دعا فضيلة الشيخ د. علي محيي الدين القره داغي الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، الاستعداد للشهر الكريم بالتوبة إلى الله والرجوع إليه والإحساس والندم على ما فعلناه من الذنوب والمعاصي والحرص الشديد على فعل الخيرات ورد الحقوق إلى العباد.

ودعا إلى مراقبة النفس وشكر الله على ما قدمنا من الخير ونتوب إليه لما قدمنا من الشر ونعزم على ألا نعود إليه.

وحث فضيلته في خطبة الجمعة اليوم بجامع السيدة عائشة رضي الله عنها بفريق كليب على الحرص الشديد على حضور الجمعة والجماعات وأداء صلاة القيام كما بشرنا الرسول صلى الله عليه وسلم (من قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه ).. كما حث على تلاوة القرآن بالتدبر والقيام بالختمات الكثيرة في هذا الشهر، كما حث على الصدقات مبينا أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان أجود من الرياح المرسلة.

مدن جرحى

ودعا المسلمين للوقوف مع إخوانهم ببلاد مختلفة بقوله: إخوانكم يتضورون جوعاً في فلسطين وغزة العزة وسوريا الجريحة المدمرة وفي الفلوجة، ولفت إلى أن أكثر من مليوني نازح من الرمادي وبقية المحافظات السنية موجودون داخل المخيمات،

وأضاف: ” علينا أن نعيش لقضايا أمتنا ولا نعيش لأنفسنا لأننا نريد إرضاء الله تعالى “.

خير أمة

وقال إن الله أراد أن يكرم هذه الأمة لأنه يريدها خير أمة أخرجت للناس فأكرمها بمجموعة من الخصائص والخيرات لا توجد ولم تمنح لأي أمة من الأمم السابقة. ومن هذه التكريمات والإكراميات والمنح الإلهية والربانية، هذا الشهر الفضيل، شهر رمضان، فيه ليلة خير من ألف شهر وفيه من العظائم والخيرات والبركات ما لا يحصى.. هذا التكريم الإلهي فرصة لكل المؤمنين الصادقين الذين يريدون الخير، وهم يقومون على الخير، فيزدادون من الخير، فتتضاعف في هذا الشهر الحسنات إلى ما شاء الله، فتكون الفريضة بمثابة سبعين فريضة، والتطوع بمثابة الفريضة، وهكذا تتضاعف في هذا الشهر الخيرات والبركات.

أجر الصيام

وأوضح د. القره داغي أن أجر الصيام نفسه لا يعلمه إلا الله سبحانه وتعالى، كما ورد في الحديث الصحيح، حينما يقول الله سبحانه وتعالى (كل عمل ابن له إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به) الحسنة بعشر أمثالها إلى 700 ضعف، وما وراء ذلك يدخل في كرم الله؛ لأنه كما ورد في الحديث يترك أكله وشربه ونومه ويتضرع إلى الله لأجل الله، ولذلك يوفيهم الله أجرهم بغير حساب.. هذا الشهر، شهر النداء العظيم، الذي ورد في حديث ثابت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم (يا باغي الخير أقبل ويا باغي الشر أقصر) فإن كنت من أهل الخير فاقبل على الخيرات، فهذه فرصتك العظيمة، وذلك استثمارك المضاعف، إلى أجور وأضعاف لا يعلمها إلا الله سبحانه وتعالى، وإن كنت مقصراً في الأشهر السابقة فتُبْ إلى الله فوراً وانتهز هذه الفرصة، فربما لا تتكرر هذه الفرصة مرة أخرى، ، كما ورد في الحديث الثابت يقول الرسول صلى الله عليه وسلم (الصَّلَوَاتُ الْخَمْسُ وَالْجُمُعَةُ إِلَى الْجُمُعَةِ وَرَمَضَانُ إِلَى رمضان مكفرات لما بينهما إذا اجتنبت الكبائر) بشرط أن يكون الإنسان مجتنباً لكبائر الذنوب من القتل والزنا والفواحش والربا والسحر وغير ذلك مما ذكرت في الأحاديث الصحيحة أنها سبع أو أنها تسع، فإذا اجتنبت الكبائر والظلم وهضم حقوق العباد فإن هذه الفرص من الصلوات والجمعة وبخاصة شهر رمضان لا يجوز للإنسان المسلم أن يتركها.

المصدر: بوابة الشرق