الدوحة – الشرق
دعا فضيلة الشيخ د. علي محيي الدين القره داغي الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الأمة إلى التضحية، وقال إن النصر والفتح القريب والمغفرة الحقيقية لا يمكن أن تتحقق إلا بالتضحية والفداء، وقال في خطبة الجمعة بجامع السيدة عائشة -رضي الله عنها- بفريق كليب إنه إذا نظرنا إلى التاريخ وإلى سنن الله -سبحانه وتعالى- في هذا الكون وسننه في الذين خلوا من قبلنا، لتوصلنا إلى أنه لايمكن لأي أمة أو شعب أو دولة أو جماعة أو حتى فرد من الأفراد أن يحققوا غايتهم المنشودة، إلا إذا قدموا تضحيات جساما تتناسب مع مقدار هذه الأهداف سواء كانت هذه الغايات دنيوية أم أخروية أو هما معا كما الحال بالنسبة للحضارة الإسلامية.
التضحية ليست بالمال فقط
وأبان فضيلته أن التضحية مفهوم إسلامي ليس بالمال ولا النفس فحسب، ولكن بالبنين، أيضا مشيرا إلى أنه بالتضحية الشاملة. بالجاه والمال والنفس والحياة كلها تستحق الأمة أن تصل إلى ما تريد وإلى ما تصبو إليه، لأنها لن تحقق ذلك بمجرد الأماني أو بالشعارات مهما كانت رنانة ومهما كانت جميلة.
وأضاف: رغم الحاجة إلى الشعارات إلا أن الأساس لتحقيقها هو التضحية، وإلا تبقى كما هي مجرد شعارات، لذلك يقول الله -سبحانه وتعالى- في تربية هذه الأمة في آيات كثيرة، منها هذه الآية الجامعة في سورة التوبة (قل إن كان آباؤكم وأبناؤكم وإخوانكم وأزواجكم وعشيرتكم وأموال اقترفتموها وتجارة تخشون كسادها ومساكن ترضونها أحب إليكم من الله ورسوله وجهاد في سبيله فتربصوا حتى يأتي الله بأمره).
أي إنه إذا كانت هذه الأشياء كلها أحب إلينا من الله ورسوله وجهاد في سبيله فإن النتيجة هي أن نتربص، والتربص دائما في الغالب يكون للعذاب، للابتلاءات، للمصائب، فتربصوا أي تربصوا الشدائد تربصوا الابتلاءات تربصوا المصائب تربصوا الفتن حتى يأتي الله بأمره (والله لايهدي القوم الفاسقين).
فقه المصائب
وقال فضيلته إن الآية واضحة محكمة لاتحتاج إلى التفسير من شدة وضوحها، خيّرنا بين أمرين إما أن تكون الأمة كذلك فتلك طريقها، وإما أن نهتدي ونكون من المؤمنين الصادقين فذلك سبيلنا، وإما أن نكون من السعداء الأقوياء الأعزاء في الدنيا والآخرة فهذا هو صراطنا المستقيم هذه طريقة واضحة جدا .
وذكر خطيب مسجد عائشة أنه إذا وضعنا هذا المعيار العظيم أمام أنفسنا وأمام أمتنا وأمام ما يحدث للأمة حاليا فإنه سوف يفسر لنا أسباب ما يحدث لأمتنا ولماذا وصلنا إلى ما وصلنا إليه، والكلام ليس عاما لكل فرد وإنما هو لمجموع الأمة.
وأكد أن المصائب والابتلاءات تأتي على الأكثرية فإذا فسدت الأكثرية وكانت الأقلية طيبة “واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة”.