من المقرر أن يتجه وفد من الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين إلى قرغيزستان منتصف الشهر الحالي للوساطة بين القرغيز والأوزبك اللذين أودت أحداث العنف الأخيرة بينهما إلى مقتل وجرح المئات وتهجير عشرات الآلاف، في حين أعلنت الندوة العالمية للشباب الإسلامي بوسط آسيا عن بدء إرسال قوافل إغاثة إلى المنطقة محملة بمساعدات طبية وغذائية.
 
وقال الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين د. علي القره داغي إن الاتحاد كان قد أصدر بيانا عن تلك الأحداث وأبدى استعداده للوساطة لتهدئة النفوس، مضيفاً أنه جرت اتصالات مع الحكومة القرغيزية التي وافقت على قيام وفد من الاتحاد بزيارة جنوب البلاد والشروع في الوساطة بين العرقيتين المتناحرتين.
 
وأوضح د. القره داغي، في اتصال مع الجزيرة نت، أنه لم يتحدد بعد أسماء أعضاء الوفد الذي سيغادر إلى قرغيزستان، مشيراً إلى إمكانية إرسال أكثر من وفد إذا تطلب الأمر، مع احتمال مشاركته هو على رأس الوفد الأول إن كانت الأوضاع هناك تستدعي ذلك.
 
يُذكر أن اتحاد علماء المسلمين أصدر بتاريخ 19 يونيو/ حزيران الماضي بيانا دعا فيه إلى الوقف الفوري للقتال بين القرغيز والأوزبك مؤكداً حرمة قتال المسلم لأخيه المسلم، وحث علماء قرغيزستان على التدخل السريع من أجل وضع حد للعنف، مشيرا إلى استعداد الاتحاد لإرسال وفد من قياداته للتوسط بين الفئتين.
 
في الوقت نفسه أوضح بيان لمكتب الندوة العالمية للشباب الإسلامي بوسط آسيا، حصلت الجزيرة نت على نسخة منه، أنه ومساهمة منها في المساعدة على “إخماد الفتنة وحقن الدماء والإصلاح بين القوميات” جنوب قرغيزستان اتخذت الندوة عددا من الخطوات بدأت بإرسال أربعين داعية وعالما من علماء الشمال بقرغيزستان إلى الجنوب.
 
قوافل إغاثة
وأوضح بيان الندوة أنها سترسل قوافل إغاثة لجنوب قرغيزستان تقسم على مرحلتين، الأولى قبل مجيء وفد اتحاد العلماء وقال إنها انطلقت صباح اليوم الاثنين وستستمر حتى 14 يوليو/ تموز الجاري، في حين تبدأ الثانية بعد ذهاب وفد الاتحاد بالفترة من 25 الجاري وحتى 5 أغسطس/ آب المقبل.
 
وأشارت الندوة العالمية للشباب الإسلامي في البيان إلى أن قافلة الإغاثة الأولى ستكون محملة بأطنان من المواد الغذائية الرئيسية والمواد الطبية.
 
وأضافت أن القافلة ستتألف من ثلاث لجان: دعوية، ومشتريات، والتنسيق العام، موضحاً أن اللجنة الدعوية مكونة من عشرة دعاة على رأسهم رئيس الجامعة الإٍسلامية الشيخ عبد الشكور نارميتوف، وعميد كلية الندوة للقرآن الكريم الشيخ سعد وقاص، وإمام مجمع المنارة الإسلامي الشيخ نعمة الله.
 
وتحدث البيان عن الروايتين الرسمية والشعبية بشأن ضحايا العنف القبلي، وقال إن الأولى تشير إلى مقتل 300 شخص وجرح ألفين، وتهجير أكثر من 150 ألفاً، في حين أن رواية أهالي جنوب قرغيزستان تشير إلى ألفي قتيل وأكثر من خمسة آلاف جريح، وأكثر من مائتي ألف لاجئ، إضافة إلى حرق وتدمير مئات المنازل وبعض القرى.
 
 تحذير
على صعيد آخر حذرت رئيسة قرغيزستان روزا أوتونباييفا اليوم من أن خطر وقوع المزيد من أعمال العنف في البلاد ما يزال قائما، وقالت للرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف إنها لا تستطيع أن تؤكد بعد أن الأمور هدأت وأنه يمكن بدء إعادة الإعمار.

وفي هذا الإطار أعلنت المفوضة الأوروبية للمساعدات الإنسانية والاستجابة للأزمات، كريستالينا جورجيفا، أن الاتحاد الأوروبي سيدرس طلبا تقدمت به أوتونباييفا في ذروة الاشتباكات القبلية لإرسال شرطة دولية إلى الجنوب منعا لتجدد العنف هناك.
 
وأضافت أنها ستعرض الاثنين المقبل الطلب القرغيزي على الممثلة العليا للسياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، كاثرين أشتون، كما ستعرضه خلال اجتماع وزراء خارجية الاتحاد في 26 من الشهر الجاري.

المصدر: الجزيرة+وكالات