حاوره محرر موقع الاتحاد : محمد أحمد حمود
دعا الأمين العام للإتحاد العالمي لعلماء المسلمين الدكتور علي القره داغي الجميع في ليبيا إلى الحوار والإسلام الصحيح الذي هو لمصلحة الجميع، فهو دين الرحمة، ودين البركة، ولا يضرّ بمصالح أحد. لذلك أدعو إخواني الثوار أن يعطوا قدوة بالتسامح ونبذ روح الإنتقام والتشفّي، وأن تكون روحهم كروح النبي عليه الصلاة والسلام في الفتح، وأدعوهم إلى عدم الثأر.
القره داغي وفي حديث لموقعنا دعا باسم الإتحاد العالمي كل المسلمين أن يجعلوا يوم الجمعة 28 أكتوبر أن يكون يوماً للتضامن مع الشعب السوري، وسنجعل إن شاءالله يوم آخر للتضامن مع الشعب اليمني.
القره داغي وفي أيام الحج المباركة التي قال الله فيها: {ليشهدوا منافع لهم} اعتبر أهم المنافع وحدة الأمة وإزالة الطواغيت وتحقيق العدل، فوصيتنا للحجّاج المسلمين أن لا ينسوا إخوانهم المسلمين بالدعاء بالنصر والتمكين.
والحج يذكّر بالتضحية، وهذا دعوة لجميع الثوار في تونس ومصر وليبيا وسوريا واليمن وغيرها، فهذا يوم التضحية، فإبراهيم عليه السلام أراد بأمر من الله التضحية بابنه، فالمسلم يجب أن يكون دائماً مستعداً للتضحية بكل ما يملك، وبحظوظ النفس وهذا هو منهج الأنبياء عليهم وعلى نبينا أفضل الصلاة والتسليم.
نص الحوار
ما رأيكم بما يحصل في ليبيا، وما تعليقكم على مقتل القذافي؟
بسم الله الرحمن الرحيم والحمدلله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
الحقيقة ما يحدث في ليبيا هو جزء مما تحدّث عنه القرآن من مصير الظلمة والطواغيت وهو سنّة من سنن الله عزّ وجل للطواغيت، وقد بيّن الله سبحانه في سورة الفجر أن هناك شرطين أساسيين إذا وجدا في أي حاكم فإن الله توعّدهم بالمرصاد، قال تعالى: {الذين طغوا في البلاد، فأكثروا فيها الفساد، فصبّ عليهم ربك سوط عذاب، إن ربّك لبالمرصاد}.
والقذافي كان طاغية لمدة 42 سنة وتجبّر وقتل وحاول أن يتدخّل في القرآن، فما حصل له هو من سنن الله تعالى في مصيره.
البعض اليوم يحذّر في ليبيا من الإقتتال الداخلي، ماذا تقولون في ذلك؟
نحن متفائلون جداً بأن مثل هذا لن يحدث للأسباب الآتية:
– الشعب هو شعب واحد كلهم من بيئة واحدة وعنصر واحد ومذهب واحد وطائفة واحدة، ليس بينهم كافر ولا أي مذهب آخر، وبالتالي فإن هذا عنصر قوة.
– الإسلاميون، وحتى إخواننا السلفيون إن وجدوا، إستفادوا مما حدث في الجزائر، فالصوت هناك هو صوت إستيعاب للجميع، ولكن هذا لا يعني أنه ليس هناك مخاطر، أو مؤامرة إن صح التعبير، ولنا تجارب سابقة، في ثورات سابقة سرقت منا، فعمر المختار على سبيل المثال جاهد الإيطاليين ولكن من جنى الثمار؟
– باسمي وباسمي الإتحاد أدعوهم لأن يكونوا حكماء ويحافظوا على مقاصد الثورة، وتشكيل حكومة تحافظ على كل الشعب الليبي وتحافظ على الشريعة الإسلامية والقانون ولا يكون هناك إقصاء لأحد.
– تشكيل مجلس من الحكماء والعلماء ما لهم علاقة بالسياسة بحيث يكونون بالمرصاد لأي شيء وأي مشكلة مهما كانت صغيرة. والإتحاد مستعد للإشراف وتكوين مثل هذا المجلس ومستعد لإرسال وفد برئاسة الأمين العام، ونحن إن شاء الله نكون وسطاء ونريد الإصلاح، مقتدين بقوله تعالى: {إن يريدا إصلاحا يوفق الله بينهما إن الله كان عليما خبيرا}.
ما هو رأيكم فيما قالته بعض وسائل الإعلام من أنّ أميركا وضعت 40 مليون دولار لتفجير مخازن للسلاح في ليبيا؟
هذا شأنهم، وأنا أدعو وهذا ما دعا إليه القرآن الكريم، أن لا نجعل الآخر شمّاعة نعلّق عليها مشاكلنا، قال تعالى: {أو لما أصابتكم مصيبة قد أصبتم مثليها قلتم أنى هذا قل هو من عند أنفسكم إن الله على كل شيء قدير}.
فيجب من الثوّار السيطرة الكاملة على هذه المخازن قبل أن تدمّر وتكون ملكاً للدولة، لأن هذا السلاح ليس خطر فقط على أميركا وإنما على ليبيا ودول الجوار. لذلك أدعوا إخواننا إلى أن لا يلقوا سلاحهم الآن وليبحثوا عن المخازن، ويجمعوا هذه الأسلحة حتى لا تقع في أيدي الآخرين وحتى لا تدمّر.
ما هي وصيتكم لأهل ليبيا في المرحلة القادمة؟
أولاً الصبر والحكمة باختصار شديد، والإلتزام الكامل والحفاظ على مقاصد الثورة ولكن عن طريق الحوار، لذلك أدعو إخواني في ليبيا إلى حوار متواصل، لأن الحوار هو الطريق إلى معرفة الآخر.
والعلمانيين قلائل في ليبيا، فمن هنا أدعو إخواني المحسوبين على الحركات الإسلامية وإخواني المحسوبين على العلمانيين إلى الحوار، وإلى تشكيل مجلس من الحكماء العلماء حتى يكونوا على تواصل، وكما قلت الإتحاد مستعد ليقوم بواجبه في ذلك، ونحن من أول يوم والحمد لله تشرّفنا بدعم الثورة سواء عن طريق العلامة الشيخ القرضاوي حفظه الله أو عن طريقي أو عن طريق البيانات الصادرة عن الإتحاد.
فالمطلوب من إخواننا الحوار الحوار، والإسلام الصحيح الذي هو لمصلحة الجميع، فهو دين الرحمة، ودين البركة، ولا يضرّ بمصالح أحد. لذلك أدعو إخواني الثوار أن يعطوا قدوة بالتسامح ونبذ روح الإنتقام والتشفّي، وأن تكون روحهم كروح النبي عليه الصلاة والسلام في الفتح، وأدعوهم إلى عدم الثأر.
بالنسبة لتونس، لقد شاهدنا كثافة في الإقبال على الإنتخابات، ولكن هناك تخوف من التزوير، وهذا ما حذّر منه الشيخ راشد الغنوشي، ماذا تقولون؟
أضم صوتي إلى صوت فضيلة الشيخ راشد الغنوشي، والتحذير بالنزول إلى الشوارع إذا حصل التزوير، زندعو إلى اختيار إرادة الشعب. وأدعوا الشعب التونسي ليكون قدوة، لأنهم هم ثمار أول ثورة، فإذا حقّقوا نموذجاً جيّداً فسيكونون قدوة ان شاء الله، وأناشدهم الله سبحانه أن يكونوا قدوة .
في مصر فضيلة الدكتور، ما هي نصيحتكم لأهل مصر، وللإسلاميين بشكل خاص؟
بالنسبة لمصر نحن نعتبر مصر وقوة مصر وعزّة مصر ورحمة مصر قدوة للعرب والمسلمين، فلذلك إن صلحت مصر صلحت الأمة كلها. ولذلك المصريون يتحملون المسؤولية في حمل مصر. فأدعوهم إلى أمرين أساسيين:
– الأمر الأول أدعو العلمانيين أن يتحاوروا وأن يجتمعوا على الثوابت، وهذه الثوابت هي المرجعية لهذا الشعب، وأي صراع سيعيدهم إلى المربّع الأوّل وهو الصراع بين الحاكم الذي كان يريد شيء والشعب الذي يريد شيئاً آخر. فنحن نريد الآن من إخواننا المسلمين والعلمانيين أن يتركوا الشعب المصري دون تأثير من وسائل الإعلام ودون تضليل، وأن يختاروا ما يريدون، والشعب المصري شعب رشيد ومتدين بطبيعته.
– المنهج الوسط المعتدل للجميع بحيث يكون فيها تعامل مع الآخر، مستقاة من المبادئ الإسلامية والشريعة الإسلامية ومقاصدها، زتوضيح ما يخاف منه الآخرون، فالإسلام ليس مخيفاً. والإهتمام بالتنمية، كل أنواع التنمية لتحقيق الضمان الإجتماعي والتكافل الإجتماعي، فأسأل إخواننا أن يهتمّوا بفقه التنزيل وفقه التدرّج، وفقه الرحمة، وفقه كرامة الإنسان وحقوقه، ويجعلوا مصر قدوة، فمصر كانت أكثر البلدان تطوّراً، ولذلك عليهم العناية بإصلاح النظام السياسي والتعليمي والتنمية…
ماذا تقولون لإخواننا في سوريا واليمن؟
نحن ندعوا لهم، ولإخواننا في سوريا بشكل خاص، الإتحاد العالمي يدعوا كل المسلمين أن يجعلوا يوم الجمعة 28 أكتوبر أن يكون يوماً للتضامن مع الشعب السوري، وسنجعل إن شاءالله يوم آخر للتضامن مع الشعب اليمني.
فالشعب السوري يقتلون ويذبحون ويذلّون، فالله معهم وناصرهم بإذن الله فقد أثبت هذا الشعب أنه شعب لا يستهان به، وعاقبة بشار الأسد إلى زوال، وهذه سنة الله في الكون، فنحن ندعوهم للصبر، لأنه لا سمح الله إذا تراجعوا فإن المذابح ستعلّق، لذلك ندعوهم إلى الصبر والثبات وإلى التضحية وإن النصر بإذن الله آت.
وأما وصيتنا لإخواننا في اليمن فنقول لهم قول الله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا} فإن الله عز وجل أراد لحاكم اليمن بأن لا يخرج بمبادرة أو اتفاقية وإنما أن يذلّ ويحاسبه شعبه، وهو زائل قريباً بإذن الله.
هناك اليوم من يقول بأن هذا زمن الإسلاميين قد رجع، وعلى رأسهم الدكتور العلامة يوسف القرضاوي، هل يعني هذا أننا على أبواب الوحدة الإسلامية؟ أو ربما دولة الخلافة؟
أولاً زمن الإسلاميين ليس هو الأصل ولكن الأصل أن تقول عودة الإسلام والمسلمين، الإسلاميون بكل أطيافهم كانوا وقوداً نعم، وجزاهم الله خيراً.
والأصل أن تكون الأمة ملتزمة بشرعها، والإستثناء هو الخروج عن الشريعة، وهذه عزتنا وكرامتنا، فالعرب وغير العرب لم يكن لهم عزة إلا بالإسلام. والمسلمون قادمون كما قال فضيلة الشيخ القرضاوي حفظه الله.
ما تعليقكم على صفقة تبادل الأسرى بين حماس والكيان الصهيوني؟
هذا من أيام الله سبحانه، وهذا فرحنا به وكان نصراً من نوع عزيز ونرجو أن تستكمل بقية الحلقات. ونحن باسم الاتحاد أرسلنا رسالة تهنئة لحماس والشعب الفلسطيني، وهذا يوم من أيام الله، وندعو الإخوة في فلسطين إلى استكمال تحرير الأسرى والأرض بكل وسائل الجهاد المتاحة.
ماذا تقولون لعامة المسلمين، سواءً في العالم الإسلامي أو في العالم كلّه ونحن على أبواب الحج؟
يقول ربنا تبارك وتعالى: {ليشهدوا منافع لهم} وأهم المنافع برأيي وحدة الأمة وإزالة الطواغيت وتحقيق العدل، فوصيتنا للحجّاج المسلمين أن لا ينسوا إخوانهم المسلمين بالدعاء بالنصر والتمكين.
والحج يذكّر بالتضحية، وهذا دعوة لجميع الثوار في تونس ومصر وليبيا وسوريا واليمن وغيرها، فهذا يوم التضحية، فإبراهيم عليه السلام أراد بأمر من الله التضحية بابنه، فالمسلم يجب أن يكون دائماً مستعداً للتضحية بكل ما يملك، وبحظوظ النفس وهذا هو منهج الأنبياء عليهم وعلى نبينا أفضل الصلاة والتسليم.