جريدة الشرق- الدوحة

دعا فضيلة الشيخ د. علي محيي الدين القره داغي الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، الأمة الإسلامية إلى التعلق بالله تعالى وبما عنده..  وقال إنه لا يجوز التساهل في نقل الأخبار والأحكام والقصص التي لم تثبت بنص صريح صحيح من كتاب الله تعالى وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم فيما يتعلق بذلك، ولا يجوز نشرها في وسائل التواصل الاجتماعية ولا تداولها ولا تكرارها، ومن فعل ذلك أثم إثماً عظيماً.

وذكر في خطبة الجمعة اليوم بجامع السيدة عائشة رضي الله عنها بفريق كليب، لنعمل في الدنيا وفق إرادة الله تعالى، ولتكن تصرفاتنا مرضية له حتى نسلم في سفرنا إلى الآخرة.

وأوضح أن الإيمان باليوم الآخر يجعل الدنيا في نظر المؤمن كجناح بعوضة، لا قيمة لها، لأنه يؤمن أنه مهما طال عمره، ومهما عاش في هذه الدنيا فإنه مفارقها ومدركه الموت، إنه لا يخرج من الدنيا وسعتها إلا بشيء يسير من الحنوط والكفن.

ودعا ليكون الإيمان مؤثراً في قلوبنا وجوارحنا، وليكن شعارنا {إنما المؤمنون إخوة} حتى لا يقف أحدنا يوم القيامة موقف المفلس، إذ يأتي بكثير صلاة وصيام والصالحات، ويأتي وقد شتم هذا وضرب هذا وسفك دم هذا، فيُعطى الكل من حسناته، وخيراته، وكأنه يعطيها لمن عاداه في الدنيا وآذاه.

وحث على أن يكون الإيمان بالله واليوم الآخر دافعاً نحو الإحساس بمآسي إخواننا الذين تربطنا بهم روابط الدين، ولنقدم لهم ما تجود به أنفسنا طيبة، ولنؤثرهم على أنفسنا في جزء مما عندنا؛ حتى تدوم الألفة والأخوة الإيمانية نابضة في مجتمعاتنا الإسلامية.

 

تركيز على المسؤولية

وقال إن تشريعات الإسلام تركز على مسؤولية الإنسان وعلى متابعته ومراقبته في الدنيا والآخرة، حتى يكون صالحاً بكل ما تحمل الكلمة من معنى الصلاح، صالحاً في نفسه، وصالحاً في مجتمعه وصالحاً لتعمير الكون والاستخلاف في الأرض للأخوة الإيمانية، صالحاً للأخوة الإنسانية، قائماً بالقسط والعدل وقال إن هذا جزء من العقائد العظيمة التي جاء بها الإسلام.

 

معنى الإيمان بالآخرة

وقال إن الإيمان باليوم الآخر يركز على مسؤولية الإنسان مسؤولية تامة عن تصرفاته القولية والفعلية والعملية، وأنها لا تنتهي في الدنيا وإنما تتصل باليوم الآخر من حيث الجزاء الأوفى والثواب.

وأضاف "إن الإيمان باليوم الآخر يشمل الإيمان بالبعث والنشور، والإحياء وأن الله تعالى يحيي الكائنات كلها، وأنه يحيي الإنسان بعد موته، وأن يحشرهم إليه جميعاً، ويشفع الرسول صلى الله عليه وسلم شفاعته العظمى، ثم توضع موازين القسط والعدالة، فلا تظلم نفس شيئاً، وإن كان مثقال حبة من خردل، ثم يقسم الناس إلى فريقين؛ فريق في الجنة، وفريق في السعير، وغير ذلك مما هو في عالم الغيب.

ونبه د. القره داغي إلى أنه لا يجوز أن ينسب إلى عالم الغيب ما لم يثبت بدليل شرعي ثابت صحيح، حتى لا يجوز الاعتماد على الأحاديث الضعيفة في التحدث عما هو غيب وما يكون في الجنة من نعيم وما يكون في النار من جحيم، وليس للعقل سبيل إلى اكتشاف ذلك، بل العقل حجة في إثبات ذلك اليوم ودالٌّ عليه.