الدوحة – الراية:

أكد فضيلة الشيخ الدكتور علي محيي الدين القره داغي الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين أن يوم عاشوراء يعيد الأمل بالنصر إلى نفوس المؤمنين، موضحا أن قصة يوم عاشوراء جزء من الحركة التاريخية تربط العبادات بمسيرة عظيمة قادتها الأنبياء والصالحون (إن هذه أمتكم أمة واحدة)، فأمتنا هي أمة الأنبياء والشهداء والصالحين وهي التي مهدت للإنسانية جمعاء طريق العلم والتقدم. وقال فضيلته في خطبة الجمعة أمس بجامع السيدة عائشة رضي الله عنها بفريق كليب: نصوم هذا اليوم شكرا لله لأن انتصار الأمم السابقة انتصار لنا فالأمم واحدة، مضيفا: ترون اليوم أن أعداء الإسلام في عالمنا الإسلامي والعالميون المتشدقون بالديمقراطية يلقون مع تيارات متناقضة ومضللة وضالة وصهاينة و يفرحون لإفشال أي مشروع إسلامي فكيف بنا ألا نفرح بأي نصر للإسلام والمسلمين في أي مكان وأن يبذلوا جهودهم لإبقاء هذه الجهود والمشاريع في خدمة الإنسانية؟

وأشار إلى أن أهم عنصر يركز عليه الاستعمار هو قضية اليأس بأن المسلمين لا يستطيعون أن يعودوا إلى قوتهم ولا ينتصرون ولا ينجح مشروع إسلامي، لافتا إلى أن الكل يعمل على إيصال المسلمين إلى اليأس.

وقال: انظر إلى اليهود كيف يقتلون المقدسيين والفلسطينيين بكل الوسائل.. ولكن مادامت شعلة الإيمان باقية في النفوس وهي الطاقة المتفجرة وطالما هذا الإيمان موجود فلا يأس مع الإيمان ولا يمكن أن يجتمعا، ومادامت قوة هذه الأمة في إيمانها وإسلامها ستحاول الحركات الهدامة وأعداء الإسلام القضاء على هذا الإيمان ولكنهم لا يستطيعون.

وأضاف: مادام هذا الايمان في نفوسنا فالأمل بنصر الله دائما في نفوسنا مهما طال الزمن ومهما كان للظلم جولات فإنها ستزول كما زال عاد وفرعون وغيرهم.. ولكن مع وجود هذا الإيمان القوي نحتاج إلى الأخذ بالأسباب والسنن لكي نرث الأرض ومن عليها فالله ينصرنا ويرسل المعجزات الباهرات الخفية التي لا نعلمها.

كان فضيلته بدأ خطبته قائلا: إذا تدبرنا آيات القرآن الكريم وعشنا مع هذه الآيات لتوصلنا إلى أن الله يريد أن يبين لنا حكم التاريخ وعبر الماضي كل ذلك من أجل توجيه العقل إلى تنظيم هذه العبر والقضايا وتقسيمها عبر طريقين سالكين هما طريق الحق والعدل والخير والفلاح والطريق الثاني هو طريق الشر والمضرة والظلم والعدوان ..عندما يروي القرآن هذه القصص على هاتين الطريقتين ويضع هذه الكمية الكبيرة من المعلومات التي لا يمكن للإنسان أن يطلع إليها كليا يضعها أمام الإنسان المسلم حتى يكون على علم بما حدث في التاريخ وما كانت النتائج لهذه الحركة المستمرة للإنسانية الطويلة، يضع الله أمامنا هذه المعلومات كما يضعنا أمام التاريخ والذي توصل إليه العلم الحديث من خلال علم الاجتماع وأن يستفيدوا من هذه السنن في الارض لأن سنن الأرض تتكرر عندما تتكرر الضوابط والشروط.

وأكد أن الله يبين لنا الحق وسبل النصر ويهدينا السنن والقوانين كالذين من قبلنا (ليتوب عليكم) فالله يريد أن يضعنا على طريق النجاح والعدل أما الذين يريدون الشهوات من شياطين الإنس، والإنس هم الذين يريدون أن ننحرف عن التاريخ وننحرف عن مصيرتنا عن جادة الحق والنصر والعزة والكرامة والفلاح.

وعن كيفية صيام يوم عاشوراء قال: أمامنا ثلاث اختيارات لصيام عاشوراء فلا تشددوا على أنفسكم فلكم أن تصوموا عاشوراء أو أن تصوموا يوما قبلها كما أراد الرسول حين صام رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يوم عاشوراء، وأمر بصيامه، قالوا: يا رسول اللَّه إنه يوم تعظّمه اليهود والنصارى؟ فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم : فإذا كان العام القابل – إن شاء اللَّه – صمنا اليوم التاسع، قال: فلم يأت العام المقبل، حتى توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم، أو أن يصوم يوما قبله ويوما بعده وذلك عن ابن عباس رضي اللَّه عنهما أيضاً ، قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم : “صوموا يوم عاشوراء، وخالفوا فيه اليهود، صوموا قبله يوماً، أو بعده يوماً” .

وعن فضل صيامه قال: صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “إني أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله” . مبينا أن الكفارة تكون لذنوب صغيرة ولا يشمل حقوق العباد لأنه تؤخذ هذه الحقوق في الدنيا ولا تؤخد في الآخرة. مستشهدا بقول الإمام النووي رحمه الله: “يكفر كل الذنوب الصغائر، وتقديره يغفر ذنوبه كلها إلا الكبائر” .

وعلق على بعض الممارسات التي تحدث في هذا اليوم بقوله: يوم عاشوراء يوم استشهد فيه سبط رسول الله صلى الله عليه وسلم، مبينا أن الألم يزال بالدعاء وليس ببدع ما أنزل الله بها من سلطان مشيرا إلى أننا “أهل السنة” نصلي ونسلم على آل النبي ونقدرهم أكثر من غيرنا وأن هذه هي عقيدتنا وليست قضية سياسية.