الدوحة – الوطن
اكتظت الجوامع بالمصلين في صلاة الجمعة الاخيرة من رمضان، ودعا الخطباء المصلين الى الاجتهاد في هذه الايام الفاضلة، واستغلال ما بقي من الشهر الفضيل في عمل الخيرات، كما دعوهم الى صلة الارحام ومساعدة المحتاجين.
وفي مكة المكرمة أوضحت تقارير صحفية أن عدد المعتمرين الذين وصلوا عبر جميع منافذ المملكة خلال رمضان بلغوا أكثر من 3 ملايين و800 ألف معتمر.
وفي القدس أدى أمس نحو 200 الف شخص صلاة الجمعة الاخيرة في شهر رمضان في باحة المسجد الاقصى كما صرح مدير اوقاف القدس الشيخ عزام الخطيب لوكالة فرانس برس.
وفي الدوحة دعا خطباء الجمعة المسلمين الى الاكثار من الطاعات وقال الدكتور علي القره داغي في خطبة الجمعة بمسجد السيدة عائشة بفريج كليب إن المنهجية القرآنية التي ترشدنا الى أن كل شيء بمقداره وكل عمل له وزنه وأن من يسبق وأن من يجتهد ويعمل ويسهر الليالي في خدمة الاسلام والمسلمين يختلف درجة عند الله سبحانه وتعالى جزاء وجنة ومقاما عن هؤلاء الذين تقل درجاتهم ولهذا ونحن في هذه العشر الأواخر في هذا الشهر الكريم علينا ألا نرضى الا بالفردوس الاعلى يقول الرسول صلى الله عليه وسلم «فإذا سألتم الله الجنة فاسألوه الفردوس الأعلى» ولكن أيها الاخوة المؤمنون كما تعلمون هذا الطلب وهذه الدعوة لها استحقاقات ومتطلبات وأعمال إذ تحتاج الى برنامج وهذا البرنامج يشمل كل مناحي الفرد والجماعة فانت تتحرك في اطار هذا المنهج للوصول الى الفوز بالفردوس الاعلى وذلك حسب ما رسمه الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز وهي قمة الخشوع في الصلاة وهذه المرحلة من الخشوع ايها الاخوة ليست صعبة كما يتوهم البعض ولكنها تحتاج الى المصابرة كما يقول عليه الصلاة والسلام « من يصبر صبره الله»
وتابع: كثير منا يشكون من قلة الخشوع في الصلاة والسبب أننا لا نعيش في الصلاة ولا نسعى الى الوصول الى مرحلة الخشوع، إذ كيف نصل الى الخشوع في الصلاة؟ يجب أن تجزم وتتعهد مع نفسك في كل صلاة على أن لا تنشغل بأي شيء وأنت في الصلاة وأن تتمعن وأنت تقرأ القرآن في معاني الآيات التي تقرأها وأن تستحضر أنك أمام الله سبحانه وتعالى وأنك في مقام الممتحن فانظر وأنت في قاعة الامتحان كيف تتفرغ تماما الى الاجابة عن أسئلة الامتحان في حالة خشوع تام الى نهاية الوقت المخصص.
قال: هذا في مجال العبادات أما في مجال العمل والمعاملات فأنت رجل جاد في عملك جاد في قولك لا تعرف الانشغال باللغو والاشياء الزائدة والاشياء التي لا فائدة منها ناهيك عن الأشياء المحرمة يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم « من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت» و(الذين هم عن اللغو معرضون) اعراضا كاملا ولم يقل سبحانه الذين لا يتكلمون اللغو.. لا هذه صفة أقل فالاعراض أقوى وأحوط فهم أبعد من يكونوا من الذين لا يقولون اللغو اذ هم أبعد من أن يقعوا فيه و(إذا مروا باللغو مروا كراما) أي حتى إذا صادف ومروا بمن يقولون أو يفعلون اللغو مروا كراما.
ثم بعد ذلك ينتقل الى العطاء والعطاء عند هؤلاء منهج فهم يعملون ويجمعون المال ليس لاسعاد أنفسهم فقط بل لاسعاد الآخرين أيضا (والذين هم للزكاة فاعلون) فاعلون أي يشتغلون فهم يجمعون الاموال والزكوات للفقراء والمحتاجين وحتى اذا لم يكن لهم أموال فهم يحرصون على جمع الزكوات من اصحابها ويوزعونها على مستحقيها.
قال : ولعلنا اليوم أيها الاخوة الاحبة نحس بقيمة جمع الأموال عندما نرى اخواننا الفقراء والمحتاجين والمشردين في كل مكان وخاصة في باكستان هذه الأيام حيث شرد 20 مليون مواطن وما زالت الفيضانات تتسبب يوميا في مزيد من المشردين.