أكد د.علي محيي الدين القره داغي الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، على أن الأخوة العربية الإسلامية ليست مجرد كلمة، متمنيا أن تكون حقيقة واقعة ملموسة تتجسد على أرض الواقع.
وتمنى أن يوفق الله الحكام الذين سيجتمعون في القمة العربية في الدوحة ، ودعاهم للوقوف مع المظلومين والثورات العادلة.
وأعرب عن أمله في أن يكون المؤتمر بادرة خير يترتب عليه تكوين قوة لحماية المناطق المحررة في سوريا حتى يعيش فيها اللاجئون بسلام، ودعاهم لإيقاف نزيف الدماء الذي يعاني منه الأشقاء السوريون.
وأكد الشيخ القره داغي في تصريح خاص لـ «العرب» على أنه لا يجوز لنا أن ننسى ما يحدث في سوريا، حيث يزداد القتل للشعب والتدمير والتشريد والاغتصاب في جرائم يندى لها جبين الإنسانية، وأبدى أسفه واستنكاره لما يحدث في بلاد الشام من أجل حاكم واحد أخذ الحكم من دون سبب مشروع، وغيّر الدستور خلال خمس عشرة دقيقة ليصبح حاكما، وتساءل مستنكرا: إلى متى تصبر الدول العربية والإسلامية؟ وإلى متى تعلق آمالهم على الأمم المتحدة والغرب، وهم لا يريدون أن ينتصر الثوار؟
كما أعرب د.علي محيي الدين القره داغي الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، عن تقديره للقيادة القطرية الحكيمة على استضافة القمة، واعتبرها دليلا على أن صاحب السمو يقوم بواجبه نحو إخوانه في السراء والضراء.
وذكر أن مواقف حضرة صاحب السمو تعضد الجسد الإسلامي والعربي.
وأكد د. القره داغي أن الأشقاء في سوريا يحتاجون مزيدا من الاهتمام والمساعدة من القادة العرب، وتمنى أن يحذو حكام العرب والمسلمين حذو سمو الأمير في مساعدة أهلنا في سوريا.
وأشار إلى أن إخواننا في سوريا ضحوا بأنفسهم وأموالهم وأولادهم من أجل وطنهم، وهم في أمس الحاجة لمن يقف بجوارهم.
واعتبر مساعدتهم جزءا من الواجبات الإسلامية والإنسانية والقومية، عملا بقول النبي صلى الله عليه وسلم: (المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا)، وبقوله صلى الله عليه وسلم: (مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى).
وأشار د. القره داغي إلى أن الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين سبق أن أصدر عدة بيانات تدعو لوجوب مساعدة إخواننا المظلومين المضطهدين الجائعين العراة داخل سوريا وخارجها.
ولفت إلى أن كثيرا من الأشقاء السوريين ماتوا من البرد الشديد هذا العام؛ لذا طالب اتحاد العلماء جموع الحكام والمحكومين أن يقوموا بواجبهم.
وعن الواقع الصعب الذي يواجهه الأشقاء في سوريا قال: زرت الحدود السورية العراقية ورأيت بنفسي هؤلاء الفارين من بطش النظام السوري، بعد أن هدم بيوتهم ودمر قراهم، ففروا خائفين دون أن يحملوا شيئا من أموالهم، وتركوا ممتلكاتهم.
ولفت د. القره داغي إلى أن الشعب السوري يتميز بالكرم والأصل والجود مع ضيوفهم، ولكن الظروف اضطرتهم للحاجة لكسرة خبز، وغطاء من البرد القارس وفرش يجلس عليه.
ودعا المسلمين والعرب لأن يبادروا بمساعدة إخوانهم السوريين عملا بحق الأخوة العربية والإسلامية.
وختم د.القره داغي تصريحه لـ «العرب» بالتأكيد على أن مساعدة الأشقاء السوريين فريضة شرعية وضرورة دنيوية ومصلحية.