الدوحة
في 2 رجب 1432ه

الموافق:
4 يونيو 2011م

الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين يبدي قلقه الشديد من التطورات
الخطيرة باليمن ويحذر من الانجرار إلى الحرب ويدعو الدول الخليجية والعربية
والاسلامية للقيام بواجبها نحو الشعب اليمني

الحمد لله
ربِّ العالمين، والعاقبة للمتقين، ولا عدوان إلا على الظالمين، والصلاة والسلام
على المبعوث رحمة للعالمين، وعلى آله وصحبه أجمعين.

(وبعد)

يواصل الاتحاد العالمي لعلماء
المسلمين متابعة أوضاع الثورة اليمنية السلمية الشعبية الشبابية التي مر اليوم على
انطلاقتها أكثر من 3 أشهر وهي تطالب تغيير النظام من خلال التظاهر السلمي الذي عم
أغلب المدن والقرى اليمنية، ولقد بينا في بياناتنا السابقة مساندتنا ووقوفنا الكامل
مع هذه الثورة الشعبية التي ضربت المثال في حرصها على سلميتها بالرغم من كل
المحاولات الاستفزازية التي تعرضت لها من قبل أعوان النظام الحاكم، من بطش وقتل في
الساحات العامة حتى بلغ عدد الشهداء إلى اليوم ما يفوق مئات الشهداء وآلاف من
الجرحى.

إلا أنه، وبعد أن رفض الرئيس علي عبد
الله صالح التوقيع على المبادرة الخليجية متراجعا عن موافقة قد أبداها، أعلن هذا
الأخير في خطاب رسمي تهديدا واضحا بإدخال البلاد في حرب أهلية إذا لم تتوقف هذه
المسيرات والاعتصامات السلمية، محملا المسؤولية لأطراف المعارضة، وبما أنه كان
يهدد بهذا الأمر منذ انطلاق هذه الثورة، إلا أن خطابه هذه المرة كان بالفعل إشارة
انطلاق لهذه الحرب التي يريدها أن تدخل اليمن في حرب، ليبين للغرب وغيرهم بأنه لا
استقرار في اليمن إلا بوجوده هو على رأس السلطة.

وبالفعل، فقد كان له ما أراد، فأطلق
شرارة هذه الحرب منذ يوم الأحد الماضي بقصفه لبيت أهم شخصية قبلية في اليمن وهو
الشيخ صادق الأحمر شيخ مشايخ قبائل حاشد كبرى قبائل اليمن، مما اضطر هذا الأخير إلى
الدفاع عن نفسه والرد على هذا العدوان من قبل حرسه وأفراد قبيلته الذين هبوا لنجدة
شيخهم، وفي اليوم التالي أعلنت مجموعة مسلحة عن سيطرتها شبه الكاملة على مدينة
زنجبار، وانسحاب الجيش اليمني منها، ثم وفي أخطر عملية أقدمت قوات الحرس الجمهوري
التابعة للرئيس بالزحف على ساحة الحرية بمدينة تعز وقتلت ما يفوق 50 شهيدا من
الشباب المعتصمين، وأحرقت البعض منهم وهم داخل خيامهم في مشهد أليم لم تشهد اليمن
بل العالم مثيلا له.

وأمام هذه التطورات الخطيرة جدا، فإن
الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين يرى ما يلي:

1-  يحمل المسؤولية الكاملة لما آلت إليه
الأوضاع في اليمن على الرئيس علي عبد الله صالح ومعاونيه وذلك من خلال دفعهم
البلاد بالقوة إلى الاقتتال حتى تنحرف هذه الثورة السلمية عن مسارها الذي اختارته،
ويظهروا للعالم بأن لا استقرار في البلاد بدون وجود الرئيس على سدة الحكم، وهذا
أمر خطير، نسأل الله تعالى ألا تصير الأمور إلى ما يريدون ويخططون.

2-  أن رد الفعل على المحاولة السابقة من
قبل أتباع الشيخ الأحمر يدخل في إطار الدفاع عن النفس المشروع شرعيا وقانونيا،
ولذلك نناشد الشيخ وأتباعه أن يكون الرد في الدفاع عن النفس فقط.

3-  يدعو الاتحاد الشعب اليمني المتمثل بالشباب
الثائرين وزعماء القبائل إلى مواصلة ثورتهم السلمية وضبط أنفسهم إلى أقصى حد، حتى
يفشلوا هذا المخطط الخطير الذي يريده الطرف الآخر، ويجنبوا بلادهم حمام دماء قد لا
تستطيع الخروج منه لا قدر الله إلا بعد وقت قد يطول، وليكن شأنهم معه كشأن ابني
آدم، قال تعالى: {لان بسطت الى يدك لتقتلني ما أنا بباسط يدي اليك لاقتلك اني
أخاف الله رب العالمين
} [المائدة:28]، وفي أقصى الحالات إذا الضرورة فلتكن ردة
فعلهم دفاعية ومحدودة في المكان والزمان وعدم الدخول في حرب شاملة.

 

4-  يدعو الاتحاد من بقي من الجيش اليمني،
والشرطة والأمن الانضمام إلى ثورة الشعب، ومنع الظالم من تنفيذ مخططه الخطير، “فلا
طاعة لمخلوق في معصية الخالق” حيث فقد الرئيس غطاءه الشعبي والشرعي.

5-  يدعو الاتحاد دول مجلس التعاون
الخليجي إلى عدم الاكتفاء بتجميد مبادرتهم والتراجع عنها، بل بالانحي