فخامة الرئيس
تحية طيبة، وبعد؛؛
يرفع إليكم الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين أسمى عبارات التقدير والاحترام، ويتمنى أن تكونوا في خير ومزيد من التوفيق والسداد.
فإن ما يحدث في سورية هو بحق أكبر كارثة إنسانية في العالم، حيث إنه منذ بداية الأزمة إلى الآن، بلغ عدد القتلى أكثر من 220 ألف شخص، وأصيب أكثر من مليون إنسان، وترك أكثر من 12 مليون شخص منازلهم، بين نازح ولاجئ، وأنهم بحاجة إلى المساعدات الإنسانية، منهم 6 ملايين طفل.
ولا يخفى عليكم التدهور السريع والهائل للوضع في حلب، فقد قتل خلال هذا الأسبوع من 400 -500 شخص وأن المرافق الصحية المتبقية في شرق مدينة حلب على وشك أن تدمر بالكامل، ولحقت بأكثر من 300 الف شخص من بينهم آلاف الأطفال، معاناة إنسانية هائلة بسبب القصف العشوائي، وقد استخدام في القصف أسلحة حارقة، وقذائف متطورة، وبشكل ممنهج، في مناطق مكتظة بالسكان، مما يصنف بأنه انتهاك دولي للقانون الإنساني وجرائم حرب.
إذاً حلب اليوم منكوبة بكل المقاييس الإنسانية، وتعاني من شتى أنواع البؤس، وكل ذلك جرى ويجري تحت سمع وبصر العالم كله، ولم يتحرك المجتمع الدولي ومؤسساته، ولم يتخذ موقفا يتناسب مع حجم الكارثة التي حلت بهؤلاء المدنيين العزل.
يا أصحاب الجلالة والفخامة والسمو…
يا أصحاب الضمائر الإنسانية…
إن إخوانكم وأخواتكم في حلب سوريا يموت منهم يومياً عشرات بسبب القصف العشوائي، والحصار، وأن مأساة “حلب” وصمة عار في جبين كل من تسببت فيها.
فعلى أصحاب الجاه والحكم مسؤولية أكبر في إنقاذهم من الموت المحقق، كما أن على المؤسسات الإغاثية والإنسانية التبرع بسخاء، وعلى أصحاب القلم والفكر الدفاع عنهم بكل ما أوتوا، والله سائلنا، والتاريخ يحاسبنا.
وإن الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين ليدعوكم للتدخل العاجل للمساهمة في حل هذه الأزمة، وإلى المبادرة لفك الحصار عن المدينة ووقف القصف العشوائي، حتى نوفر الأمان للمدنيين وتصل إليهم المواد الغذائية، والأدوية الضرورية، لإنقاذ المحاصرين فيه، لأن ما يحدث اليوم في حلب جريمة كبرى بحق الإنسانية.
وكلنا أمل أن تقوموا بدوركم المأمول منكم، وتؤازرون المظلومين والمضطهدين، وتقومون بدور فعال بإنهاء هذه الأزمة التي طالت لأكثر من خمس سنوات.
الدوحة: 26 ذو الحجة 1437
الموافق: 28 سبتمبر 2016
أ.د.علي محيي الدين القره داغي
الأمين العام