استنكر فضيلة الشيخ د. علي محيي الدين القرة داغي الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين جرائم النظام السوري البشعة ضد الإنسانية التي يندى لها جبين الإنسانية.

وقال فضيلته حينما يرى الإنسان بعض هذه الصور يهتز قلبه وتهتز مشاعره وتلين جلوده، ويتساءل: كيف لهذا النظام الإجرامي أن يفعل هكذا بهؤلاء الأطفال والنساء ما لم يشهد العالم مثله إلا قليلا، هذا النظام الجائر، الحاقد الذي يريد أن يبقى بأي ثمن كان، حتى لو كان الثمن كل الشعب، ولو كان الثمن قتل الشعب، قتل الأطفال والنساء، ويستعمل هذا النظام الإجرامي كل الأسلحة الفتاكة التي يأخذها من روسيا، التي كانت أيضا تفتك بالبلاد والعباد، وتغيرت الصفة الرسمية ولكن الطبيعة والمعالم لم تتغير، ورغم مناشدة الجميع والعالم كله ضد هذا العمل وإن لم يكن حقيقيا فظاهرياً، وإلا لو قف العالم الغربي والأمريكي وقفة حقيقية لما حدث ما حدث، ولكنهم يتظاهرون ونحن نرضى مع الأسف الشديد بهذا التظاهر، ولو حدث عُشر ما حدث في سوريا في بلد مسيحي أو يهودي لقام العالم كله أجمع ولعارضوا هذا النظام الذي فعل ما فعل، وانظر ماذا فعلوا بالسودان لأنهم لم يرضوا بذلك وكيف صدر القرارات بجعل رئيس السودان مجرم حرب مع أنه لم يحدث في السودان – رغم حدوث أشياء كبيرة لا ننكرها – ما حدث في سوريا، ولم يصدر حتى الآن أي قرار بجعل الرئيس السوري من مجرمي الحرب.

وأكد في خطبة الجمعة أمس بجامع عائشة رضي الله عنها ان القضية مؤامرة دولية من جانب، ولكن نحن المسلمين ولا سيما منطمة التعاون الاسلامي وجامعة الدول العربية تتحملان مسؤولية كبيرة امام الله سبحانه وتعالى لأنهما لم تتحركا التحرك المطلوب ولم تقوما بتفعيل القضية، كما ان المسلمين جميعا حكاما ومحكومين يتحملون جزءا كبيرا من هذه المأساة الخطيرة التي تقع في ارض الشام، الارض المباركة. ولذلك املنا بالله – كما هم يقولون ليس لنا إلا الله- ونحن معهم بالدعاء والتضرع إلى الله سبحانه وتعالى.

قلق مما بمصر

وذكر فضيلته أن ما يحدث في مصر، أمر مقلق جدا، وأننا نخاف ومع خوفنا نتضرع الى الله سبحانه وتعالى أن يحمي مصر مما يراد لها من فوضى خلاقة، ومن إعادة مأساة الجزائر الى مصر.

السفر والسياحة

وتطرق إلى الموضوع الثاني التي يقف فيه أولياء الأمور عندما تأتي فترة العطلة وهو موضع السفر والسياحة، قال: لا شك أن الاصل في السفر والسياحة الإباحة ولكن ترد عليهما الأحكام الخمسة التكليفية فقد يكون السفر واجبا أو حراما أو مندوبا ومسنونة وقد يكون مجرد اباحة وقد يكون السفر مكروها.

ويكون السفر مباحا اذا كان لمجرد الترفيه، فلا مانع من ذلك فهذا أمر مطلوب في الاسلام أن يرتاح الإنسان، لأن القلوب اذا كلت عميت، لذلك يحتاج الإنسان إلى شيء من الراحة والاستجام.

واعتبر السفر محرم اذا خفنا خوفا حقيقيا من وقوع أولادنا في المعاصي أو الفواحش، فحينئد يجب علينا من باب سد الذرائع ان نمتنع من هذا السفر وبفضل الله سبحانه وتعالى أن هناك أماكن للسفر تستطيع الإنسان أن يتفسح فيها دون أن يقع في منكر، واليوم هناك اماكن جيدة في ماليزيا وفي تونس اليوم فقد خصصوا أماكن لا بأس بها للسائح الذي يريد أن يحافظ على نفسه وعلى عرضه، وستأتي الأيام بمزيد من هذه المشروعات، ونحن طلبنا دائما من دولتنا الفتية ومن دولنا الخليجية أن تولي هذه العناية للسياحة الداخلية المشروعة، فلدينا أماكن جميلة جدا في السعودية وعمان وغيرها.. وكذلك لو استطاع الإنسان أن يسافر إلى بلاد أخرى ولكنه يضبط أولاده ويضبط أهله وهو يكون معهم فلا مانع من ذلك أيضا ولكن بهذا الشرط الأساسي أن لا يترتب على هذه السياحة فساد وإفساد لأنفسنا أو لأولادنا.