الدوحة- الشرق
أبان د . علي محيي الدين القره داغي الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين أن التربية العظيمة والتربية الفردية لتأكيد معنى الهجرة لها علاقة كبيرة جدا بكيان الأمة وبتحقق الأمة، لأن من أهم شروط تحقق الأمة ثقة بعضهم ببعض وحب بعضهم لبعض واحترام بعضهم البعض وعدم تخوين بعضهم لبعض.
وأوضح أن أعداء الإسلام استطاعوا أن ينالوا منا بهذه الصورة التي نراها اليوم، ووصلنا إلى مرحلة لا أحد يهتم بالآخر .. واستشهد في خطبة الجمعة بجامع السيدة عائشة رضي الله عنها بفريق كليب بما حدث في سوريا، من مأساة العصر والقرن، وقال لا أعتقد أن قرنا من القرون شهد ما شهده هذا القرن من القتل المستمر والانتهاكات والتدمير، ونحن مشغولين بجهاد الفرق الإسلامية بعضها ببعض .
وقال إن الفرق الإسلامية لم ترب التربية التي يريدها الرسول صلى الله عليه وسلم ومع الأسف الشديد فأول ما بدأ هؤلاء المتشددون بدأوا بمشاكل مع جبهة النصرة والجيش الحر والآخرين وقتلوا من بعضهم البعض الآلاف! ..من أحب الجهاد فأرض الله واسعة ولماذا تقتل أخاك! ولما التفرق! اجتمعوا على جبهة واحدة! فالرسول لم يقل من أمنهم المؤمنون بل قال من أمنه الناس كلهم .
المسلمون والأعداء
وأشار إلى أمر مهم حين قال: لذا لا أشك، بأنه دبر شيء لهذه الأمة من خلال هؤلاء، بحيث يكون همّ الناس درء مشاكل المسلمين، وأن يستعين المسلمون بالكفرة والأعداء والطامعين لأجل حمايتهم من المسلمين أنفسهم، فهذه الأمور لن تأتي بعشية أو ضحاها، بل تأتي من خلال تخطيط الأعداء، فلو التزمنا نحن بمنهج رسول الله صلى الله عليه وسلم في أنه لا أحد من المؤمنين يضر بالآخر ولا أحد من المسلمين يضر الآخر لا بلسانه أو يديه لكان هناك الوئام ..لقد وصل الأمر إلى أن الـ(لاءات) السابقة ضد إسرائيل أصبحت: نعم ونعم لإسرائيل، حتى وصل الصهيوني المجرم بنيامين نتنياهو إلى أن يقول: أكثر ما استفدنا من حربنا في غزة، أنه كسبنا الكثير من قادة العرب وأنهم على تواصل معهم ما عدا قطر وتركيا وربما بعض الدول الأخرى .
متى تثور الأمة
وقال: اليوم قضية فلسطين، التي عاش عليها معظم الحكام في الـ 50 سنة الماضية، وعملوا الانقلابات، وقادوا الناس، وفرضوا على الناس أنظمتهم، أصبحوا اليوم يتآمرون ضدها، وضد من يقف مع القضية من الإخوة في حماس والجهاد الإسلامي وغيرهم ..وقضية الأقصى والقدس التي هي أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين والأرض المباركة والتي دائما نقرأها في القرآن ( سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى ) ..وفي لقاء لي مع بعض العجم قالوا نستحي أن نقرأ هذه الآية ويفعل بهذا المسجد ما يفعل ونحن ساكتون وصامتون…متى تثور هذه الأمة! ومتى تتحرك إذا لم تتحرك للقدس! متى يتحرك الحكام والجامعة العربية! وحتى لم نسمع لا تنديد ولا تشجيب وكأن حتى هذا أصبح ممنوعاً.
وأكد فضيلته على أن القضية تتقطع لها القلوب: أن تصل أمة مليار و700 مليون نسمة، والعرب 350 مليون نسمة، إلى هذه المرحلة، والأموال تصرف ضد كل توجه يخدم القضية الفلسطينية والقدس، نحن سنسأل عنها يوم القيامة، وكل يسأل عنه، وقال العلماء بالإجماع إذا احتل جزء واحد من أراضي الإسلام، وليس القدس، وليست الأقصى أو الأرض المباركة في فلسطين، وإنما أي أرض إذا احتلت من قبل الكفار يجب على أهل المنطقة الجهاد فرض عين، ثم على أهل المنطقة الثانية، ثم الثالثة، ثم الرابعة، إلى أن تعم الأمة ويصبحوا آثمين جميعا إلى أن يحرروا هذا الجزء من الأرض. . ورأى أن القضية في غاية من الخطورة، أن تصل الأمة إلى الخمود وعدم الإحساس بالمسؤولية، بل أن يصل الأمر إلى المؤامرة حتى في قضية القدس وأن يبقى معبر رفح مغلقا وأن تدمر هذه المنطقة التي كان يحلم بها الإسرائيليون في أيام السادات ومبارك، فالمنطقة التي دمرت الآن بعمق 300 متر وبأيدي الجيش المصري وجعلها منطقة عازلة كانت بغية الأعداء والصهاينة وقد تحققت لهم.