَّاء وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ) آل عمران 133- 134 .

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ا.د. علي محيي الدين القرة داغي

الامين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين