الدوحة: 8 شوال 1432هـ                   

الموافق: 6/09/2011م

رسالة مفتوحة

من الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الى الشباب الاسلامي في الصومال

 يناشدهم الله والرحم، في الرحمة بالأطفال الرضع الذين يموتون، والشيوخ الركع الذين يتساقطون بسبب المجاعة بأن يتركوا المجال لإغاثة القرى المنكوبة ويطالبهم بالمصالحة فوراً.

والاتحاد مستعد فوراً لإرسال وفد من العلماء برئاسة أمينه العام لتحقيق هذه المصالحة.

يتابع الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين بمنتهى الأسى والألم كارثة المجاعة في الصومال الشقيق التي أودت بحياة عشرات الألاف، ومقتل ثلث الأطفال، وهجرة معظم أهل القرى الى المخيمات التي قد لايجدون فيها الغذاء والدواء.

والاتحاد إذ يعرب بقلوب دامية، وعيون دامعة عن إحساسه التام بهذه المجاعة في جسم أمته يعلق ما يأتي:

1-    يوجه الاتحاد رسالة مناشدة أخوية وإيمانية وإنسانية الى إخوانه الشباب الاسلامي في الصومال ويناشدهم الله تعالى في الرحم والرحمة بهؤلاء الأطفال الرضع الذين يموتون، والشيوخ الركع الذين يتساقطون، والنساء اللاتي يتضورون جوعا، فلا يجدن لقمة ولا شق تمرة لهن ولا لأطفالهن.

نطالبهم بأن يفسحوا المجال للمنظمات الخيرية والانسانية بدون استثناء للوصول الى هؤلاء الجوعى والمرضى في قراهم  لأن في ترك قراهم مشاكل أخرى ولاسيما بعد نزول الأمطار الموسمية حيث تترتب عليها أمراض خطيرة تقضي على الباقي – لا سمح الله –

وإذا لم يفعلوا ذلك فإنهم مع غيرهم من المقاتلين جماعة أو حكومة يتحملون المسؤولية الكاملة أمام الله تعالى، ثم أمام التاريخ عمّا يحدث للشعب الصومالي، فاتقوا الله تعالى فيهم، فقد قال الله تعالى (أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا)، ومن المتفق عليه عند أهل العلم أن المتسبب في القتل قاتل، ولا تخفى عقوبة القتل العمد “ومن يقتل مؤمنا متعمداً فجزاؤه جهنم خالداً فيها وغضب …”

والمسلمون حسب مقتضى العقيدة جسد واحد إذن فالمفروض كما يقول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم أنه ” إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى” متفق عليه

الله الله في شعبكم الصومالي المسلم، الله الله في هؤلاء الأطفال الذين أبكت أحوالهم كل إنسان فيه ذرة من الرحم، الله الله في هؤلاء الشيوخ المستضعفين الذين يموتون بالجوع، وهم في أمس الحاجة الى البر والاحسان والاكرام، الله الله في هؤلاء النساء اللاتي لا يجدن لأنفسهن ولا لأطفالهن الغذاء ولا الدواء ويموت أطفالهن بالجوع والمرض أمام أعينهن.

2-    يطالب الاتحاد الشباب الاسلامي في الصومال بقبول المصالحة فوراً، كما نطالب الحكومة بالاستجابة الفورية للمطالب المشروعة.

والاتحاد العالمي الذي أولى عنايته بالصلح منذ عدة سنوات، ويعمل لأجله مستعد، بل يتشرف بتشكيل وفد برئاسة أمينه العام فوراً للبدء بالمفاوضات في أي مكان يريدون للوصول الى ما يرضى الله تعالى ويحمي البقية الباقية من الشعب الصومالي.

فكل الأدلة الشرعية تدل على أن الأولوية يجب أن تكون لإنقاذ الشعب الصومالي المسلم من هذه الكارثة، فهذا هو الخليفة الراشد عمر بن الخطاب لا يطبق حد السرقة في عام المجاعة لعدم تحقق الأمن الغذائي،

فلتكن الأولوية القصوى لإنقاذ شعبكم المسلم، وسخروا كل شئ لأجله، فإنقاذ الشعب الصومالي من هذه الكارثة فريضة شرعية على الجميع، وضرورة إنسانية ووطنية وقومية.

وكلنا أمل ورجاء ومناشدة بالإستجابة لهذين الأمرين وفقكم الله تعالى وهدانا وإياكم الرشد “رَبَّنَا آتِنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا” آمين

والله المستعان

الأمين العام

ا.د. على محيي الدين القره داغي