القره داغي يدعو  لتشكيل حكومة تمثل كل الشعب القرقيزي
رئيسة قرقيزيا تستقبل وفد اتحاد علماء المسلمين
   
2010-07-17
الدوحة – العرب 
استقبلت السيدة روزا إسحق أوتنبايرا رئيسة قرقيزيا المؤقتة وفداً يمثل الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الذي يزور قرقيزيا في محاولة لعقد صلح واتفاق على ترك وتجنب أية أحداث مثل التي مرت بها البلاد مؤخرا في الأسابيع الأخيرة، ودعا الوفد الذي وصل إلى قرقيزيا بدعوة من نائب رئيس الحكومة القرقيزيزية المؤقتة آمر بك إلى أن تكون الحكومة الجديدة التي يشغل تكوينها البلاد الآن حكومة لكل الأمة في قرقيزيا.. وقال رئيس الوفد الأمين العام للاتحاد الشيخ علي القره داغي لرئيسة الحكومة المؤقتة: إن مسؤولية تلك الحكومة كبيرة؛ حيث يجب أن تمثل كل الشعب القرقيزي، لا طائفة محددة، كما أشار إلى وجوب القيام بعدد من الأعمال التي تمنحها مصداقية لدى الأطراف، كاشفا عن توجه وفد علماء المسلمين إلى دعوة كل الأطراف بعد الاستماع إليهم إلى توقيع وثيقة صلح وفتوى شرعية بوجوب هذا الصلح، فيما يستثمر الاتحاد علاقاته مع المنظمات الخيرية والدولية لإعادة تعمير ما خلفته الأحداث التي مرت بها البلاد. كما طالب الحكومة عبر رئيسة البلاد المؤقتة إلى أهمية أن تنفتح على البلاد العربية والإسلامية. وقد أعرب عن شكره لهذه الثقة في الاتحاد وعلمائه، معربا عن استعداده للبقاء مع إخوانه بالبلاد إلى أن يتم الصلح الحقيقي المؤسس على شروط تضمن نجاحه، ويكون بثمرة وجهود الجميع.
وكانت زيارة أخرى للوفد للسيد آمر بك (بالعربية عمر باكييف) وكان نائب رئيس الحكومة المؤقتة إلا أنه استقال منذ يومين مع استقالة الحكومة وإجراء الانتخابات، وأصبح رئيسا لحزب جديد حيث دعا السيد عمر للتدخل إلى أن يقوم العلماء بدورهم، مثمنا تلك الخطوة من علماء الاتحاد، ومشيرا إلى أنه قرأ عن الاتحاد ومنهجه الوسطي الذي يمكن أن يحقق الاستقرار في البلاد. ومذكرا بأن تلك الزيارة في هذه الأيام الصعبة التي تمر بها البلاد تعد دليلا على الأخوة التي تجمع بيننا وبين العلماء. لكن عمر باكييف أشار إلى اهتمامه الذي يتعدى الجانب السياسي إلى أن يكون النظام الجديد يهتم بالجانب الروحي والأخلاقي، مشيرا إلى وجود مرجعيات إسلامية لديه تضمن له السير في الاتجاه الصحيح في هذا التحول الروحي والأخلاقي.
وكان رد القره داغي في هذه القضية تأكيده على أن الجانب الاقتصادي لا ينجح إلا بالجانب الأخلاقي أيضا، وهو ما أكدته الأزمة الاقتصادية العالمية الأخيرة، كما أشار القره داغي إلى وضع الاتحاد لميثاق سوف يترجم قريبا للغات العالمية، وهو ميثاق مقبول إن شاء الله من الأمة الإسلامية، وهو برنامج عمل للفكر المعتدل.. لكن فضيلته أشار إلى أهمية إلا يحاب أي تطرف فكري بالعنف، وقال إن الفكر يعالج بالفكر وليس بالعنف.
فيما أشارت روزا التي كانت تشكل المعارضة حيث اضطر الرئيس السابق لمغادرة البلاد في أبريل الماضي إلى أهمية التحول الذي تشهده البلاد الآن من جمهورية رئاسية إلى جمهورية برلمانية. ملمحة إلى فرار الرئيس السابق بأموال من البلاد له ولأسرته وترك الشعب فقيرا.. وذكرت أن الأحداث الأخيرة بين طرفي الأمة تركت آثارها من خلال أزمة اقتصادية شديدة تمر بها البلاد، مذكرة بأن الأوزبك مليون ومائتا ألف من أصل خمسة ملايين، وهم يمثلون 13 % من السكان، رافضة أية فكرة لاستقلالهم عن البلاد، وقالت روزا في استقبالها لوفد علماء المسلمين: إنها تهتم ببرامج مميزة وتعاون مع علماء بارزين في البلاد، متحسرة على الوضع الحالي في ظل الأزمة الاقتصادية في دخول الشتاء. وداعية وفد العلماء لبدء خطواتهم للإصلاح بين الشقيقين، وقالت إنه رغم هدوء الحال نسبيا ووصول مساعدات من الأمم المتحدة إلا أن الأحداث صعبة، ويجب أن تتوافر الثقة بين الطرفين وهو ما نعول عليه من خلال جهود علماء المسلمين، داعية إلى تجنب تكرار مثل هذه الأحداث، وقد حدث مثلها منذ أكثر من عشرين سنة قبل استقلال البلاد عن الاتحاد السوفييتي. وقال وزير الخارجية القرغيزي الذي كان أول مستقبلي الوفد يوم وصولهم البلاد: إن هناك قوة شريرة تعمل عمل الشياطين لتفرق بين أبناء الشعب الواحد وأبناء الدين الواحد، واعتبر هذا اللقاء مع وفد اتحاد العلماء شرفا خاصا به، كما ذكر بأن إصلاح ذات البين على أيدي العلماء أمر ممكن إن شاء الله متمنيا للوفد كل النجاح في مهمتهم هذا وقد عقد وفد العلماء مؤتمرا صحافيا في مقر وكالة أنباء قرقيزيا (خبر) شارك فيه من الجانب القرقيزي ممثل لجنة الأديان بالبرلمان السيد عبد الرحمن وحضره ممثلون للصحف والقنوات التلفزيونية المحلية والعالمية. وتكون الوفد الذي ترأسه الشيخ د. علي القره داغي من تسعة علماء من مختلف أنحاء العالم الإسلامي من أعضاء الاتحاد، وهم من قطر الشيخ مصطفى الصيرفي وطلعت عفيفي الأستاذ بالأزهر الشريف وطلعت أرسلان من تركيا، والشيخ محمد موسى شريف من السعودية، والشيخ محمد ياسر المسدي من سوريا، وكل من سلمان حمزة نوربييف، ود. لؤي يوسف ومحمد عثمان الباغاتشييف من روسيا