استنكر د. علي محي الدين القره داغي الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الوضع الذي تمر به الأمة الإسلامية.. وقال: إن الناس أصبحوا عاجزين حتى عن مجرد الإدانة، معاتبًا على العلماء الذين يقولون إن الحوثيين عقيدتهم باطلة ومع ذلك صمتوا ولم يعلّقوا على ما يفعلونه في اليمن الشقيق.
وحذّر فضيلته مما يحدث هناك وقال: إن الحوثيين على مقربة من حدود جميع دول الخليج، داعيًا العلماء إلى قول الحق والتحذير بالحكمة والموعظة الحسنة بما يحدث هناك.
وقال فضيلته في خطبة الجمعة التي ألقاها أمس بجامع السيدة عائشة رضي الله عنها بفريق كليب: إن الولاء لغير الله ولغير المسلمين يزيد الطغاة قوة على قوتهم.
وأشار إلى ما حدث في بنغلاديش عندما نكل الطغاة بالإسلاميين السلمين لافتًا إلى أن جماعة إسلامية معتدلة خدمت البلد وشاركت في الحكم وبينهم حكام وزراء ومع ذلك فقد جاءت الأوامر بالقضاء على هذه الجماعة.
وذكر أن الحرب على الإسلام قد بدأت حينما أعلن بوش الابن “حربه المقدّسة” بعد أحداث سبتمبر
وقال: لا أشك أن هناك أيادي خفية للصهاينة فيما يتعرّض له الإسلاميون مضيفًا أنهم بدؤوا في بنغلادش بضرب الجماعة وقتلوا وسجنوا كثيرين منهم وفي مقدّمتهم الأستاذ غلام أعظم وهو مفسّر ومفكر وعالم كان يبلغ من العمر 90 عامًا وقد حكموا عليه بالإعدام ثم خففوا الحكم إلى الحبس 90 سنة.
وكان د. القرة داغي قد بدأ خطبته بالحديث عن بعض المشاكل التي يعاني منها المجتمع المسلم قائلاً: القرآن العظيم أنزله الله تعالى ليكون علاجًا لأمراض هذه الأمة، ولمشاكلها ومصائبها، وليجعلها خير أمة أخرجت للناس، وأمة الشهود والحضارة والقوة والنصرة ما دامت ملتزمة بهذا الكتاب وبسنّة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم.
وأضاف: اليوم في ظل كل هذه الأمراض المستعصية، وكل هذه المصائب والمشاكل المزمنة، لو عرضنا هذه المشاكل على صيدلة الإسلام لوجدنا فيها الدواء الناجح والعلاج الشافي بدون ريب أو شك، لأن هذا الدواء قد جُرّب لأكثر من مرة، فكانت النتيجة الخروج بهذه الأمة من الفرقة إلى الوحدة، ومن الذل إلى العزة، ومن الإحباط إلى التفاؤل، وإلى بناء الحضارة والقوة، كما يشهد بذلك تاريخنا الإسلامي.
وقال: إنه لو عرضنا اليوم هذه المشاكل والمصائب فوالله لنجدها تعود إلى آيتين عظيمتين، وربما إلى آية واحدة منهما في سورة الأنفال، حينما يبيّن الله سبحانه وتعالى ذلك فيقول (والذين كفروا بعضهم أولياء بعض)، وهنا بيّن القرآن الكريم عمومية هذا الكفر لملة الكفر، والكفر أعم من أهل الكتاب ومن الشرك، يشمل كل من هو لا يؤمن بالله وبمحمد صلى الله عليه وسلم وإن كان مؤمنًا ببقية الكتب، فالكافر بنبي واحد كافر، فما بالك بخاتم الرسل صلى الله عليهم جميعًا.
وأضاف : والذين كفروا، بهذا الإطلاق، بعضهم أولياء بعض، والأولياء من الولاية، والولاية: هي ولاية النصرة والطاعة والإخلاص والقربة وولاية الملك، كما وردت هذه المعاني في اللغة العربية في معنى الأولياء، هؤلاء بينهم هذا التواصل والتناصر وبينهم المحبة والتخطيط والاستراتيجيات المشتركة، فيقول رب العالمين (يا أيها الذين آمنوا) فيا أتباع محمد صلى الله عليه وسلم، ويا خير أمة أخرجت للناس ووصلتم إلى هذه المرحلة الرديئة في كل المجالات (إلا تفعلوا)، إذا لم تفعلوا هذه الولاية بينكم وأنتم تكونون بعضكم أولياء بعض ولاية النصرة والطاعة وكل ما تعني هذه الكلمة (إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير)، والجواب بدون فاء، تكون فتنة، والفتنة كلمة شاملة، وأظهر معانيها: ابتلاء المؤمنين في دينهم ثم ابتلاء المؤمنين في أعمالهم وجميع تصرّفاتهم، فإذا لم يقم المسلمون بذلك وما أقمنا هذه الولاية بيننا فالله سبحانه وتعالى قضى – ولا يمكن أن يخلف قضاءه ووعده – تكن فتنة في الأرض وفساد كبير.
وتحدث فضيلته عن الفتنة التي لحقت بدين المسلمين وعقائدهم وفي ديارهم وفي أعراضهم وإخراجهم من الديار وفي كل ما تعاني منه هذه الأمة من الفرقة والمشاكل الداخلية، فكل ذلك بسبب عدم وجود هذه الولاية. ثم بعد ذلك فساد كبير أي للأمة وكذلك لبقية الأمم، لأن هؤلاء الكفرة ليسوا عدولاً، وليس لديهم ميزان حق، وليس لديهم صراط مستقيم، ومن هنا يسيرون ويمشون حسب مصالحهم ولديهم الاستراتيجية في القرارات والأحكام وفي كل شيء، ويكون العالم يسوده الفساد الكبير، إذاً نحن الآن نتحمّل مسؤوليتنا، مسؤولية ما حدث لنا ومسؤولية ما حدث للعالم أجمع، بسبب طغيان الكفر والاستعمار والاستبداد على جميع العالم، ما عدا هؤلاء الذين استفادوا من هذه الأمور ومن هذه الولاية.