شارك فضيلة الشيخ الدكتور علي محيي الدين القره داغي الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين وخبير الصيرفة الإسلامية ورئيس وعضو هيئات الرقابة الشرعية بمؤسسات مالية ومصارف إسلامية في المؤتمر العالمي للشراكة والمسؤولية المجتمعية للمؤسسات المالية والمصارف الإسلامية  والذي تم انعقاده في العاصمة القطرية الدوحة وذلك برعاية كريمة من سعادة الشيخ عبدالله بن سعود آل ثاني محافظ مصرف قطر المركزي  حيث قدم فضيلته بحثاً مفصلا ومحوريا عن الموضوع بعنوان التأمين التكافلي ودوره في المسؤولية المجتمعية

وعرف فضيلته المسؤولية المجتمعية بأنها عبارة عن التزام أخلاقي للمؤسسات نحو المجتمع أمام تأثيراتها عليه بصورة خاصة بما يساعد على حماية المجتمع وتنميته وتحقيق التوازن بين مقتضيات البيئة وغيرها من الاقتصاد ونحوه للوصول إلى التنمية المستدامة

وهي تنحصر في ثلاثة أنواع المسؤولية المجتمعية التي تظهر آثارها من خلال  الأعمال الذاتية للشركة أو المؤسسة وتشمل توظيف العمال والقائمين على العمل وغيرهم بالإضافة إلى الالتزام القانوني والالتزام المجتمعي والالتزام بالعقود والاتفاقيات مع الجهات الأخرى، النوع الثاني  المسؤولية المجتمعية من خلال التزام الشركة أو المؤسسة بالتبرع أو المساهمة لتنمية المجتمع سواء كان للأفراد المحتاجين أو للمشاريع المجتمعية والعناية بالتعليم والاهتمام بالطلاب الموهوبين وغير ذلك من المشاريع، ثانيا المسؤولية المجتمعية للقضاء على الفقر والبطالة والمشاكل الاجتماعية المختلفة والتخفيف منها ، النوع الثالث معالجة الآثار الناجمة فكل مؤسسة قد يترتب على عملها بعض الآثار السلبية حيث تأتى قضية الحقوق المتقابلة فلا يجوز للشركات أن تهمل هذا الجانب وهذا هو الجانب المجتمعي والاجتماعي.

 

كما أشار فضيلته ألي أن التأمين التكافلي  قائم على فكرة المسؤولية المجتمعية لأن التأمين التكافلي يقوم على صندوق يتبرع من خلال المشتركون لخدمة وإثراء المجتمع.

وقال فضيلته أن الإسلام هو دين البناء على أساس العقيدة والأخلاق ويجب على الإنسان المسلم أن ينظر إلى ما عليه من واجبات قبل أن يطالب بما له من حقوق كما أكد على أن عمران الكون واجب على الجميع قال تعالى (هُوَ أَنشَأَكُم مِّنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا) }هو د: 61{   أي طلب منكم التعمير المادي والمعنوي، وأشار فضيلته إلى أن الإسلام ينطلق بصورة مختصرة من رسالته الرحمة للعالمين ، ولكن هذه الرسالة تبدأ بالتدرج أولا المسؤولية الفردية ثم مسؤولية الأسرة ثم العشيرة والقبيلة وعند الإمام أبي حنيفة الذى طور فكرة العاقلة إلى المجتمع الحضاري حيث أكد على أنه يجب أن  يتجه المجتمع الإسلامي من المجتمع البدوي إلى المجتمع الحضاري ومن القبيلة إلى المؤسسات ثم ينتقل المجتمع الإسلامي إلى المجتمع الإنساني باعتبار أن الأرض خلقها الله سبحانه وتعالى للبشرية جمعاء وليست الأرض للمسلمين فقط قال تعالى (وَالْأَرْضَ وَضَعَهَا لِلْأَنَامِ ) }الرحمن : 10{ أي خلقها لجميع المخلوقات

وأضاف فضيلته  إلى أن كل إنسان له حق على الأخر في الحفاظ على حياته وحريته وكرامته  هذه الفلسفة هي التي ينطلق منها الإسلام من الفرد إلى الجماعة إلى المجتمع الإسلامي إلى المجتمع الإنساني وبالتالي لا يشعر المسلم الحقيقي بسعادته إذا كان جزء من الإنسانية يعاني من الفقر أو من الجوع فالسعادة للجميع وكذلك الإحساس بالألم من الجميع.

واختتم  فضيلته بتقديم بعض المقترحات منها تأسيس إدارة مختصة للمسؤولية المجتمعية، وإنشاء صندوق مشترك للقيام بمتطلبات المسؤولية المجتمعية على مستوى الدولة، وتخصيص جوائز وأوسمة ذهبية للأشخاص الذين لهم دور كبير في المسؤولية المجتمعية ، وإحياء ثقافة المسؤولية المجتمعية من خلال مراحل التعليم المختلفة.