الدوحة – الشرق

ناقشت حلقة أمس، من برنامج "كيف أصبحت"، أخلاقيات التعامل مع الآخرين مع الشيخ الدكتور علي محيي الدين القره داغي، الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، حيث شدد على أن التعامل مع الناس بالتي هي أحسن مظهر من مظاهر الرقِي الفكري، ودليل على الصفاء النفسي، كما أنه عمل لاستجلاب نعم الله ودافع لنقمه، وسبب لحصول البركة في العمر والمال والأهل.

بين الشيخ القره داغي أن المعاملة الحسنة ليست جانباً ثانوياً ولا تكميلياً في الدين، بل هي محور العبادة ووسيلة من وسائل الرقي والتقدم، وأداة لإِزالة ما في النفوس من الكدر وسوء الفهم وسوء الظن، وقد جعل الله مرجعية العقيدة مرجعية أخلاقية، كما جعل الأخلاق غاية للعبادة، قال تعالى: (إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَر)، وقال عن الزكاة: (خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا)، وغير ذلك من العبادات.

وأكد أن الأخلاق هي التي تكون الحضارات العالمية، وأن الأمم اليوم تفتقد أكثر ما تفتقد لهذه الأخلاقيات على جميع المستويات سياسياً واقتصادياً، وأن جميع المشكلات التي تعانيها الأمم اليوم نابعة من ازدواجية المعايير وذهاب الأخلاق من الحياة.

وذكر أن المسؤولية لتنمية هذه الأخلاق مشتركة فهناك مسؤولية فردية وأخرى جماعية وأخرى من الدولة، وأن المسؤولية الأولى تقع على الوالدين، قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً)، موضحا أن بداية العناية بأخلاق الأولاد تبدأ من اختيار الزوجة الصالحة والزوج الصالح، ثم بعد ذلك المدرسة وأئمة المساجد والمعلمين والمجتمع، وأن الدولة مسؤولة عن توجيه ذلك كله.

 

وأوضح أن حسن العمل والأداء في عبادة الله تعالى جانب من الأخلاق، لأن قمة الأخلاق هو الإحسان، وهو أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك، وبين أن العبادة يجب أن تنعكس في الأخلاق مع الناس، وكلما كان الدين صحيحاً كانت الأخلاق قويمة وتزكت النفس وسلم القلب، مضيفاً أن الرجل الملتزم سيئ الأخلاق دليل على أن الجانب العملي العبادي ليس له تأثير في نفسه.

يذكر أن البرنامج يبث من الأحد إلى الخميس عبر أثير إذاعة القرآن الكريم، ويتم رفع الحلقة مباشرة على قناة اليوتيوب لإذاعة القرآن الكريم، ويقدمه يوم الخميس الإعلامي عبدالله البوعينين، والإعلامي أحمد الجربي، ويعده أحمد الشنقيطي، ومن التنفيذ على الهواء: سلمان لقمان، ومن الإشراف توفيق أسامة.

http://www.al-sharq.com/news/details/516836