بسم الله الرحمن الرحيم

الدوحة في 1 شوال 1436 هـ
الموافق 17 يوليو 2015م

رسالة الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين إلى الأمة الإسلامية في عيد الفطر المبارك 1436هـ

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه

وبعد
 
فتعيش أمتنا الاسلامية دون غيرها من الأمم عيد الفطر المبارك في الأول من شوال من كل عام وبهذه المناسبة السعيدة يتقدم الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الى جميع المسلمين حكاما ومحكومين بأحر التهاني وأجمل التبريكات والدعاء الخالص بأن يتقبل الله من الجميع الصيام والقيام وصالح الأعمال ونسأله سبحانه وتعالى أن يعيد هذه المناسبة السعيدة على أمتنا بالخير والوحدة والتقدم والازدهار.
ومما لا يخفى على أحد أن أمتنا تعيش هذه المناسبات وهي تعاني من العديد من الامراض والآلام ممثلة في تفشي الفقر والحرمان والتخلف الاقتصادي والسياسي والاجتماعي، والحروب والمشاكل الداخلية والظلم والاستبداد.
 
وأمام هذه الاوضاع التي تعيشها أمتنا الاسلامية وبمناسبة هذا العيد فإن الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين يجدد تهنئته بالعيد ويرى ما يلي:

1-  أن فرحة العيد وان كانت مشروعة بل مطلوبة وذلك بابداء مظاهر الفرح والسرور والبهجة لدى الاسرة والابناء فإنه مطلوب منا أيضا ونحن أمة تعيش أوضاعا كما تم وصفها أن لا نسرف في هذه المظاهر وأن يتذكر كل مسلم أوضاع اخوانه حتى نحقق معنى الاخوة ومعنى الجسد الواحد الذي جاء في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم “مثل المؤمنين في توادهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى”.
 
2-  تحقيق التكافل بين الأغنياء والفقراء في هذه الامة، ولذلك يدعو الى مزيد من الانفاق ودفع الصدقات والزكوات الى اخوانهم المنكوبين والمحتاجين في هذه الامة وما اكثرهم من فلسطين الى سوريا الى العراق واليمن وأفريقيا، والأقليات المسلمة المضطهدة في بورما وغيرهم. فكم من مسلم ومسلمة لا يجدون يوم العيد حتى المأكل والملبس فملايين كثيرة من المسلمين هم أفقر وأحوج من أن يجدوا سد الرمق في يوم العيد.
 
3-  مطالبة أولى امر المسلمين الى العمل على تنزيل طموحات وتطلعات هذه الشعوب الاسلامية في الوحدة ونبذ الفرقة والعمل على الرفع من شأن ومكانة المسلمين بين الأمم والشعوب بمقاومة الفقر والجوع والتخلف بشكل عام وذلك من خلال خطط تنموية نابعة من واقع ومعاناة الأمة كما يجب تشريك هذه الشعوب في صياغة مستقبل الأمة وذلك بتوفير الأطر الحقيقية في التعبير عن الرأي والمشاركة السياسية من أجل مزيد تحقيق الاستقرار السياسي والأمن الاجتماعي والرفاه الاقتصادي والوحدة والقوة والكرامة.
 
وفي الختام نسأل الله سبحانه أن يعيد هذا العيد السعيد على أمتنا الاسلامية وهي في حال غير هذا الحال وقد تحررت فلسطين والقدس الشريف وتوحدت الامة واستعادت هيبة المسلمين ومكانتهم في العالم انه سميع مجيب يقول تعلى ( إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ ) صدق الله العظيم
 
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
       الأمين العام                                                                          رئيس الاتحاد
أ.د علي محيي الدين القره داغي                                                 أ.د يوسف القرضاوي