2010-03-14

أقام مركز الدوحة الدولي لحوار
الأديان أمس طاولة مستديرة للحوار والنقاش حول وضع الجاليات في دولة قطر في ظل
التنوع الديني، حيث افتتح الندوة رئيس المركز الأستاذ الدكتور إبراهيم صالح
النعيمي وتم عرض (فيلم) قصير عن فعاليات المركز سابقا لتقريب المفاهيم والتعاون من
أجل الاشتراك في القواسم الإنسانية المشتركة بين أتباع الملل والنحل والمسلمين،
أما عن هذا النشاط الحواري حول الجاليات فلعله ابتكار جديد لهذه الفكرة التي تعرف
من خلالها ممثلو هذه الجاليات بعضهم على بعض من جهة، واستطعنا نحن المسلمين أن
نسمع منهم مباشرة في هذه الندوة من جهة أخرى، مما جعلنا أقرب إلى توصيف الواقع
شيئا ما، وكذلك معرفة العوائق التي تدفعنا إلى إيجاد شيء من الحل لها ثم الإدلاء
باقتراحاتنا وتوصياتنا لكل ما نراه ضروريا لترشيد أو تطوير الأحوال في هذا المجال،
هذا وقد استمر الحوار بعد كل عرض على ثلاث جلسات.
الجلسة الأولى وموضوعها كيفية تأقلم وتعايش الجاليات مع بعضها البعض ومع المجتمع
القطري في ظل هذه التحديات والاختلافات الدينية والثقافية والعرقية وقد تحدث فيها
الدكتور عبدالناصر صالح والدكتورة كلثم الغانم
ثم تحدث الأستاذ مجدي عبدالملك ثم كانت المداخلات والتعقيبات التي ركزت على أنه
يجب أن يفهم أن الحوار هو مع أتباع الأديان وليس الأديان نفسها، أما في الجلسة
الثانية التي موضوعها التحديات أمام الجاليات فقد تحدث فيها كل من الأساتذة
رانيلوبا نجلينان وبينيش تامانج ثم بيل بافينجتون، أما الجلسة الثالثة والأخيرة
فكان موضوعها نقل تجارب إيجابية عن التأقلم بين هذه الجاليات إلى الوطن الأم، وقد
تحدث فيها كل من الأستاذ بيل شواز وفضيلة الدكتور علي القرة داغي والأستاذ تاج
الوفا والأستاذ روبي كانانشيرا:

و
قال الدكتور القره داغي: ان تحية الاسلام هي السلام وهي ليست مجرد قول فقط، بل هي
ممارسة وسلوك واقعي فلابد عندما يلتقي شخص باخيه لابد وان يعطيه الامان.
وشدد على ان الجميع بحاجة للسلام في ظل عالم ملتهب سياسيا واقتصاديا ومليئا
بالاضطرابات الحزبية والعرقية، مؤكدا ضرورة محاربة كل ذلك حتى لا تصل هذه
الاضطرابات للدين الذي هو مصدر الحماية.
وقال: اعتقد ان التجارب الايجابية لكيفية التعايش بين الجاليات المختلفة على هذه
الارض الطيبة لا يمكن استمرارها بدون اسس فكرية وفلسفية يقتنع بها اصحابها، ومن
هنا رأينا في قطر ان هذا التعايش يرجع لمجموعة من القيم الاساسية التي غرسها
الاسلام وهذه الاسس تجعلنا نحقق الامن كواجب ديني الى جانب كونه واجبا وطنيا.

و تحدث الدكتور القره داغي مبينا أن
الله وضع الأرض للأنام جميعا وليس للمسلمين فقط وأن التعارف شعار الإسلام وذكر
بنقل التجربة مع الأقلية المسلمة في الهند مذكراً بندوة في الدوحة قبل عام لهذا
الغرض، ثم الندوة الأخيرة قبل شهر في دلهي بالهند مع أتباع الديانات الشرقية
الأخرى وأنها كانت فرصة للتعاون على القواسم المشتركة وأن الجميع مدحوا الإسلام
وكانوا متعاونين، قلت: وقد رأيت في سفري إلى الهند كيف تقيم الحكومة الهندية عطلة
رسمية على مستوى الدولة كلها احتراما ليوم مولد النبي محمد صلى الله عليه وسلم،
فقلت هذه إيجابية كبيرة متمنيا أن تزيل الظلم عن أهل كشمير لأن ذلك سلبية أكبر.

ونصح القره داغي
المقيمين بتعلم اللغة العربية قائلا ان تعلم اللغة العربية مهم جدا وانه يتمنى ان
تشرف الدولة على برامج تعليم مجانية للغة العربية .. مشددا على ضرورة التفريق بين
الشعوب والدول. وقال إذا كانت هناك دول تنتهج سياسية معادية يجب أن لا ينعكس ذلك
على الشعوب مطالبا بضرورة وضع برامج عملية تعزز من قيمة التعايش بين أتباع
الديانات في قطر بحيث تدرس هذه البرامج في الجامعات والكليات والمدارس، فضلا عن
ضرورة مساهمة مركز الدوحة في ترجمة خطب الجمعة لغير الناطقين بالعربية أو تخصيص
مساجد لغير الناطقين بالعربية للاستماع الى الخطب والمواعظ الدينية