استقبل فضيلة الأستاذ الدكتور علي محيي الدين القره داغي الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين وفدا من جامعة فطاني ، وذلك بمقر الاتحاد بالدوحة، وترأس الوفد الأستاذ الدكتور زكريا هاما نائب رئيس الجامعة للشؤون العلمية والبحث العلمي ومدير مركز الوسطية والدراسات الاستراتيجية ، وبحث الوفد مع فضيلة الأمين العام سبل التعاون المشترك بين الجامعة والاتحاد في شؤون البحث العلمي والفكر الوسطي، كما تطرق إلى مناقشة القضايا الفكرية الاقتصادية المعاصرة مثل قضية التسوق الشبكي والبتكوين وهي العملة الإلكترونية التي تنتشر هذه الأيام وقد ذكر فضيلة الشيخ د. القره داغي رؤيته لهذا الأمر وهي تأكيده على ما أفتى به كثير من الفقهاء المعاصرين – بحرمة هذه المعاملات القائمة على فكرة التسوق الشبكي ، لبنائها على الغرر والغش والخداع، ولعدم اشتمالها على نفع يعود على المجتمع ، حيث إن المنتجات المعروضة لا يقصد تسويقها لذاتها ، ولكنها موجودة كنوع من الإغراء، ناهيك عن أن معاملات هذه الشركات لا تتفق مع مقاصد الشريعة الإسلامية.. ومع ذلك أشار فضيلته إلى أنه فيما يتعلق بمسألة البتكوين فإنه مازال ينظر في المسألة وفي منتجاتها قال: ولم أصل إلى رأي مفصل ومؤصل ، وذلك لأن الفتوى بالحل أو الحرمة في غاية من الخطورة إذا لم يكن لدى المفتي المعلومات الكافية الدقيقة والعلم بالمسألة المطروحة عليه..هذا وقد قدّم وفد جامعة فطاني درعا تكريميا لفضيلة الأمين العام للاتحاد والتقطوا صورا تذكارية.
يذكر أن مملكة فطاني مملكة سابقة في أقصى جنوب تايلاند على الحدود الماليزية.. ويرجع أصل سكانها للمجموعة الملايوية المسلمة، ويتكلمون اللغة الملايوية ويكتبونها حتى الآن بأحرف عربية بسبب أصولهم العربية منذ نشأة مملكة فطاني الإسلامية في القرن الثامن الهجري.. وأكثر أهل فطاني متدينون بدين الإسلام، فثمانون بالمائة من عدد السكان مسلمون، وهناك عدد كبير من المسلمين يتوزعون في تايلاند، ويعود أصلهم إلى الأسرى الفطانيين الذين حملتهم الجيوش التايلاندية معها عندما كانت تجتاح فطاني.. وقد دخل الإسلام مبكراً عن طريق التجار الذين أتوا من الجزيرة العربية إلى جنوب الهند ثم إلى جزيرة ملايو، وانتشر الإسلام فيها في القرن الخامس الهجري، حتى صارت الأمور تحت ظل المسلمين، وفي القرن الخامس عشر الميلادي أسست دولة إسلامية مستقلة في فطاني، وهم أساس مسلمي فطاني ويتمسكون بالعادات والتقاليد الإسلامية.