وجه الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الدكتور علي القره داغي رسالة إلى حكام الدول والمنظمات الأممية يناشدهم من خلالها بسرعة التحرك واتخاذ مواقف تتناسب مع حجم الكارثة التي حلت على أهل مدينة مضايا السورية جراء الحصار الشامل والذي أدى إلى عدم وصول المساعدات الإغاثية لسكان المدينة. وجاء نص الرسالة كما يلي:
يا أصحاب الجلالة والفخامة والسمو…
يا أصحاب الضمائر الإنسانية.
تحية طيبة، وبعد
يرفع إليكم الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين أسمى عبارات التقدير والاحترام، ويتمنى أن تكونوا في خير ومزيد من التوفيق والسداد.
لاشك أنكم تتابعون ما يجري في مدينة مضايا في سوريا حيث يعيش فيها 40 ألف شخص، معظمهم من المدنيين، محاصرون من قبل حزب الله اللبناني ومليشيات النظام السوري. وغالبيتهم نازحون من البلدات المجاورة ، وقد وصلتهم آخر المساعدات الإنسانية عبر الصليب الأحمر الدولي، والمفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، قبل شهرين تقريباً، بمعدل سلّة غذائية واحدة لكل أسرة، مما أضطر السكان مؤخراً، تحت وطأة الحصار القاسي، لأكل “ورق الشجر، والقطط…”، وأظهرت صورٌ مسربّة من “مضايا” عبر مواقع التواصل الاجتماعي هول مأساة سكّانها، وأثر المجاعة على أجسادٍ هزيلةٍ لأطفال وشيوخ فارقوا الحياة، بينما يترقب آخرون المصير ذاته نتيجة استمرار هذا الوضع المأساوي الذي يزيده الشتاء القارس تعقيداً. ولم تجد إغاثات الجوعى مجيبا، ولا صرخات الأجساد الهزيلة مغيثا، ولا مجيرا، ولا رحيما!
كل ذلك جرى ويجري تحت سمع وبصر العالم كله، فلم يتحرك المجتمع الدولي ومؤسساته ولم يتخذ موقفا يتناسب مع حجم الكارثة التي حلت بهؤلاء المدنيين العزل.
إن إخوانكم وأخواتكم في الإسلام، وفي الإنسانية في سوريا يموت منهم يومياً الألاف بسبب الجوع والبرد، والمطر، والثلوج، والحصار وأن مأساة “مضايا” وصمة عار في جبين كل من تسببت فيها، ولكننا جميعاً أيضا مسؤولون عن أي شخص يموت بالجوع فقال صلى الله عليه وسلم ” أيما أهل عرصة اصبح عنهم أمرئ جائع فقد برئت منهم ذمة الله “.
فعلى أصحاب الجاه والحكم مسؤولية أكبر في إنقاذهم، كما أن على أصحاب المال التبرع بسخاء، وعلى أصحاب القلم والفكر الدفاع عنهم بكل ما أوتوا ، والله سائلنا ، والتاريخ يحاسبنا.
وإن الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين ليدعوكم للتدخل العاجل للمساهمة في حل هذه الأزمة، وإلى المبادرة لفك الحصار عن المخيم، حتى تصل إليه المواد الغذائية، والأدوية الضرورية، لإنقاذ المحاصرين فيه، لأن ما يحدث في المخيم جريمة كبرى بحق الانسانية. وكلنا أمل أن تقوموا بدوركم المأمول منكم، وتؤازرون المظلومين والمضطهدين.
أ.د.علي محيي الدين القره داغي
الأمين العام