وقد عقد المؤتمر والمعرض في الفترة 11-14 نوفمبر الجاري، حيث حضره عدد كبير من الشخصيات الاقتصادية، وعدد من الاقتصاديين ورجال المال، ومسؤولي البنوك الإسلامية والتقليدية مثل وزير الشؤون المالية والاقتصادية.
وقد بدأ المؤتمر بتأريخ 11 نوفمبر بكلمة الافتتاح من وزير الشؤون المالية والاقتصادية بدولة السنغال ثم كلمات الترحيب، ثم محاضرة فضيلة الشيخ الدكتور علي القره داغي، الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، حول التمويل الإسلامي والتنمية الشاملة.
واستهل القره داغي محاضرته بإعطاء صورة عن عالمنا الإسلامي ، حيث بين بأنها صورة تكاد تكون قاتمة من حيث الجهل والتخلف والمرض ، والبطالة والفقر والتضخم ، حيث أوضح من خلال الاحصائيات الرسمية أن نسبة الفقر في عالمنا الاسلامي تكاد تصل إلى 50% على الرغم من وجود ثروات وموارد مالية هائلة في معظم البلاد الإسلامية ، وأن نسبة الجهل والأمية كبيرة جداً ، فأمة ( اقرأ ) لا تقرأ ناهيك عن الجهل بالتقنيات والكومبيوتر والانترنيت ، وأن المرض يفتك بأبنائنا ولا سيما في أفريقيا ، حيث إن كل طفل من بين خمسة أطفال يموت قبل السن الخامسة بسبب المرض وقلة الغذاء والدواء ، وقال: ( ولا أتحدث هنا عن التأمين الصحي الشامل الذي يشمل العالم المتقدم كله ) لأنه غير موجود في معظم بلادنا.
وكما ذكر أن الفساد المالي والاداري والسياسي والاجتماعي شائع في عالمنا الاسلامي مع الأسف الشديد حيث يصل في بعض الدول إلى 80%، كما تحدث عن المشاكل السياسية والاختلاف والتفرق والاستبداد والدكتاتورية التي تؤدي إلى صرف بقية الموارد – أي بعد ما يأخذه الفساد – في الحروب والمشاكل الداخلية .
لذلك فعالمنا إذا لم يغير سلوكه ولم يطبق منهج الحق والعدل والحرية والمساواة ، والبيان والشفافية والاصلاح فلن يتغير حاله ( إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم) .
ثم تحدث عن التمويل الاسلامي فذكر أنه رافد من روافد التنمية الشاملة، حيث إننا بحاجة إلى أربع مجموعات من المنتجات الإسلامية .
1- المصارف الإسلامية التي تقوم على أساس العقود الحقيقية البعيدة عن الشكلية والصورية والتحايل ، حيث أمامها حوالي خمسين عقداً من العقود الشرعية التي لها دور كبير في التنمية مثل عقود المشاركات ، وعقود المبايعات …. .
2- الشركات المساهمة الخاصة بالتمويل والتأجير ، والاستثمار … .
3- الصكوك الخاصة بالاستثمار ، وبالتمويل والمحافظ الاستثمارية المتنوعة .
4- مجموعة المؤسسات الخيرية والخاصة بالقروض الموجهة لتمويل أدوات الإنتاج والمشاريع الصغيرة والوقف ، والمؤسسات المالية الخاصة بتمويل المشروعات الصغيرة .
ثم بدأ القره داغي بشرح هذه المجموعات ودورها في التنمية في محاضرة أمتعت الحاضرين، وصفقوا لها أكثر من مرة.
ومن الجدير بالذكر أن المعهد الأفريقي للإدارة بالسنغال معترف يه كجامعة دوليا وتهتم بمجالات الإدارة والاقتصاد بالاضافة إلى تخصصات أخرى .